اتفق حلف شمال الأطلسي "الناتو" والمجلس الانتقالي، الذي شكله الثوار الليبيون في بنغازي على استمرار الغارات التي يشنها الحلف ضد الأهداف التابعة للنظام الليبي، بموجب قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموس، في بيان الأربعاء عقب استقبال وفد المجلس الانتقالي الليبي برئاسة محمود جبريل، أن المشاركين من الطرفين أكدوا ضرورة استمرار عمليات "الناتو"، "إذ أن قوات العقيد الليبي معمر القذافي لا زالت تهدد الأبرياء من أبناء الشعب الليبي ولذلك لا بد من حمايتهم".
وأكد أنه تم التوصل خلال "اللقاء غير الرسمي" الذي جمعه اليوم بقادة المجلس الانتقالي الليبي إلى التأكيد على ضرورة تمكين الليبيين من رسم مستقبلهم بأيديهم. وأضاف، إن الحديث تناول مهمة الحلف في ليبيا والطرق الكفيلة بالمضي قدماً نحو انتقال سلس نحو مستقبل ديمقراطي في هذا البلد.
وشدد الأمين العام لـ "الناتو" على توافق الأطراف كلها على التأكيد على فقدان العقيد معمر القذافي لشرعيته ووجوب رحيله عن السلطة. مع ذلك أكد حتمية الحل السياسي في ليبيا، قائلا: "حان الوقت للبحث عن حل سياسي بقيادة الليبيين أنفسهم وبدعم من المجتمع الدولي لتلبية المطالب المشروعة لهم".
وكان مجلس الأمن تبنى في 17 مارس قرارًا يقضي بفرض حظر للطيران في الأجواء الليبية، وفي أواخر الشهر نفسه نقلت قيادة العملية المكلفة بفرض الحظر من الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي.
ويقول "الناتو" إن تلك الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، لكن النظام الليبي يؤكد أنها تسقط ضحايا مدنيين، ويقول إن أكثر من 700 مدني قتلوا بينما أصيب أكثر من 4000 في تلك الغارات.
وتصف حكومة القذافي الغارات الجوية بأنها عدوان استعماري يهدف إلى السيطرة على موارد ليبيا النفطية، بينما يقول زعماء حلف الأطلسي إن الغارات تستهدف أهدافًا عسكرية بليبيا لحماية المدنيين ولن يتوقفوا إلى أن يتنحى القذافي.
ويشارك حلف "الناتو" في اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا المقرر الجمعة في اسطنبول بتركيا، حيث سيتم التركيز على استمرار العمليات مع استمرار تهديدات قوات القذافي للمدنيين، وحث الأطراف الليبية للبحث عن تسوية تفاوضية تتيح البدء بمرحلة انتقالية.
ومن المقرر أن يكون وفد المجلس الانتقالي الليبي، المتواجد حاليًا في بروكسل التقى في وقت لاحق الأربعاء كلاً من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، وأعضاء من البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى لقاء مقرر اليوم مع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي.