عرض البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء المساعدة في حل أزمة معسكر أشرف الذي يقيم به معرضون إيرانيون على بعد نحو 6 5 كم من العاصمة العراقية بغداد.
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي جبرييل البرتيني ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع العراق ستروان ستيفنسون في بيان مشترك صدر عقب اجتماع لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي برئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي"إننا مستعدون لعرض مساعدتنا لحل الأزمة في معسكر أشرف عبر إعادة توطين 3400 معارض إيراني يقيمون في المعسكر خارج العراق".
يشار إلى أن لجنة التحقيق ومراقبة أداء الحكومة في لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس برئاسة دانا زوهراباكر عقدت جلسة مطولة حول المجزرة الأخيرة التي تعرض لها المعسكر والتي أسفرت عن مقتل 34 شخصا وجرح نحو 360.
وفي المقابل أبدت إيراني قلقها حيال الدعم المتزايد من المجتمع الدولي لمبادرة البرلمان الأوروبي لنقل سكان معسكر أشرف التابع لجماعة مجاهدي خلق إلى الخارج معتبرة أن ذلك يمثل تهديدا لها .
وقال محسن رضائي القائد العام السابق لقوات الحرس الثوري الإيراني ، قائلا" إن أي دولة توافق على طلب مجاهدي خلق باستقبالهم فسوف تعتبر تلك الدولة تلقائيا من الدول المعادية لإيران وعلى هذه الدول أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.
وكانت زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مريم رجوى قد رفضت مشروعا أمريكيا لنقل سكان معسكر أشرف التابع للمنظمة في العراق في موقع جديد داخل البلاد إثر تواصل مهاجمة القوات العراقية له.
وتعتبر العراق منظمة "مجاهدي خلق" منظمة إرهابية وتحاول إخلاء المعسكر منذ أن تم نقل السيطرة عليه إلى القوات الامريكية في عام 2009 بموجب الاتفاقية الأمنية الثنائية .
ويذكر أن مقاتلو مجاهدي خلق شنوا هجمات على إيران انطلاقا من العراق قبل سقوط حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003 .
وتم رفع اسم الجماعة من قائمة المنظمات الإرهابية التي وضعها الاتحاد الأوروبي في عام 2009.
ويقع معسكر أشرف على بعد حوالي 65 كيلومترا من بغداد، وهو قاعدة منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة التي تصنفها واشنطن علي أنها جماعة إرهابية.
وشهد المعسكر في ابريل اشتباكات دامية بين سكانه وقوات الأمن العراقية، مما أسفر عن مقتل 34 شخصا وفق بيانات الأمم المتحدة وقتها.
وكانت أمانة المجلس الوطني لـ"المقاومة الإيرانية "قد حصلت على وثائق تفيد أن ما يقوم به النظام العراقي ضد عناصر مجاهدي خلق في معسكر أشرف إنما هو بتوجيه من الحكومة الإيرانية وبالأخص من قبل مرشد إيران الأعلى على خامنئي.
كما يحظى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعم من النظام الإيراني في تشكيل حكومته،ولذلك فإنه يقوم بحملات اعتقالات ضد مجاهدي خلق في معسكر أشرف.
وكان النائب العراقي الشيعي إياد جمال الدين قد أكد،في وقت سابق أن طهران تدير الكثير من الأحزاب الحاكمة في العراق بواسطة "الريموت كونترول".
وشن جمال الدين هجومًا على الأحزاب الحاكمة في العراق قائلاً: إن "كثيرًا من أحزاب السلطة الآن أحزاب إيرانية فكرًا وتوجهًا ونشأة وتمويلًا وعقائد، فلماذا يستقبلك نظام عربي ليس له علاقة حسنة بإيران؟".
وأضاف: "إن السلطة العراقية الجديدة لم تبرهن على انفصالها عن إيران وهذا ما يعرقل احتواء العرب لها". وتابع إن "هناك مواقف مسبقة من الدول العربية التي قد تشك بكل ما هو شيعي، وتتصور أنه من عملاء إيران، ولكن قبل أن نعاتب الناس يجب أن نعاتب أنفسنا، فهل استطاع النظام العراقي أن يثبت لنفسه ولشعبه أنه نظام مستقل وغير تابع ولا تحركه إيران بالريموت كونترول؟ أعتقد أنه من الصعب إثبات ذلك"
