أماطت صحيفة "الجارديان" اللثام عن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نظّمت حملة تطعيم وهمية بمدينة آبوت أباد الباكستانية، حيث كان يختبئ أسامة بن لادن، وذلك في محاولة للحصول على حمضه النووي.
وقالت الصحيفة: "عملاء CIA وفي إطار الاستعدادات المكثفة للغارة التي قتلت بن لادن "جنّدوا طبيبًا باكستانيً بارزًا لتنظيم حملة لقاح في آبوت أباد والبدء في تنفيذ المشروع في أفقر حي من المدينة لجعلها تبدو أكثر واقعية".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسئولين مطلعين قولهم: "وكالة الاستخبارات الباكستانية المشتركة المعروفة باسم (آي أس آي) اعتقلت الطبيب شاكيل أفريدي بتهمة التعاون مع عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مما أدى إلى توتير العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد المتدهورة أصلاً بعد عملية قتل بن لادن من قبل قوات خاصة أمريكية مطلع مايو الماضي، ويُعتقد أن الولايات المتحدة قلقة على سلامة الطبيب الباكستاني وتدخلت نيابة عنه".
وأشارت الصحيفة إلى أن CIA وضعت خطة التطعيم بعد أن تعقب عملاؤها أبو أحمد الكويتي مراسل بن لادن إلى المجمع الذي كان يختبئ فيه بمدينة آبوت باد في الصيف الماضي، وقامت الوكالة بمراقبة المجمع بواسطة الأقمار الصناعية ومن منزل تابع لها في المدينة الباكستانية، لكنها أرادت التأكد من وجوده فيه قبل شن عملية محفوفة بالمخاطر داخل بلد آخر.
وقالت الجارديان: "عينة من الحمض النووي من أي طفل من أطفال بن لادن في المجمع يمكن مقارنتها مع عينة شقيقته التي توفيت في بوسطن عام 2010 لتقديم أدلة على أن الأسرة موجودة في آبوت أباد، وقام عملاء CIA لهذا الغرض بتجنيد الطبيب أفريدي المسؤول الصحي عن منطقة خيبر القبلية المحاذية للحدود الأفغانية".
وأضافت الصحيفة: "الطبيب أفريدي ذهب إلى آبوت أباد لبدء حملة التطعيم المجانية ضد مرض التهاب الكبد الوبائي ودفع مبالغ سخية من المال إلى موظفين صحيين حكوميين من الرتب المتدنية للمشاركة في حملة التطعيم".
وأشارت الجارديان إلى أن ممرضة تُعرف بلقب باختو واسمها الحقيقي مختار بيبي نجحت في الدخول إلى مجمع بن لادن لاجراء التطعيمات المطلوبة، وطلب منها الطبيب أفريدي أن تأخذ معها حقيبة يد كانت مزودة بجهاز إلكتروني، لا يُعرف ما هو وما إذا كانت تركته داخل المجمع، كما أنه ليس معروفاً أيضاً ما إذ كانت سي آي إيه تمكنت من الحصول على الحمض النووي لبن لادن، على الرغم من أن مصادر اقترحت بأن العملية لم تنجح.
ولم تعلق الممرضة بيبي، التي تجهل الهدف الحقيقي لحملة التطعيم، على الحملة، فيما رفضت سي آي إيه التعليق على مؤامرة التطعيم.
وقالت الصحيفة إن الاستخبارات الباكستانية علمت بأنشطة الطبيب أفريدي خلال التحقيقات التي أجرتها حول عملية مقتل بن لادن في الدور العلوي من المجمع السكني في آبوت أباد ورفضت اسلام اباد التعليق رسميًا على اعتقال أفريدي، لكن مسئولاً بارزًا أكد أن أي دولة تعتقل الأشخاص الذين يعملون لوكالة تجسس أجنبية.
وأضافت الصحيفة: "باكستان ابدت استياءها لعدم اطلاعها مسبقًا على عملية قتل بن لادن، فيما اعربت الولايات المتحدة عن غضبها لأن التحقيق الباكستاني ركّز أكثر على معرفة كيف تمكنت سي آي إيه من تعقب مكان زعيم القاعدة السابق أكثر من الطريقة التي تمكن من خلالها بن لادن من العيش في آبوت أباد لمدة خمس سنوات".