وقالت المجلة إنه بعد30 عاما قضاها الرئيس السابق حسني مبارك في الحكم, واجه الرئيس المخلوع أول تحد حقيقي لسلطته عندما انطلق أكثر من مليون شاب مصري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي علي الانترنت إلي ميدان التحرير, تدفعهم حالة عدم الاستقرار السياسي والارتفاع في معدل البطالة.
اختارت مجلة تايم الأمريكية ثورة25 يناير ضمن الثورات العشر الأكثر تأثيرا في تغيير العالم خلال الأربعة قرون الماضية.وأضافت أنه وعلي امتداد أكثر من أسبوعين, تمسك المتظاهرون بموقفهم, في الوقت الذي واصل فيه المؤيدون لمبارك الهجمات عليهم بالحجارة والغاز المسيل للدموع, حتي إنهم استخدموا الجمال, مشيرة إلي أن الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام واصلوا تغطية أحداث الثورة رغم هذه الهجمات, التي شاهدها العالم كله.
وجاءت علي قائمة الثورات الأكثر تأثيرا في العالم, بحسب الترتيب الزمني:
- ثورة حزب الشاي في بوسطن العام1773, حين احتشد آلاف المتظاهرين رغم شتاء ديسمبر القارص في ميناء بوسطن احتجاجا علي استيراد الشاي من شركة الهند الشرقية, وكان الهدف الرئيسي من المظاهرة هو مناهضة قانون الشاي الذي كان يتيح لهذه الشركة التي كانت مملوكة للحكومة البريطانية بيع الشاي, وبالتالي احتكارها تجارة الشاي في أمريكا.
- مسيرة الملح ساتياجراها, حين انتفض الشعب الهندي بقيادة المهاتما غاندي في مارس عام1930 للاعتراض علي إجبارهم علي شراء الملح الهندي المعاد تصديره من المصانع البريطانية, وذلك بموجب قانون الاستعمار البريطاني آنذاك, وتجمع آلاف المحتجين بزعامة غاندي عند البحر لإنتاج الملح بأنفسهم.
- مسيرة الحقوق المدنية في28 أغسطس1963 في واشنطن, حيث احتشد أكثر من200 ألف شخص تجمعوا في واشنطن, وألقي الزعيم الأمريكي الاسود مارتن لوثر كينج كلمته المشهورة لدي حلم, لكي يخلد التاريخ هذا الحدث, حيث قاد إلي إصدار قانون الحقوق المدنية عام.1964
- مظاهرة ستونويل إن في نيويورك1969, حين تظاهر أكثر من500 ألف شخص في واشنطن احتجاجا علي مشاركة واشنطن في حرب فيتنام, وأشارت المجلة إلي أنها كانت أكبر مسيرة سياسية في التاريخ الأمريكي.
- مظاهرات محرم في إيران عام1978, حيث انطلق أكثر من مليوني شخص في الثاني من ديسمبر إلي ميدان شاه ياد في العاصمة طهران للمطالبة بعزل شاه إيران محمد رضا بهلوي.
- الثورة الشعبية في الفلبين بقيادة كورازون أكوينو عام1986, فبعد اغتيال الزعيم الفلبيني المعارض بينينيو أكينو1983, انطلقت احتجاجات شعبية واسعة بقيادة زوجته كورازون بلغت ذورتها عام1986, حيث أدت في نهاية المطاف إلي إجبار الرئيس الفلبيني آنذاك فرديناند ماركوس إلي إجراء انتخابات فازت بها أكينو كرئيسة للحكومة, ودعت بعد ذلك إلي إصدار دستور جديد للبلاد, وفي العام نفسه غادر ماركوس الفلبين إلي هاواي.
في الوقت نفسه, وعلي النقيض من الحفاوة التي استقبل بها السياسيون ثورات الربيع العربي, هيمنت حالة من الحيرة علي موقف المحللين الذين قدموا رؤي متضاربة لتأثير هذا الربيع علي القارة الأوروبية, حيث أكدت مجلة تايم أن المظاهرات التي خرجت في عدد من المدن الأوروبية احتجاجا علي سياسات التقشف, ليست امتدادا للربيع العربي, مؤكدة أن المفتاح السحري لنجاة أوروبا من موجات ربيع الثورات العربية يكمن في كلمة الديمقراطية التي تكفل للمواطن الأوروبي تغيير حكومته ورئيسه عبر صناديق الاقتراع.
وقدم توني كارون الصحفي المتخصص بتغطية الشئون الخارجية في مجلة تايم نظرية مختلفة حول تأثير الربيع العربي علي القارة العجوز, حيث أوضح أنه من المؤكد أنه مثلما تمرد الشباب في العالم العربي ضد الأوضاع التي فقدوا بسببها الأمل في حياة كريمة, فإن شباب أوروبا الغربية أخذ زمام الأمور للاحتجاج ضد فشل نظمهم الاجتماعية في تلبية تطلعاتهم.
وفي تقرير آخر يعد مصداقا لقول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن ثورات الربيع العربي ستغير المشهد السياسي العالمي, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن الولايات المتحدة تواجه مع بزوغ شمس الربيع العربي أفول نجم نفوذها علي منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن مصر ما بعد التحرير تحدت محاذير الولايات المتحدة وموقفها من طهران, فأعلنت إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران, مشيرا إلي أن العدائية المصرية اتجاه طهران كانت تساهلا من الرئيس السابق حسني مبارك مع رغبات الإدارات الأمريكية المتتالية, ولا تري الحكومة المصرية الجديدة سببا وجيها لاستمرار الخصومة تجاه نظام يحظي بالشعبية في الشوارع العربية.
