موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || رفض أمريكي لاتهامات بتحريض المحتجين في سوريا
اسم الخبر : رفض أمريكي لاتهامات بتحريض المحتجين في سوريا


رفضت الخارجية الأمريكية اتهامات سورية بأن السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد سعى لتحريض المحتجين في مدينة حماه وسط سوريا، والتي زارها الخميس واستمر فيها حتى الجمعة، ردًا على اتهام النظام السوري للسفير بـ "حضر مخربين على التظاهر"، وقالت إن مدنيين مسالمين يطالبون بالتغيير السياسي استقبلوا السفير بالزهور وأغصان الزيتون.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "عندما دخلنا المدينة أحاط محتجون ودودون بالسيارة على الفور ووضعوا الزهور على الزجاج الأمامي. كانوا يضعون أغصان الزيتون على السيارة. كانوا يهتفون.. يسقط النظام". وأضافت إن فورد قرر عدم البقاء حتى "لا يصبح هو نفسه القصة" وغادر قبل أن تبدأ الاحتجاجات.
وزار السفير الأمريكي حماة الخميس وعاد في اليوم التالي إلى وسط المدينة قبل أن ينظم عشرات الآلاف مظاهرات جديدة تطالب بسقوط الرئيس بشار الأسد. غير أن الزيارة تظل غير عادية لأن السفراء الأجانب عادة يتجنبون مجرد النظر إليهم على أنهم يتدخلون في الشئون الداخلية للدول التي تستضيفهم.
بدورها، أدان النظام السوري الزيارة بوصفها تحريضا، ودليلا على أن واشنطن تلعب دورا في الاضطرابات التي بدأت قبل نحو 15 أسبوعا، وقالت الداخلية السورية، إن السفير التقى مع "مخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار" الذي قالت السلطات إنه سيبدأ الأحد.
لكن المتحدثة قالت إن زيارة فورد استهدفت "أن يوضح بشكل تام ومن خلال وجوده الشخصي إننا نقف مع هؤلاء السوريين الذين يعبرون عن حقهم في الحديث عن التغيير"، وأضافت: "نشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في حماة".
واتهم النظام السوري فورد بالسعي لإثارة الاحتجاجات قائلاً إنه لم يحصل على تصريح بالزيارة التي وصفتها بأنها "دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا".
غير أن المتحدثة وصفت ذلك بأنه "محض هراء" وقالت "سبب الزيارة هو التضامن مع حق الشعب السوري في التظاهر السلمي"، موضحة أن السفارة الأمريكية أخطرت وزارة الدفاع السورية قبل زيارة فورد وإنه مر عبر نقاط تفتيش سورية في الطريق.
وتحدث فورد مع نحو 12 من سكان حماة وزار مستشفى يعالج مصابين في مواجهات سابقة بين محتجين وقوات الأمن، وفق وكالة "رويترز". وقالت نولاند "زعمت الحكومة السورية أشياء كثيرة. زعمت أن محرضين أجانب يقفون وراء ما يحدث في البلاد ... لم يكن هذا ما شاهده (فورد). لقد شاهد سوريين عاديين يطالبون بالتغيير."
وتزامنت زيارة السفير الأمريكي على حماة مع زيارة السفير الفرنسي اريك شوفالييه إلى المدينة الواقعة وسط سوريا للضغط على الأسد كي لا يسحق الاحتجاج.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن زيارة شوفالييه كانت ضمن عدة زيارات قام بها لمراقبة الاضطرابات. وأضاف: "تعبر فرنسا عن قلقها بشأن سكان حماة وإدانتها للعنف ضد المحتجين على يد السلطات"، داعيا الأسد للإفراج عن السجناء السياسيين وبدء إصلاحات.
وكانت حماة على بعد 210 كلم شمالي دمشق، شهدت الجمعة الماضية تظاهرة ضخمة مناهضة للنظام، جاءت بعد شهر من قتل 60 محتجا على الأقل بالمدينة في واحد من أدمى أيام الانتفاضة ضد الأسد، وقام الجيش إثر ذلك بإرسال دبابات لمحاصرتها، وشنت القوات حملة مداهمات وإطلاق نار داخل المدينة.
وينتظر إلى زيارة السفير الأمريكي إلى حماة على أنها تبعث رسالة إلى الأمريكيين الذين ينتقدون سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا والذين شككوا في جدوى الاحتفاظ بسفير في دمشق في الوقت الذي تمضي فيه حكومة الأسد في حملتها ضد المحتجين.
وتقول الخارجية الأمريكية إن فورد الذي تولى منصبه في دمشق في يناير بعد أكثر من خمس سنوات من الانقطاع في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي الكامل هناك يمكن أن ينقل بواعث القلق الأمريكية بصورة مباشرة إلى القيادة العليا في سوريا رغم انه لم يلتق مع الرئيس بشار الأسد منذ بدء الاحتجاجات.
من ناحية أخرى، قالت الخارجية الأمريكية إنها استدعت السفير السوري لدى واشنطن، بعد أن تلقت تقارير قالت إن دبلوماسيين سوريين قاموا بعمليات مراقبة لأشخاص يحتجون في الولايات المتحدة.
وقالت في بيان الجمعة إن اريك بوسويل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية استدعى السفير عماد مصطفى الأربعاء بعد تقارير عن المراقبة المزعومة. وأضافت إنها تتحرى أيضا عن تقارير قالت إن الحكومة السورية تسعى إلى معاقبة أفراد عائلات سورية بسبب تصرفات ذويهم الذين يحتجون في الولايات المتحدة.
وأضافت إن "حكومة الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد جدا التقارير التي تتعلق بأي أعمال لحكومة أجنبية تحاول ترهيب أفراد في الولايات المتحدة".

تاريخ الاضافة: 09/07/2011
طباعة