سجل الثوار المتمركزون في مصراتة تقدمًا على الأرض الأربعاء، بعد أن تقدموا نحو 20 كلم غربًا نحو طرابلس، في الوقت الذي تقصف فيه القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي مواقعهم، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن بدء هجوم للثوار على بعد 50 كلم جنوب العاصمة الليبية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن قادة للثوار في الدفنية على المشارف الغربية لمصراتة الخاضعة لسيطرة الثوار، إن قواتهم أحرزت هذا التقدم ليل الثلاثاء بامتداد جانب من الجبهة، في واحد من أكبر التطورات بالنسبة للثوار خلال أسابيع من القتال الذي يتسم بالجمود إلى الغرب من مصراتة.
لكن هذا يمكن أن يجعل المقاتلين عرضة للهجوم لأنهم لم يتح لهم الوقت الكافي للتحصن وبناء مواقع دفاعية. ومن مستشفى ميداني في الدفنية كانت تتردد أصداء تصادم قذائف مورتر ونيران مدفعية وصواريخ جراد روسية الصنع.
ورأى مراسل لـ "رويترز" بالمستشفى جريحين ينقلان من الجبهة. وأصيب واحد في الجزء العلوي من الفخذ بينما أصيب الآخر في ساقه. وأجرى لهما الفريق الطبي الإسعافات الأولية لنقلهما لمستشفى في وسط مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق طرابلس. وذكر أحد المقاتلين أن أحد زملائه قتل في قصف بالمدفعية الأربعاء.
وكان الثوار الليبيون أعلنوا عن بدء هجوم في وقت مبكر صباح الأربعاء على القوات الموالية القذافي، المتمركزة على بعد 50 كلم جنوبي طرابلس، على ما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار في قطاع منطقة غوالش بين الجانبين. وكانت المعارضة المسلحة الليبية أكدت الأحد أنها تستعد لشن هجوم كبير في غضون 48 ساعة لاستعادة مواقع جنوب طرابلس كانت سيطرت عليها قوات القذافي.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن متحدث باسم الثوار، أن الثوار جنوبي طرابلس تقدموا إلى نحو 80 كيلومترا من العاصمة الليبية ويخوضون مواجهات ضد قوات القذافي للسيطرة على بلدة بئر الغنم.
ويأتي إعلان الثوار عن حدوث تقدم في ضواحي مدينة بئر الغنم، بعد أسابيع من اندلاع معارك عنيفة في جبل نفوسة حيث أجبرت قوات المعارضة كتائب القذافي على التقهقر قليلا باتجاه العاصمة.
وسيطر الثوار في الأسبوع الماضي على العديد من الجبهات، في إطار الانتفاضة الرامية لإسقاط نظام حكم العقيد معمر القذافي، حيث سيطروا الاثنين الماضي على قاعدة "واو الناموس" العسكرية ومطار "اللغويغ" العسكري في جنوب غربي البلاد.
ويواجه نظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 1969 ضغوطا غير مسبوقة كي يتخلى عن السلطة من قبل المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه ومن قبل حملة جوية يشنها حلف شمال الأطلسي.