موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (( نحــــــن للـــه مــا لحـــــــي بقـــــــــاء ))
اسم المقالة : (( نحــــــن للـــه مــا لحـــــــي بقـــــــــاء ))
كاتب المقالة : أسماعيل صبري ( أبو أميمة )

بسم الله الرحمن الرحيم

الدائم الفرد الحي الذي لا يموت

نحـن لِلَّـهِ مـا لِـحَـيٍّ بَـقـاءُ وَقُصـارى سِـوى الإِلـهِ فنـاءُ
نحـن لِلَّـهِ راجعـونَ فمـن مـا ت ومن عاشَ ألـفَ عـامٍ سـواءُ

يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَـع لـمُ مــاذا يُكِـنُّـهُ الإِمـسـاءُ
وَمتـاعُ الدنيـا قَليـلٌ ومـا يَـل ذهو به المرءُ مـن حُطـامٍ هبـاءُ
زهَّـدَ النـاسُ فـي الحَيـاةِ مُلِـمٌّ رَوَّعَتـنـا بِهَـولـهِ الأَنـبــاءُ
قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَـرَ قصـرٍ فيـه يحلـو وَيُستَطـابُ الهـواءُ
كنـتَ ذا هَيبَـةٍ يُحاذِرُهـا الـدَه رُ وَتَكـبـو أمامَـهـا البَـأسـاءُ
كيفَ أَصبَحتَ مُستَضامـاً وَلِلخَـط بِ إلـى رُكنِـكَ المَنيـعِ ارتِقـاءُ
ما كـذا عَهدُنـا بِعـزِّكَ تَرمـي هِ اللَيالـي أو يَعتَريـهِ انقِـضـاء
كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَـبّ اسِ تَحـيـا بِبـشـرهِ الأَحـيـاءُ
فَطَوَت بُـردَهُ الخُطـوبُ وكانـت قبـلُ تَشقـى بِسَـعـدهِ وَتُـسـاء
وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَـب رَ كريمـا يَبكـى عليـه العـلاء
وَاِرتَضَوا بِالبُكا ومـا الحُـزنُ إِلّا أن تَسيـلَ القُلـوبُ والأَحـشـاء
عاش فينا عَـذبَ البَشاشَـةِ وَالأخ لاقِ تَروى بـه النفـوسُ الظِمـاء
وَتَولّى وفي الصُدور مـن الـوَج دِ عليه مـا ليـس يُرويـهِ مـاء
عُطَّلَت مِصرُ من سنـاهُ كمـا قـد عُطِّلَـت مـن حُلّيهـا الحَسـنـاء
كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص رُ يُرَجّـى للنـاسِ فيـه عــزاء
ما يقول الراثونَ في فقـدِ تَوفـي قٍ ومـاذا تـحـاوِلُ الشـعـراءُ
والرَزايا في بَعضِها يُطلـقُ القَـو لُ وَتَعيـا فـي بَعضِهـا البُلغـاءُ
إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَـنَ مَـن تُـز هـى بِأَنـوارِ وجهـهِ البَطحـاءُ
كانَ لِلتّـاج فـوق مَفرقِـه ضَـو ءٌ لـدَيـهِ تُحـقَّـرُ الأَضــواء
كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جـلَّ ت بِـرَأيٍ تَعـنـو لــه الآراء
كـانَ أدرى المَـلا بكَسـبِ ثنـاءٍ آهِ لـو خلَّـدَ النُـفـوسَ ثَـنـاء
آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسـوا الصَـب رَ رِداءً فالصَبـر نَعـمَ الــرِداء
أنتُم الراسخونَ في علـمِ مـا كـا نَ فقولـوا مَـن ذا عـداهُ الفَنـاء
أين قومٌ شـادوا البِـلادَ وَسـادو هـا وكانـت تَهواهُـمُ العَلـيـاء
ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثـمَّ أَمسَـوا وهُـمُ فـي بُطونِـهـا نُــزَلاءُ
كـلُّ نفـسٍ لهـا كتـابٌ وميعـا دٌ إذا جــاءَ لا يُــرَدُّ قَـضـاءُ
سُنَّةُ اللَهِ فـي البَريَّـةِ لـم يُـس تَثـنَ منهـا الملـوكُ وَالأَنبـيـاء
لا أُعَزّيـكُـمُ وَأَنّــي لِقَـولـي أن تُـعَـزّى بِمثـلـهِ الحُكـمـاء
احمِدوا اللَهَ فـي العَشِيَّـةِ وَالإِص بـاحِ فَالبُـؤسُ قـد تَـلاهُ هنـاءُ
إن يكُن خـرَّ مـن سمائِكـمُ بَـد رٌ فعَبّاسُـكـم بــه يُستَـضـاءُ
قـد أَرانـا العبـاسُ بعـد أبيـه كيـفَ تَلقـى العظائـمَ العُظمـاءُ
وَرِثَ المُلـك عـن أبيـه فلـمّـا قـامَ بالأَمـرِ دبَّ فينـا الرجـاءُ
وَاجتَلَينـاهُ طَـودَ مجـدٍ وَسـوراً دارَ منـهُ حـولَ البِـلادِ بِـنـاءُ
حَبَّذا منـه همَّـةٌ تَتـرُكُ الصَـع بَ ذَلــولاً وَعــزَّةٌ قَعـسـاءُ
وَثَبـاتٌ فــي طَـيِّـهِ وَثـبـاتٌ لِلمَعـالـي وَحكـمَـةٌ وَإِبـــاءُ
وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الـوَص فُ وفيهـا يُستَغـرَقُ الإِحـصـاءُ
دامَ يَكسو الزَمانَ حُسنـاً وَيُسـدى أَنعُـمـاً لا يَشوبـهُـنَّ انتِـهـاءُ

تاريخ الاضافة: 16/06/2011
طباعة