اتهم وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتّيني، نظام العقيد معمر القذافي باستغلال اللاجئين الذين يجبرهم على التوجه إلى السواحل الأوروبية بغرض الانتقام من الغرب لموقفه الداعم للإطاحة بنظام حكمه المستمر منذ 41 عامًا.
وأضاف فراتيني في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الاثنين، "إننا نقوم بجمع أدلة تثبت أن النظام الليبي يضع اللاجئين على قوارب الهجرة غير الشرعية رغم إرادتهم"، موضحًا أن "كثيرًا ممن وصلوا إلى لامبيدوزا يقولون إنهم أُكرهوا على الرحيل ولم يدفعوا أي شيء" وفق تعبيره
واستقبلت لا مبيدوزا التي تبعد نحو 250 كلم عن السواحل التونسية عشرات الآلاف من المهاجرين السريين منذ بداية العام الحالي. وسجلت أحيانا حوادث غرق مأساوية تعرض لها هؤلاء المهاجرون، غرق في إحداها 250 شخصا في سواحل الجزيرة لم ينقذ إلا خمسهم.
ورأى فراتيني أن "ما يحدث علامة على أن طرابلس تستخدم الهجرة غير الشرعية وسيلة للانتقام"، وهو ما وصفه بـ "الجريمة الإنسانية"، قائلا إن "هذا الأمر خليق بتدخل المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لأننا أمام جريمة ضد الإنسانية" حسب قوله.
وردا على سؤال حول احتمال وجود تواطؤ من جانب إيطالي في هذه القضية، لم يستبعد الوزير الإيطالي حدوث هذا، وقال: "من منصبي كوزير للخارجية أنا لا أتعامل مع هذا الأمر"، لكننا "تحققنا في الماضي من أنه من الضروري لتجار الهجرة امتلاك علاقات في بلد الوصول" أيضا.
وكان النظام الليبي أعلن إثر الهجمات الجوية والصاروخية التي شنتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على ليبيا في مارس أن طرابلس قررت رفع يدها عن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا .
وقال مصدر باللجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية) لوكالة الجماهيرية للأنباء إن "الجماهيرية الليبية التي كانت لها مساهمة فعالة في مكافحة هذه الهجرة باعتراف الأوروبيين أنفسهم، قررت رفع يدها عن هذه الهجرة إلى أوروبا، لأن هذه المسألة لم تعد حاليا ضمن اهتماماتها".
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن "التأييد التام" للنداء الذي أطلقه رئيس الجمهورية جورجو نابوليتانو ضد "اللامبالاة" إزاء هذه القضية.
وأضاف أن "في كثير من الأحيان تُعتبر هذه المآسي في أوروبا مسألة الأرقام فقط دون التطرق إلى حقوق الأفراد"، مشيرا إلى أن "حكومتنا أعطت الأمر بالتدخل دائما وفي كل مكان، حتى لو كان المهاجرون خارج مياهنا الإقليمية".
وختم قائلا "بينما كان علينا الاعتراض على السلوك الخطير من جانب مالطا التي اقتصرت على موقف المتفرج في كثير من الحالات"، على حد قوله.