طالب رئيس وفد المفوضية الأوروبية في القاهرة بالتوقف عن طرح المخاوف من إمكانية صعود "الإخوان المسلمين" إلى السلطة في مصر، وطلب من القوى السياسية المتخوفة من ذلك التحرك على الأرض لجذب المؤيدين لها في الشارع والتوقف عن ترديد تلك المخاوف.
وقال السفير مارك فرانكو في ردًا على سؤال حول إمكانية وصول الإخوان للحكم أو سيطرتهم على البرلمان القادم، "أنا تعبت ومللت من النقاش حول الإخوان المسلمين في كل مكان، توقفوا عن الشكوى من أن طرفًا آخر قوى، ابدءوا في تقوية أنفسكم"، بحسب ما أوردت صحيفة "الشروق" السبت.
وأضاف ردًا على ذلك "حسنا الإخوان منظمون لكنكم نجحتم، فابدءوا في العمل وتكوين أحزاب، اذهبوا للصعيد واعرضوا برامجكم وأظهروا ما نجحتم فيه، تحركوا وتأكدوا أن قوى التغيير تنتقل من الميدان إلى البرلمان، حيث تكون اللعبة الحقيقية، الميدان كان مهما عندما كان البرلمان عبارة عن سيرك، أما الآن فهناك إمكانية لإيجاد برلمان يعكس آراء الناس فاقتنصوا هذه الفرصة".
ويرى المراقبون أن "الإخوان" هم القوة الأكثر تنظيمًا في مصر، والمؤهلة للسيطرة على البرلمان، وهو ما دفع القوى العلمانية إلى المطالبة بتأجيل الانتخابات وعدم إجرائها في موعدها المقرر تحسبًا لذلك، علمًا بأن الجماعة أكدت أنها لن تنافس على منصب الرئاسة في الانتخابات القادمة.  
وكان فرانكو يتحدث في مؤتمر صحفي بالقاهرة الخميس لعرض تقرير الاتحاد الأوروبي السنوي حول التقدم الذي تم إحرازه في اتفاقية سياسة الجوار الأوروبي والتغييرات في المساعدات الاقتصادية للدول التي تشملها الاتفاقية.
وفيما يتعلق بإمكانية إقدام الاتحاد الأوروبي على إسقاط ديون مصر، أوضح المسئول الأوروبي أن هذه الديون خاصة بالدول الأعضاء وليس للاتحاد كمؤسسة، وبالتالي فإن قرار إلغائها أو إعادة هيكلتها يعود إلى الدول نفسها التي بدأت بعضها بالفعل في دراسة الأمر. وأشار إلى أن ديون مصر للدول الأوروبية تمثل نحو 50% من إجمالي ديون مصر وتقدر بنحو 12 مليار يورو.
وأعرب عن أمله في تحسن الوضع الاقتصادي في مصر خلال النصف الثاني من العام الحالي، مضيفا أنه لابد الانتظار حتى 2013 لنتحدث عن العودة للمستويات السابقة من النمو، موضحًا أنه "من غير الواقعي أن نتوقع من الحكومة الحالية أن تتخذ قرارات مؤثرة على الاقتصاد، لكن أفضل ما يمكن أن نطلبه منهم هو خلق نوع من الاستقرار ومناخ ثقة للمستثمرين والقطاع الخاص لبدء مشاريع جديدة".