موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || قادة اوروبا يستخدمون المسلمين لتبرير التقشف الحكومى
اسم الخبر : قادة اوروبا يستخدمون المسلمين لتبرير التقشف الحكومى


كشفت دراسة نشرتها مؤسسة بريطانية تعنى بشؤون التمييز العرقي ان عددا من القادة الأوروبيين باتوا لا يتورعون عن استخدام الجاليات المسلمة ككبش فداء لتبرير سياسات التقشف التي تتبعها الحكومات لخفض العجز في الموازنات.
وقالت مؤسسة العلاقات العرقية في الدراسة التي نشرتها مؤخراً انها قامت برصد تصريحات لمسؤولين أوروبيين ينتمون في العموم الى تيارات يمين الوسط في عدد من الدول الأوروبية على مدار الشهور الستة الأخيرة وخلصت الى نتيجة مفادها ان السياسيين في أوروبا لا يجدون غضاضة في استخدام المهاجرين عموماً والمسلمين خصوصاً من أجل تبرير خطط تقليص النفقات أمام ناخبيهم.
وشملت الدراسة كلاً من: بلجيكا والنمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وبريطانيا. واضطرت الحكومات الأوروبية الى تخفيض الانفاق في موازناتها بدرجات كبيرة من أجل التغلب على العجز في الموازنات والذي تسببت به الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم قبل نحو ثلاث سنوات وما تزال آثارها قائمة.
وعابت الدراسة على من وصفتهم بقادة اليمين الوسط لجوءهم الى تبريرات تتعلق بالتعددية الثقافية في بلدانهم من أجل تقديم تبريرات واهية لناخبيهم حول التقليص الحاد في النفقات الذي تتبعه بحزم وتجنبها القاء اللائمة بوضوح على البنوك والأزمة العالمية.
وصرحت ليز فتيكي المديرة التنفيذية للمؤسسة تعليقاً على نتائج الدراسة بالقول ان خطابات قادة اليمين الوسط في أوروبا تربط التعددية الثقافية بالأزمة الاقتصادية للبلاد بل وأصبحت تعتبرها تهديداً للهوية الوطنية لهذه البلدان بما يذكر بخطابات البريطاني اليميني المتطرف بول قبل أربعين عاماً والتي لاقت استياءً عاماً وأدت الى عزله من وظيفته الرسمية. وحذرت من أن هذه التصريحات المضللة لم تعد مقتصرة على ألسنة السياسيين الحذرين بل أصبحت تظهر على ألسنة قادة اليمين الوسط الذين يحرصون على نقل رسائل للعامة بطريقة خبيثة وأحياناً غير متقنة عن التهديد الذي تحمله الأقليات المسلمة تجاه الأغلبية المسالمة ومطالباتهم بمعاملة خاصة ورفضهم لتعلم لغة البلدان التي يعيشون فيها.
وقدمت الدراسة تحليلاً شاملاً لتصريحات عدد من هؤلاء القادة، مشددة على ضرورة أخذ هذه التصريحات في سياق الأزمات الاقتصادية وخطط التقشف التي تفرض ضغوطاً متزايدة على المسؤوليين الاوروبيين من أجل تفسير أكبر عمليات تقليص في الموازنات منذ العام 1920.
وحذرت الدراسة من أن تصريحات اليمين الوسط باتت تجد آذاناً صاغية لها في أوساط الشعوب سيما الطبقة المتوسطة الأكثر تأثراً بخطط التقشف، ضاربةً مثلاً على ذلك بحالة التعاطف التي يحظى بها السياسي الألماني ثيلو سارازن الذي أقيل من منصبه بعد اقدامه على نشر كتاب يحوي أفكاراً عنصرية وتنبؤات متشائمة بخصوص مستقبل ألمانيا بسبب تأثير المهاجرين (الأتراك غالباً) الذين وصفهم بالأقل ذكاءً وأكثر خصوبةً من الألمان.
وقالت الدراسة ان سارازن أضحى مليونيراً بعد أن تمت طباعة 16 طبعة من كتابه الذي يحظى بشعبية واقبال كبيرين في البلدان الناطقة بالألمانية مثل النمسا وسويسرا، محذرةً من أن أفكار سارازن أصبحت أكثر شيوعاً وتقبلاً في ظل خطط التقشف وتقليص النفقات التي تنتهجها مختلف الحكومات الأوروبية.
ولفتت الدراسة الى أن مؤشرات عدة منها تصاعد حدة التصريحات الموجهة ضد المهاجرين تؤكد أن هناك توجهاً لاستبدال 'ورقة العرق' ومصطلحات مثل 'نحن وهم' أو 'أبيض وأسود' بـ 'كارت الاسلام ومعاداة المسلمين' في أوروبا خصوصاً وقت الانتخابات وذلك على حساب خطاب التعددية الثقافية الذي بات في حسبان بعض السياسيين يشكل تهديداً للهوية الوطنية.
واعتبرت الدراسة أن تكرار ذكر 'اللغة' الخاصة بالدولة واحجام بعض المهاجرين عن تعلمها يعد دليلاً قاطعاً على نفاق الحكومات الأوروبية وتعاطيها مع ملف المهاجرين حيث تعمد الى انتقادهم لعدم تعلم لغة البلاد التي يعيشون فيها في الوقت الذي قامت فيه بتقليص أو قطع التمويل عن برامج تعليم هذه اللغات للمهاجرين.

تاريخ الاضافة: 11/05/2011
طباعة