كشفت مصادر في الاستخبارات العسكرية البريطانية، أن القوات الموالت للزعيم الليبي معمر القذافي سممت آبار المياه في مصراتة المدينة الواقعة في غربي ليبيا، والمحاصرة منذ أكثر من شهرين، في إطار تكتيكات الترويع الجماعي التي تبنتها لإجبار قوات المعارضة الليبية على الاستسلام.
ونقلت صحيفة "ديلي تليجراف" الخميس عن المصادر، إن قوات القذافي ذهبت إلى أقصى حد لمهاجمة المدنيين بعد تعرض دبابات ومدفعيات جيشها النظامي لخسائر كبيرة جراء الهجمات الجوية لطائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ 18 مارس الماضي بموجب قرار مجلس الأمن.
وذكرت أن قوات القذافي سممت آبار المياه في جبل مصطفى، المنطقة الجبلية التي تزود بالمياه معقل الثوار في مدينة نالوت، فيما تخلى الجنود الموالون للقذافي إلى حد كبير عن زيهم العسكري وارتدوا الملابس المدنية في تكتيك جديد لإعطائهم القدرة على تمويه أنفسهم بشكل أفضل في محاولة لاختراق المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية البريطانية "إن جنود الجيش النظامي الليبي يسعون إلى جعل أنفسهم غير مميزين عن السكان المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء، ردًا على منعهم من قبل قوات التحالف من مهاجمة السكان المدنيين".
وكشفت الصحيفة أيضًا أن قوات القذافي تتعمد ارتداء الأقنعة الواقية من الغاز على خط الجبهة، باعتباره شكلاً من أشكل الحرب النفسية لتخويف السكان المحليين، خاصة في مصراتة.
ولا يوجد ما يشير إلى وقف إطلاق النار من جانب قوات القذافي خاضة في مصراتة المدينة الساحلية الخاضعة للحصار منذ شهرين، وكان النظام الليبي أعلن الجمعة الماضية أنه منح الثوار مهلة لإلقاء السلاح وقد انتهت مساء الثلاثاء الماضي.
وعلى الفور رفض الثوار في مصراتة التي تحاصرها كتائب القذافي منذ أكثر من شهرين، العرض الاقتراح وقال قائدهم إبراهيم بيت المال "لن نستسلم. ننتصر أو نموت". فيما أعلن الناطق باسم النظام الليبي أن 400 شخص ألقوا السلاح في مصراتة شرق طرابلس لكن لم يمكن التأكد من هذا الأمر.