موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || اليمنيون يواجهون أزمة وقود متزايدة بسبب الاحتجاجات
اسم الخبر : اليمنيون يواجهون أزمة وقود متزايدة بسبب الاحتجاجات


يواجه اليمن أزمة وقود متزايدة بعد توقف صادراته من النفط وإغلاق مصفاته النفطية الرئيسية قبل أكثر من أسبوع بينما تجتاح البلاد احتجاجات تطالب بالإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح.
وتصطف الشاحنات والحافلات في طوابير تصل لكيلومتر واحد على الأقل عند محطات الوقود في المدن الرئيسية للتزود بالديزل الذي قال عمال بتلك المحطات إنه نفذ قبل يومين. وتتبع محطات الوقود أيضًا نظام الحصص لتوزيع إمدادات البنزين التي تتناقض هي الأخرى بشكل سريع.
وقال علي محسن وهو سائق سيارة أجرة في صنعاء "انتظرت هنا منذ السادسة صباحا وعندما وصلت الي مقدمة الصف قال عامل المحطة ان الوقود نفد. انتظرت ثلاث ساعات على امل الحصول على 20 لتر من البنزين لكن الحظ لم يحالفني."
ويضيف نقص الوقود المزيد من الضغوط على صالح الذي يواجه بالفعل تهديدا لم يسبق له مثيل لحكمه المستمر منذ 32 عاما مع مطالبة احتجاجات يومية في أرجاء البلاد برحيله. وحتى قبل الاحتجاجات فانه كان يسعى جاهدا لاخماد تمرد في شمال البلاد واخر في الجنوب والقضاء على موطيء قدم للقاعدة في الاقاليم الجبلية باليمن.
وفي العاصمة صنعاء انضم كثير من اليمنيين الي الاحتجاجات حاملين اوعية وقود فارغة كتب عليها كلمة "ارحل".
ورغم ان صادرات اليمن من النفط متواضعة اذ تبلغ 105 الاف برميل يوميا فان الحكومة التي تعاني ضائقة مالية تعتمد على ايرادات تلك الصادرات لدفع رواتب الموظفين العموميين وأفراد الجيش وتمويل معظم عمليات الدولة.
وبدأت أزمة الوقود بعد ان قطعت احدى  القبائل - تقول الحكومة انهم مناصرون للاحتجاجات المناهضة لصالح- خط أنابيب للنفط في محافظة مأرب في وسط اليمن ينقل امدادات الي مصفاة عدن النفطية وميناء راس عيسى للتصدير على البحر الاحمر.
وقال مصدر ملاحي يمني بالهاتف: "الحكومة اليمنية تخسر حوالي 3 ملايين دولار يوميا."
وتحاصر  مأرب قبائل مسلحون مانعين مغادرة الشاحنات المحملة بشحنات الوقود. وفي أرجاء اليمن يعاني السكان نقصا حادا في غاز الطهي والديزل والبنزين.
ويقول سكان صنعاء إن الكهرباء تقطع من ثماني الي عشر ساعات يوميا منذ الاسبوع الماضي. ويمكن فقط شراء غاز الطهي في السوق السوداء حيث تضاعفت الاسعار اربع مرات.
ولم يقلل نقص الوقود الحشود في الشوارع حيث يعتصم عشرات الالوف للمطالبة باستقالة فورية لصالح ومحاكمته عن مقتل حوالي 130 محتجا في اشتباكات مع قوات الامن ومسلحين.
وتصاعد العنف أيضا مؤخرا في مدينة زنجبار في محافظة أبين التي يوجد بها متشددون يشتبه بانتمائهم للقاعدة. وقال مسؤول محلي ان أربعة جنود وثلاثة مدنيين قتلوا واصيب حوالي 20 اليوم في هجوم بقذيفة صاروخية.
وقال شهود في زنجبار إنهم شاهدوا جثثا متفحمة في الشوارع وسيارات اسعاف تنقل الجرحى الي المستشفيات.
وذكر موظفون بشركة مصفاة عدن ان المصفاة مغلقة منذ اسبوع على الاقل وقالوا ان مديرها ذهب الي صنعاء ليطلب تمويلا لاستيبراد النفط الخام.
وقال مصدر ملاحي مقره اليمن  ان اليمن اشترى بالفعل حوالي 15 ألف طن من الديزل من السعودية لمحاولة سد النقص في الوقود.
وأبلغ مسؤول بوزارة التجارة  ان الحكومة تجد نفسها في ورطة بسبب اشتداد نقص الوقود قائلا "يمكننا ان نستخدم الكثير من المال لشراء النفط لكن اذا فعلنا ذلك فان ماليتنا ستتضرر بشدة."
ويعاني اليمن -الذي يواجه تناقصا متسارعا في موارده من النفط والمياه- ازمة مالية متنامية.
وأشارت تقديرات لصندوق النقد الدولي في ابريل الي ان العجز في ميزانية اليمن سيرتفع الي 6.4 بالمئة من الناتج الاقتصادي هذا العام من 4 بالمئة في 2010 بعد ان زاد الإنفاق على إجراءات اجتماعية في اعقاب الاضطرابات.
ومتاعب اليمن جزء من القوة الدافعة التي قادت الكثيرين الي الاحتجاج حيث يعيش حوالي 40 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على اقل من دولارين في اليوم ويواجه ثلث السكان جوعا مزمنا.
وكان صالح والائتلاف الرئيسي للمعارضة في البلاد على وشك التوقيع على اتفاق توسطت فيه دول الخليج العربية في مطلع الاسبوع لكنه رفض في نهاية الامر التوقيع.
وألقت الحكومة بالمسؤولية على ائتلاف المعارضة السياسية في اليمن لعدم قدرته على اقناع رجال القبائل بالتخلي عن سيطرتهم على محافظة مأرب للسماح باصلاح خط انابيب النفط وشحن الوقود من المنطقة.
وينفي زعماء المعارضة أي مسؤولية ويتهمون الحكومة بمساندة الحصار الذي تفرضه القبائل من أجل ايجاد نقص في الوقود وتأليب اليمنيين ضدها.

تاريخ الاضافة: 05/05/2011
طباعة