موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )
اسم المقالة : أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )
كاتب المقالة : فجر الامل

أيتها الزوجة .. استشعري ( قبل أن يصلحا بينكما صُــلحا ؟! )

كتبته : فجر الأمل


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تبحِر سفينة الحياة فوق موجٍ هادئ ..

تحلّق عصافير الوِد في عشٍ صغير امتلأ محبـّــة ..

أحلامٌ و طموحات واسعة الأفق و لامنتهى لها ..

إنها حياةُ بين اثنين جمع بينهما رِباط ( مقدّس ) و ( ميثاقٌ غليظ )
{ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا }

لكن ..
قد تعصِف بسفينتهم ريح ..
قد تُحبَـس طيور الوِد ( لكنها لا تــُـقتل ) ..

حين يحلِّ بالبيت مشكلة ..
و يأتي خلاف يعشش بين الاثنين ..

فتـُـستنفـَـذ كل القوى ، و تــُــرمى كل الأوراق ..
و يــُــبذل كل مجهود ..

و لكن ....
لا فائدة !

فقد نشز الزوج ..
فاضطرب قلب زوجه ..
و اختلّ توازن ( لُبـّــها ) ..

تسعى المسكينة في كل اتجـّــاه ..
تبحث عن مُنقِذ يأخذ بيدها ..
تبحث عن حصيف يرشدها ..

فهي تريد القرار و الاستقرار ..

هي تحبُّ زوجها و إن نشز ..
هي تريده ..
هي تناديه بقلبها قبل اللسان .

فتجـِــد أنها تلجأ لآخر حيلة في عقلها ، و التي أرشدها إليها ربـّـها { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }

فتختار مَن يصلح بينهما ..
و يفتح باب عُـشّهما ..

لكن قِفي أيتها الزوجة !

ما بالكِ اخترتِ هذا التوجيه العظيم مِن خالق الأنفس و عالم أسرارها ؟؟

أتحبين زوجكِ ؟؟
أتودّين بقاءكِ معه ؟؟
أزدتِ في الرجال مِن دونه ؟؟

كل هذا لا تُلامين عليه ..

لكن ألم تجعلي في حسبانكِ .. أنكِ حين اخترتِ ( أن يصلحا بينكما صُلحًا ) أنـّـك تنفـّـذين أمر الله ؟؟

ألم تحتسبي هذا الصنيع عند الله بأن تؤجري عليه و أنّ اله عز و جل سيجعل فيه البركة بسبب طاعتك ؟؟

لِمَ نسيتِ أيتها ( العؤود الودود ) { وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }

إننا نحيي فيكِ حُبّكِ لزوجكِ و رغبتكِ في إصلاح بيتكما ..
و نُـكبـِـر فيكِ سعيكِ للصلاح و الإصلاح ..

لكن ثقي تمامًا ..
أنكِ ستجدين بركة و نفعًا حين تجعلي نيتكِ في اختيار الصُلح أنه ( طاعةُ لرب الأرض و السموات )

لا تجعلي هذا الصُلح ضمن الحلول التي اخترتـِـها كي تصلحي و تصالحي بها زوجكِ و كفى ..
بل قولي " اللم إني أطعتكَ يوم أن جعلت لي مخرَجًا في الصُلح ، فاللهم إن كنت تعلمُ أنني ما فعلت هذا الأمر إلا طاعةً لك ، فاللهم أصلِح زوجي و ردّه لي خيرًا مِما كان "

تصحيح النيـّـة ، يقود لتصحيح العمل ..
و سيوفـّـق الله صاحب النية الحسنة و قد يفتح له مِ، أبواب البركات و تبيين بعض الخفايا النافعة ما لم يكن يحتسبها العبد .

و طاعة الله تقود للفوز ..
فالله عز و جلّ يقول : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }

فكم نغفل ؛ حين نمارس أعمالًا هي طاعة لله و لكن بسبب إغفال النيـّـة و تضييع الاحتساب ، قد نفقد الأجور و تضيع البركة .

الرسول عليه الصلاة و السلام لمّا حث على نفقة الزوجة و أخبر أنها صدقة لصاحب البيت ، اشترطت عليه الصلاة و السلام شرطًا ..
فقال [ يحتسبها ]

فهل نحن فِعلًا ( نحتسبها ) و نحتسب كل أمر هو في الأصل أمر مِن الله ؟؟

فإن سبق العمل نيـّـة سليمة ، و صاحب العمل ( احتساب ) ، فإنّ الله أكرم مِن أن يرى عبده يسعى بطاعته فلا يعطيه مراده .

فيا أيتها الزوجة ( العؤود الودود ) احتسبي اختياركِ ( للصلح ) أنها طاعةٌ لله ..
تفوزي و تفلحي .

تاريخ الاضافة: 14/04/2011
طباعة