موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الثوار يصدون هجومين على مصراتة وكارثة صحية بالمدينة
اسم الخبر : الثوار يصدون هجومين على مصراتة وكارثة صحية بالمدينة


 أعلن الثوار الليبيون أنهم تمكنوا من صد هجومين للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على مدينة مصراتة المحاصرة غربي ليبيا، فيما يهدد نقص الأدوية بالمدينة بكارثة صحية بعد أن بدأ المرضى في المدينة المحاصرة يموتون نتيجة نقص أدوية حيوية.
وأعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي يتولى قيادة العملية العسكرية في ليبيا، أن طائرات الحلف دمرت خمس دبابات قرب مصراتة- آخر معقل كبير للمعارضين في غربي البلاد- كانت "تهدد السكان المدنيين"، وأضاف اللفتنانت جنرال تشارلز بوكارد في بيان "طائراتنا ستواصل ضرب أهداف النظام في أنحاء مصراتة."
في الوقت الذي أعلن فيه الثوار تصديهم لقصف القوات الموالية للقذافي في هجومها على مصراته. وقال مقاتل من المعارضة ذكر أن اسمه محمد أبو شعرة في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز": "وقع قتال ضار في شارع طرابلس وحافظ مقاتلو المعارضة على مواقعهم. وكذلك وقع قتال كثيف في الجانب الشرقي من مصراتة على طريق النقل الثقيل. وصد المعارضون الهجوم."
ويربط شارع طرابلس الرئيسي بين وسط المدينة والمشارف الغربية لها بينما يؤدي طريق النقل الثقيل إلى الميناء الذي تسيطر عليه المعارضة.
ونقل متحدث باسم الثوار ويدعى عبد السلام عن مسعفين قولهم إن أحد المعارضين قتل خلال المواجهات بالمدينة. وفي وقت لاحق نقلت فضائية "الجزيرة" عن متحدث آخر باسم المعارضين قوله إن أربعة أشخاص قتلوا الثلاثاء وإن 23 أصيبوا بجروح.
وقال مقيم يدعى غسان، إن من بين الذين قتلوا الاثنين طفلة صغيرة، وأضاف عبر الهاتف "جمع المسعفون اليوم (أمس) جثث 12 شخصا أغلبهم من المدنيين لكن مقاتلين من المعارضين قتلوا أيضا بالأمس (أول أمس)".
وذكر إن معظم الجثث التي تم انتشالها كانت من منطقة شارع طرابلس، وإن بين القتلى طفلة في الثالثة من العمر قتلت برصاص أحد القناصة مع رجل يبلغ 50 عاما في غرب مصراتة حسبما أبلغه مسعفون.
وأشار إلى أن نحو ألف شخص نظموا احتجاجا سلميا بالقرب من الشاطيء في منطقة قصر أحمد للتعبير عن تأييدهم للمعارضين ورفض اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه الاتحاد الإفريقي، وأضاف إن المحتجين حملوا لافتات كتب عليها "دماء الشهداء لن تضيع هدرا" .
وتواجه مصراتة أزمة خطيرة مع نقص الأدوية بالمدينة، وقال نوري العبار الذي يتولى تنسيق إرسال معونات من منطقة شرقي ليبيا التي تسيطر عليها المعارضة إلى مصراتة إن المرضى في المدينة المحاصرة يموتون بسبب نقص أدوية حيوية.
وأضاف إن المجلس الوطني الانتقالي المعارض يرسل منذ نحو ثلاثة اسابيع أغذية وأدوية إلى مصراتة من بنغازي باستخدام سفن صيد يقوم بتشغيلها متطوعون.
وتابع في مقابلة مع "رويترز" إن السكان في مصراتة بحاجة الى الدواء وخصوصا أدوية الأمراض المزمنة مثل السرطان والتهاب الكبد الوبائي ويقولون إن ثمة من يموتون لأنهم لا يحصلون على جرعات أدوية السرطان في الوقت الصحيح.
ويقول قادة المعارضة في تصريحات غير علنية إنهم يزودون مصراتة بالسلاح لمقاومة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، لكن العبار قال إن لجنة الإغاثة التي يرأسها لا تعلم بأي شحنات سلاح. وأضاف إن أي قارب ترسله اللجنة تقتصر حمولته على الغذاء والدواء والحاجات الإنسانية.
وأوضح العبار أن حلف شمال الأطلسي الذي يتولى فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا صرح للمعارضة بتسيير سفن المعونة بين بنغازي ومصراتة، وأن المعارضة تبلغ الحلف كلما أبحرت سفينة.
ومضى قائلا إن سفن الصيد لا تتحرك وفقا لجدول مواعيد مقرر سلفا وقد تستغرق ما يقرب من 40 ساعة للوصول إلى مصراتة التي تتعرض للهجوم بشكل متواصل على أيدي قوات القذافي.
وقال العبار إنه يحتاج إلى مزيد من السفن للنقل، لأن سفن الصيد غير مجهزة للقيام بهذه المهمة، مضيفا أن السفن تنقل أيضا أشخاصا من مصراتة إلى بنغازي ومن الصعب نقل الناس في سفن الصيد. وذكر أن الموالين للقذافي يحاولون قصف ميناء مصراتة لكنهم لا يفعلون ذلك إلا من بعيد ولذلك فمنطقة الميناء ليست خطرة دائما.
وأكد أنه على الرغم من الامدادات فما زال سكان المدينة يعانون من نقص الأدوية الحيوية وخصوصا أدوية الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم الأمر الذي يعرض حياة المرضى للخطر.
وأعرب عن توقعه بأن يزيد عدد الليبيين الذين يعتمدون على المعونة في غذائهم في مصراتة وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مع تضاؤل مخزونات الغذاء.
وفي الزنتان وهي بلدة أخرى في غربي ليبيا، أعلن متحدث باسم المعارضة أن القوات الموالية للقذافي قصفت المدينة. وقال المتحدث واسمه عبد الرحمن "أطلقت القوات الموالية للقذافي المتمركزة شمالي البلدة قذائف المورتر من شاحنات صغيرة على الزنتان. لحسن الحظ أصيب شخص واحد فقط في الهجوم".
وأضاف "كان القصف عشوائيا في الغالب حيث ترتفع البلدة 750 مترا عن مستوى سطح البحر بينما القوات الموالية للقذافي في سفوح الجبال". وتقع الزنتان في منطقة الجبال الغربية ذات الكثافة السكانية المنخفضة ويقطنها أمازيغ انتفض كثيرون منهم ضد حكم القذافي.
وقال سكان لـ "رويترز" بعدما فروا من المنطقة إلى تونس المجاورة إن القوات الحكومية تشن حملة إرهاب هناك إذ تدمر المنازل وتقتل الماشية وتهدد باغتصاب النساء.
وقال المتحدث إن قوات القذافي التي لم تتمكن من دخول الزنتان نفسها تستهدف سكان القرى القريبة وتعتقل أي شخص تشتبه أن له صلات بالمعارضين المسلحين.
وتابع: "في قرية الغنايمة القريبة تعزل القوات الموالية للقذافي منذ يوم السبت المدنيين الذين يرجع أصلهم إلى الزنتان. ألقوا القبض على 15 شخصا في الإجمال وأفرجوا عنهم لاحقا بعد أن وجدوا انه لا صلة لهم بالمعارضين المسلحين. لكنهم أحرقوا حتى اليوم منازل ما بين 40 و50 اسرة (أصلهم) من الزنتان يعيشون في الغنايمة ويسممون أيضا آبار مياههم بسكب الوقود وزيت المحركات فيها". وقال المتحدث إن الزنتان نفسها تعاني نقصا حادا في المياه.

تاريخ الاضافة: 13/04/2011
طباعة