موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || السلفيون يعقدون اتفاقًا مع الصوفيين يتبرأ من هدم الأضرحة
اسم الخبر : السلفيون يعقدون اتفاقًا مع الصوفيين يتبرأ من هدم الأضرحة


وقع ممثلون عن الطرق الصوفية والتيار السلفي الثلاثاء على اتفاق مصالحة وصف بأنه "تاريخي"، يتبرأ فيه السلفيون من اتهامات الصوفيين لهم بهدم الأضرحة خلال الفترة الماضية، وأكدوا انه هذا لا يتنافى مع موقفهم من مسألة بناء المقابر الملحقة بالمساجد.
وتم إبرام محضر "المصالحة" بمقر مديرية الأوقاف بالإسكندرية، بحضور وكيل الوزارة، وقع عليه ممثلاً عن التيار السلفي كل من الدكتور ياسر برهامي والشيخ سعيد عبد العظيم والدكتور أحمد السيد حطبة, في حين مثل الصوفيين الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، بناءً على تفويض من الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية.
ويأتي هذا في خضم الاتهامات التي يواجهها التيار السلفي في مصر بالوقوف وراء هدم الأضرحة في الآونة الأخيرة، وهو ما تبرأ منه رموز الدعوة السلفية في مصر، وأكدوا رفضهم لهذا الأمر رغم موقفهم المبدئي من القبور الملحقة بالمساجد، الأضرحة، باعتبار هذا الأمر من "المنكر الذي سيؤدي إلى منكر أشد".
ونقلت صحيفة "المصريون" عن الشيخ جابر قاسم وكيل مشيخة الطرق الصوفية، إنه سيتم إرسال محضر الاتفاق إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارتي الأوقاف والداخلية, ويتضمن خصوصًا التأكيد على أن السلفيين والصوفية يرغبون في الوقوف صفا واحدا في مواجهة الشائعات التي تتهم السلفيين بتكفير الصوفيين، وهدم أضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين وهو "أمر غير صحيح تمامًا"، كما جاء في المحضر الذى قالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة منه.
واتفق الطرفان على تكذيب كل ما ينشر في وسائل الإعلام حول هذين الموضوعين، وإظهار براءة ذمة السلفيين تماما من ارتكاب هذه الأفعال التى تهدد بفتنة في صفوف المسلمين ولا تصب في مصلحة أحد على الإطلاق، وأكدا رغبتهم في توحيد صفوف المسلمين ونبذ الفرقة.
وأكد ممثلو التيار السلفي بالإسكندرية وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، أنه لا علاقة لهم على الإطلاق بتكفير الصوفية ولم يصرحوا بذلك في أي لحظة, كما نفى قيام السلفيين بهدم الأضرحة, وقال إن السلفيين يحترمون حرمة الموتى ولم يتورطوا أبدا في الاعتداء على الأضرحة.
لكن وبحسب ما نسبت الصحيفة إلى برهامي وإخوانه شيوخ السلفية، فإنهم وقعوا الاتفاق نيابة عن التيار السلفي بالإسكندرية فقط وليسوا مسئولين عن أفعال وتصرفات السلفيين بباقي المحافظات, كما أنهم ليس لهم أي علاقة بجماعة "أنصار السنة المحمدية" أو "الجمعية الشرعية".
لكن برهامي قال في تعقيب على الخبر إنه لم يتطرق للعلاقة مع أنصار السنة والجمعية الشرعية، وأضاف: تكلمنا باسمنا وباسم السلفين الذين يتابعون منهج الدعوة السلفية التى مقرها الإسكندرية في جميع المحافظات وليس في اللإسكندرية وحدها، وأكدت في الجلسة عقيدتنا في عدم جواز بناء المساجد على القبور، لكننا رغم بقاء الخلاف لانكفر الصوفية بالعموم ولا بالأعيان لان التكفير لايكون الا بعد استيفاء الشروط وانتفاء المانع يحكم بذلك العلماء او القضاء الشرعى
وكان مجموعة من علماء السلفية في مصر عقدوا مؤتمرًا يوم الجمعة بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة نفى خلاله الدكتور ياسر برهامي أية علاقة للسلفيين بالحوادث المتفرقة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام من إقامة الحدود أو الاعتداء على ممتلكات الناس أو هدم الأضرحة أو التهديد باختطاف المتبرجات.
وحذر من مخطط قال إنه يستهدف تشويه صورة السلفيين وتخويف الناس منهم، ومن فلول للنظام السابق التي تريد أن تعبث بأمن البلاد عن طريق إشعال الفتنة، وفق ما أوردت صحيفة "المصريون" الإلكترونية.
في سياق متصل، شن الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق هجوما حادا على السلفيين واتهمهم بالتطاول على مقام آل البيت والاعتداء على أضرحتهم بعد أن نجحوا فى تنفيذ مخططهم وهدموا ضريح السيدة خديجة وبعض الصحابة في القرن الماضي.
وحذر في انفعال بالغ المسلمين خلال مؤتمر "الإسلام والسياسة" الذي عقد بمقر الطريقة العزمية من أنه "إذا فقدنا حب الرسول عليه السلام فلنتظروا كارثة ومصيبة كبرى", وأشار إلى أن رسول البشرية لم يهدم الأصنام التى كانت حول الكعبة إلا بعد 19 عامًا من الجهر بدعوته حيث لم يهدمها إلا في العام الثامن الهجري.
ووصف النبي الكريم بأنه أعظم قائد سياسى في التاريخ، وأقام دولة مدنية ناجحة بكل المقاييس بها كل مقومات الدولة الحديثة, خاصة وأن الدولة التى أقامها الرسول كان لها قائد هو النبي محمد ولها دستور هو القرآن الكريم ولها شعب هو المسلمين الذين التفوا حاول قائدهم ونبيهم محمد عليه السلام.
وشدد عاشور على أن الإسلام كله سياسة ويقوم على دعامتين أساسيتين هما العقل والعلم, وأشار إلى أن الإسلام يتيح للمرأة العمل، ضاربا المثل بأم عمارة الأنصارية التي كانت هى من دافعت عن الرسول بعد هزيمة المسلمين فى غزوة أحد, وأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عين امرأة اسمها "الشفاء" أول وزيرة لوزارة التموين فى تاريخ البشرية حيث كلفها بمراقبة حالة الأسواق.
أما الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية فحذر من أن هدم الأضرحة يهدد بإشعال حرب أهلية فى مصر بين السلفيين والصوفيين، نظرا لقدسية أضرحة آل البيت والأولياء بالنسبة لشيوخ وأتباع الطرق الصوفية.

تاريخ الاضافة: 07/04/2011
طباعة