مفكرة الاسلام: دعا رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي إيران إلى كف يدها عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، وعدم توظيف أجندتها بدول الجوار لتتماشى مع مصالحها وأهدافها وطموحاتها التوسعية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه علاقات دول الخليج مع إيران توترا منذ أن اتهمت البحرين طهران بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدتها منذ 14 فبراير الماضي، فيما أصدرت محكمة كويتية حكما بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص من بينهم إيرانيان بتهمة الانتماء لشبكة تجسس إيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الدقباسي، في بيان الثلاثاء، إنه في الوقت الذي يبذل فيه البرلمان العربي جهودًا حثيثة لتهيئة المناخ لإقامة حوار عربي إيراني يسهم في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية وإيران فإنه يتفاجئ بتصريحات إيرانية مسئولة تحض على الإخلال بالأمن القومي العربي في عمومه وأمن دول الخليج العربي وخاصة في البحرين وبالكويت بصفة خاصة.
واعتبر أن مواقف إيران لا تنم عن رغبة جادة وصادقة في بناء مناخ من الثقة وسياسة حسن الجوار، الأمر الذي يجعل الحوار معها بمثابة "حوار الطرشان" بسبب محاولاتها بث الفرقة بين المواطنين وتأجيج حدة الصراع وإرسال جواسيس للدول العربية المجاورة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وطالب إيران "باتخاذ مواقف وإجراءات فاعلة وحقيقية وعلى أرض الواقع تجاه العدو الصهيوني الذي يقوم بتجريف الأرض والسكان في فلسطين المحتلة بدلاً من التدخل السافر في الشأن العربي وإثارة الاضطرابات ونشر أكاذيب وتلفيقات هدامة ضد الأمن العربي بشكل عام وأمن دول الخليج بشكل خاص".
يأتي البيان الشديد اللهجة بعد أن صدر بيان ختامي في أعقاب اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض ليل الأحد أدان ما وصفه بـ "التدخل الإيراني السافر" في المنطقة و"التآمر على أمنها"، وأعرب عن "بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون".
وأوضح المجلس أن التدخل الايراني في شؤون دول الخليج العربية يتم "من خلال التآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة والفتنة الطائفية، بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها، ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي".
وأعرب المجلس "عن إدانته للتدخل الإيراني السافر في شئون دولة الكويت، وذلك بزرع شبكات تجسس على أراضيها بهدف الاضرار بأمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها"، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت الكويت قررت يوم الخميس طرد دبلوماسيين ايرانيين متهمين بالتآمر على أمنها، بعدما حكمت محكمة كويتية الثلاثاء بالإعدام على ايرانيين اثنين وكويتي اعتقلوا في مايو 2010 لانتمائهم إلى خلية تجسس لحساب إيران.
كما تحدث حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين عن إفشال مخطط يحاك ضد بلاده وباقي دول مجلس التعاون الخليجي منذ ثلاثين سنة، ملمحًا بذلك إلى الجارة الإيرانية التي دأبت المنامة على اتهامها بالتدخل في شئونها الداخلية، وتحريض الشيعة على إثارة الاضطرابات بالمملكة الخليجية.
وانتقدت إيران دخول قوة عسكرية إماراتية سعودية تتألف من نحو ألف جندي، البحرين في 14 مارس الماضي، عبر جسر حدودي إضافة إلى مائة وخمسين ناقلة جند مدرعة وخمسين مركبة أخرى من بينها عربات إسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات جيب.
وطلبت لجنة الشئون الخارجية والامن القومي في البرلمان الإيراني انسحاب القوات السعودية من البحرين، متهمة الرياض بـ "اللعب بالنار" في الخليج، وهو ما قوبل باتهام سعودي لطهران بالتدخل في شئون دول الخليج.
وأعرب مصدر سعودي مسئول ليل الجمعة أن البيان الايراني "تجاهل عن سابق إرادة وتصميم حقائق التدخلات الإيرانية في شئون دول المنطقة وانتهاك سيادتها واستقلالها، ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل على أراضيها".
واتهم طهران بممارسة "سياسات عدوانية تضرب عرض الحائط بكل الاعراف والقوانين الدولية ومبادىء حسن الجوار وآخرها التدخل الإيراني السافر في دولة الكويت الشقيقة بشبكة تآمرية مرتبطة بعناصر رسمية إيرانية".