موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || (( علامات الحج المبرور والذنب المغفور ))
اسم المقالة : (( علامات الحج المبرور والذنب المغفور ))
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر




الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزًا وحصنًا، وجعل البيت العتيق مثابة للناس وأمنًا، والصلاة والسلام على محمد نبي الرحمة وسيد الأمة، وعلى ءاله وصحبه الطيبين أتباع الحق، وسادة الخلق. إنّ الحج من أعظم أركان الإسلام وفريضة عظيمةٌ وعبادة من أهم العبادات التي لها الميزه والمزية والبركات الجلية إذا كانت فيها أخلاص لرب البرية ومتابعة نبي البشرية صلى الله عليه وسلم .

فضل الحج
يُهدمُ ما قبلها من الذنوب، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: "أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنَّ الحج يهدم ما كان قبله" رواه مسلم وغيره.
أنه يُكَفِّرُ الكبائر والصغائر لقوله عليه الصلاة والسلام: "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه البخاري، بخلاف الصلوات الخمس والزكاة والصيام، فإنها لا تكفّر الكبائر،
جمع أنواع رياضة النفس أي تهذيبها، ففيه إنفاق مال وفيه جهد نفس بنحو الجوع والعطش والسهر واقتحام مهالك وفراق وطن وأهل وإخوة أي الأصحاب
إنّ من تكلف الحج شوقًا إلى بيت الله وحرصًا على إقامة الفريضة إيمانه أكمل، وثوابه أعظم وأجزل لكن بشرط أن لا يضيع بسببه شيئًا من الفرائض، وإلا كان ءاثمًا واقعًا في الحرج كمن بنى قصرًا وهدم مصرًا فما أعظم هذه الفريضة التي قال فيها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" رواه مالك والبخاري ومسلم.

الحج جهاد روى البخاري أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد، قال: لا، لكُنَّ أفضل الجهاد حجٌّ مبرور. وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور" رواه البخاري ومسلم.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمى الحجَّ أحد الجهادين فقال: شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين.

شروط الحج المبرور
الحج المبرور هو الذي يكون بنية خالصة لله تعالى يطلب به الدار الأخره.قال عز وجل:{وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ له الدين} [سورة البيّنة/5].
أن يكون من مال حلال يتزوده لحجِّه حلالاً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إنَّ اللهَ طيب لا يقبل إلا طيبًا" أي أنَّ الله كامل الصفات لا يقبل إلا حلالاً، ويقول الله تعالى:{يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [سورة البقرة/267] أي من الحلال. ومعلوم أهمية إنفاق الحلال وأكل الحلال في دين الله عز وجلَّ. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا خرج الحاج حاجّا بنفقة طيبة ووضع رِجله في الفرز (وهو ركاب من الجلد) فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء (أي مَلَك): لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور" رواه
الطبراني في الأوسط.

إرجاع الحقوق إلى أهلها فإنّ حق الآدمي لا بد أن يُؤدى لصاحبه ولا يسقط بالحج، وكذلك من كان عليه صلوات في ذمته لا تسقط بالحج بل لا بد من قضائها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"من نامَ عن صلاة أو نسيها فليُصلِّها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" رواه البخاري وابن حبان.

علامات الحج المبرور
أن يرجع منشرح الصدر لما وفقه الله تعالى إلى هذه العبادة
أن يرجع مصححا لحياتي يتجنب كل مانهى عنه الله من حرام وشبهات متوقفا لحدود الله
يرجع أحسن حالا من كان عليه قبل السفر تائبا إلى الله مستقيما على طاعة الله
أن يرجع زاهدا للدنيا الفانيه مقبالا إلى الأخره الباقيه
أن يرجع مجتهدا في الطاعات والعبادات فرضها ونفلها .

بداية النهاية
أن يتمسك بهذا الطريق الصحيح والمنهج القويم حتى الممات وبهذا يكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) [رواه البخاري، والحج المبرور هو الحج الذي تقبله الله سبحانه وتعالى
ويخرج به من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وأن يرزقنا وإياكم حج مبرور
وسعي مشكور وذنب مغفور
وتجارة لن تبور
أنه الولي
الودود الغفور

تاريخ الاضافة: 19/11/2010
طباعة