موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الختان بين الشريعة والجريمة (5)
اسم المقالة : الختان بين الشريعة والجريمة (5)
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

 

الختان
بين الشريعة والجريمة

(5)

 

الطـــــــــــب والختــــــــــان

الدكتورة / نور السيد راشد  
"المنصورة 1995 دار الوفاء
 وداعا للخلاف في أمر الختان
وردود على الذين يهاجمون الختان
1) الذين يقولون : إن هذا الغشاء خلقه الله، فلماذا يزال؟ أقول لهم: الله خلق لنا الأظافر وشعر العانه (الشعر الموجود تحت الإبط وحوالي الفرج)، فلماذا نقصه أونزيله ؟ والإجابة : إن إطالة الأظافر يجعل تنظفيها صعبا، كما أن عدم إزالة شعر العانة يكون سببا في الإصابة بالكثير من الأمراض البكتيرية والفطرية، لأن الشعر الطويل في هذه المناطق دائما يكون رطبا مبللا بالعرق الذي يحتوي على مواد تساعد على نمو البكتيريا والفطريات في هذه المناطق. فالنظافة وقاية من الأمراض، والوقاية خير من العلاج.

2) الذين يقولون: إن الختان يسبب فشلا كلويا وعقما للفتاة أقول لهم: لقد ذكرت في هذا البحث أن عدم الختان وعدم نظافة هذه المنطقة هو السبب في هذه الأمراض.

3) الذين يقولون: إن الختان يسبب نزيفا حتى الموت. أقول لهم: إن الختان جرح كأي جرح آخر في عملية جراحية، لايحدث منه نزيف إلا في حالات ثلاث :

الحالة الأولى: قيام جاهلين (حلاقين ودايات) بهذه الجراحة.

الحالة الثانية: إجراء الختان بطريقة خطأ كالتي يزال فيها كل البظر وكل الشفرين الصغرين وكل الشفرين الكبيرين. فجرح مستعرض كهذا لايمكن التحكم فيه من قبل الجاهلين القائمين به.

الحالة الثالثة: هي أن بعض الناس يعانون من مرض سيولة الدم (عدم قدرة الدم على التجلط) . وأقول لهولاء: هل عند استئصال اللوزتين أوالزائدة الدودية أو إجراء عملية بالقلب أو غير ذلك من العمليات الجراحية، هناك مايمنع حدوث نزيف، فيموت المريض نتيجة لهذا النزيف؟ فالختان السليم أبسط من هذه الجروح جميعا، إذا قام به أطباء متخصصون (أمراض نساء أو جراحين).

4) الذين يقولون من الأطباء: إن ختان الإناث ليس من الصحة. أقول لهم: إذا أكل أحدكم في طبق به لحم أو حساء أو بيض أوسمك أو لبن، وترك الطبق دون غسيل؟ بالطبع، لا. فالجاهل الذى لايقرأ ولا يكتب لاتقبل نفسه مجرد شم رائحة التعفن الخارجة من الطبق. أما أنت أيها الطبيب، فسوف تقول لنفسك فورا: إن هذه الرائحة الكريهة ناتجة عن بكتيريا التسمم الغذائي clostridium botulinum التي تكاثرت على بقايا تلك الأطعمة والتي يسبب القليل منها الموت. فإذا فكر الجاهل في غسل هذا الطبق مرة واحدة، فسيغسله هذا الطبيب عشر مرات حتى يغلب على ظنه خلو الطبق من البكتيريا نهائيا. فهل يقبل أحد هؤلاء الأطباء جماع زوجة له بها منطقة دائمة التعفن وبؤرة لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات والفيروسات؟

5) الذين يقولون: إن ختان الأنثى كانت عادة موجودة في الجاهلية. أقول لهم: نعم، أنا اتفق معكم في ذلك ولكن، هل هذه هي العادة الوحيدة التي كانت توجد قبل الإسلام، ثم أقرها الإسلام ؟ لا، فقد كانت توجد عادات كثيرة قبل الإسلام منها: الصدق والكذب، والأمانة والخيانة، وأكل أموال الناس بالباطل، الصبر واليأس، العفة والشرف، والزواج والبغاء، وصاحبات الرآيات الحمر، والسحاق واللواط، والعدل والظلم والوفاء بالعهود والغدر، الكرم والبخل، الشجاعة والجبن، والمكر والخديعة، السحر، أكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وشرب الخمر ولعب الميسر، قطع الطريق والرق، نقص الميزان والمكيال، الديوث المستحسن على أهله، بالإضافة إلى عادة الختان. فجاء الرسول الكريم برسالة الله إلى البشر وأحل الطيب من هذه العادات، وحرم الخبيث منها. فكون الختان موجودا قبل الإسلام ليس سندا لأن يتخذه البعض نقطة ضعف يهدم بها صحة أجيال وأجيال من الإناث.

وفي ختام بحثي هذا أحب أن أضيف أن ختان الأنثى لايهم المرأة المسلمة فقط، بل يهم المرأة في كل بقعة من بقاع العالم أيا كانت ديانتها. فهي مسألة تحميها من الأمراض إذا أجريت بطريقة سليمة، على أيدى أطباء متخصيصين. فصحة المرأة يترتب عليها صحة الأولاد والزوج. فمن ينادون ـ من الرجال بعدم ختان المرأة ، هم أول من سيجني آثار المرض الناتج عن ذلك . فالأمراض التي تصيب المرأة في هذه المنطقة ـ

كما قلت ـ تكون نتيجة للأصابة بالبكتيريا والفطريات. وهذه البكتيريا وتلك الفطريات سهلة الانتقال إلي الرجل أثناء الجماع، وسيكون ـ أيضا ـ مصيره كمصيرها، فيصاب بالفشل الكلوي أو العقم، فضلا عن أن وجود هذا الغشاء سيساعد على انتشار مرض الإيدز لامتلاء هذا الغشاء بالفيروس الذي يجد الغذاء الكافي (بقايا دم حيض وإفرازات مهبلية وحيوانات منوية) للنمو والتكاثر حتى ينتقل من الأنثى على الرجل وبذلك تعم البلوى. ولتكن دعوان في ختام هذا البحث كما بدأناه.

{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} .

الخاتمة

هذا هو كل ما استطعت جاهدا أن أجمعه في هذا الموضوع من أقوال أهل العلم وأهل الطب لعلي أضع به الحقيقة بين يدى القارئ، وحتي أرد فيه علي من حرم الختان، وأقول لهم "لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)تَكَادُالسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّالْجِبَالُ هَدًّا (90)" مريم ،لإنكم أتيتم بما لا يأتي به أحد من الأولين والآخرين بقولكم بالتحريم، في هذا الموضوع فيه إجماع من أهل العلم بأن القول فيه علي ثلاثة أقوال مابين الواجب والسنة والمكرمة وليس فيه قول رابع، وإذا قال فيه أحد بقول ر ابع فقد أدعي بأن الأمة تجتمع علي ضلالة, وهذا مما لايمكن أن يحدث أبدا وفي هذه الحالة نقول لمن قال بالتحريم قول بدعة لإنه ليس لكم سلف في هذا القول، والمطلوب منكم أن تتوبوا إلي الله. ولا أعلم لصالح من هذه الحرب علي سنة الختان ؟ هل هي لصالح أعداء الإسلام من اليهود والنصاري والعلمانين، أم لصالح المؤتمرات المشبوهة التي تعقد في بلاد المسلمين تحت مسمي حرية المرأة كما يدعون، وكلنا نعلم بأن المقصود بهذه المؤتمرات التي خرجت علينا في السنوات الأخيرة بتجريم عملية الختان في بعض البلاد العربية، ماهي إلا وسيلة من وسائل الماسونية الحاقدة لتدمير أخلاقيات المسلمين وأن يجعلوا المرأة المسلمة العربية تحكمها الشهوة ويكثر الفساد في المجتمعات الإسلامية وينتشر الزنا والفجور وكل هذا تحت مسمي حرية المرأة بل هي والله فساد للمرأة وأذكر هؤلاء بقول الله سبحانه وتعالي :{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور/10 فهذا نداء وصيحة نذير إلى كل مسلم ومسلمة وإلي كل المجتمعات المسلمة المحافظة علي دينها والتمسك بسنة نبيها ألا تترك سنة الختان لأنها من الفطرة التي فطر الله العباد عليها. اللهم بلغت اللهم فأشهد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تاريخ الاضافة: 13/11/2010
طباعة