موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || عقيدة الشيعة الإمامية الأثنى عشرية ( 4 )
اسم المقالة : عقيدة الشيعة الإمامية الأثنى عشرية ( 4 )
كاتب المقالة : الشيخ/محمد فرج الأصفر





رابع عشر:
الخطة السرية للعلماء وآيات الشيعة الإمامية في تشييع المناطق والدول المجاورة لدولتهم إيران:

وقد قام بنشر هذه الخطة السرية والخطيرة في محتواها ومضمونها رابطة أهل السنة في إيران، كما نشرت في بعض الدوريات والمجلات التي توزع في بلاد أهل السنة، ومنها مجلة البيان في عددها رقم (123) لشهر ذي القعدة عام 1418 للهجرة، الموافق لشهر مارس عام 1998 للميلاد.

وهذه الخطة ـ إخواني في الله ـ هي عبارة عن رسالة سرية وجهت من المجلس الأعلى الثقافي لشورى الثورة الإيرانية إلى جميع المحافظين ورجال الدين في مختلف الولايات الإيرانية، وهي عبارة عن خطة زمنية طويلة المدى، تستغرق خمسين سنة، هدفها تشييع أهل السنة في المناطق الإيرانية، وكذلك تشييع الدول المجاورة لإيران، إضافة إلى السيطرة الكاملة على هذه الدول عقدياً واجتماعياً وثقافياً بل وعسكرياً، وذلك بمحاولة إطاحة هذه الدول وأنظمتها كدول الخليج العربي وغيرها من الدول.

نص المخطط الرافضي تشييع الدول المجاورة لإيران وعلى رأسها دول الخليج:

يقول نص الرسالة:
"إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة، فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا، وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الاثنا عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن وبناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة، ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان، وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً.

أقـــــول:
إخواني في الله، أي لا يكون الممثل الوحيد للإسلام على وجه الأرض إلا العقيدة الرافضية الاثنا عشرية التي تكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلعنهم وتتقرب إلى الله تعالى ببغضهم.

ثم تقول الخطة أيضاًً: لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب.

ولهذا ـ إخواني في الله ـ قالت المخابرات الإيرانية للعلامة الشيخ محمد صالح ضياء، قبل أن يمزقوه إرباً إرباً: إن الطلاب الذين أرسلتهم للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أخطر علينا من صواريخ صدام حسين.

ثم تقول الخطة أيضاً:
بناءً على هذا يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا والحسينيات، ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها تسعين إلى مائة في المائة من السنة، حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة.

ثم ننتقل مع هذه الخطة السرية ـ إخواني في الله ـ إلى الدول المجاورة
، فتقول هذه الخطة:
إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد، ونجذبها إلى بلادنا أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحاً باهراً وملفتاً للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة، وأما بقية الشعوب التي تشكل سبعين إلى ثمانين في المائة من سكان كل بلد، فهم اتباع القوة والحكم، ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى. ولذا هم يدافعون عن من يملكون القوة، ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى، سواءً في الماضي أو في الحاضر، كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة.

ثم تقسم الخطة السرية الشيعية شعوب
مناطق النفط إلى ثلاث فئات،
فتقول الخطة:
فئات شعوب المنطقة وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات:

الفئة الأولى:
هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين.

والفئة الثانية:
هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي.

والفئة الثالثة:
هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية.

أما التجار وشركات الاستيراد والتصدير والبناء، فيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط، وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوربا وأمريكا، وخاصة في اليابان وانجلترا والسويد وسويسرا خوفاً من الخراب المستقبلي لبلادهم، إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم.

أسلوب تنفيذ الخطة المعدة:
ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بَادِئ ذي بدء أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم، وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم، فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العلملاء كمهاجرين ظاهراً، ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.

أقـــــول:
قد تكون هذه العلاقات الثقافية بتبادل العلوم والتعاون العلمي، من خلال الجامعات في دولة إيران، وجامعات الدول المجاورة لها، إضافة إلى فتح المجال للمفكرين والمثقفين والطلاب الشيعة في جامعات إيران لبث سمومهم وعقائدهم الضالة من خلال الأطروحات والزيارات العلمية التي تلقى في جامعات أهل السنة المستهدفة في هذه الخطة، وكل ذلك تحت ستار التعاون الثقافي المتبادل، أو تحت شعار تبادل التراث الإسلامي بين أبناء المنطقة الواحدة.

وقد تكون هذه العلاقات السياسية بتبادل الخبرات في المجال العسكري، تحت ستار المصالح المشتركة أو استتاب الأمن في المنطقة، وعلى إثر ذلك يكون تبادل الخبراء العسكريين من الطرفين فيأتي الخبراء الإيرانيون على أنهم مستشارون في هذه القطاعات العسكرية الحساسة عند أهل السنة، ومن خلاله تتسرب المعلومات المهمة والحساسة عن وضع الجيوش المسلمة من حيث قوتها وعتادها وغير ذلك من الأمور الخطيرة.

وقد تكون هذه العلاقات الاقتصادية التي جاءت في الخطة عن طريق التبادل التجاري الواسع على جميع المستويات، حيث احتمال قيام شركات كبيرة وضخمة ذات رؤوس أموال مشتركة شيعية سنية، إضافة إلى الزيارات الرسمية التجارية المتبادلة، والتي قد يتم تنسيقها عن طريق وزارة التجارة الإيرانية ونظيراتها في الدول المجاورة.

ثم تقول الخطة أيضاً ما نصه:
مراحل مهمة في طريقنا

أولاً:
ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل هذه الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرين ـ أي العملاء ـ والمكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء، أولاً شراء الأراضي والبيوت والشقق وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزدادوا تعداداً للسكان.

أقـــول:
وهذا تماماً نفس مخطط اليهود، وهو الذي يفعلونه تماماً في أرض الجهاد وأرض الشهداء، وأرض الأنبياء فلسطين، حيث توسعوا في بناء المستوطنات اليهودية حول القدس الشريف، وما زالوا في التوسع وعندها تصبح هذه الأراضي ملكاً شرعياً لهم، فيصعب إخراجهم منها بعد ذلك.

ثانياً:
العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.

ثالثاً:
هناك في بعض هذه الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيع في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أخرجت من أيديهم.

كما توصي الخطة السرية أبناءهم الشيعة، المتواجدين في الدول المجاورة بقولها: يجب حث الناس ـ أي الشيعة ـ على احترام القانون وطاعة منفذ القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية وبناء المساجد والحسينيات، لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلاً على اعتبار أنها وثائق رسمية. ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء، وتقديم الهدايا الثمينة.

أقــــول:
إخواني في الله، قد يكون هؤلاء الأصدقاء هم من في المناصب الحساسة والمهمة في الدول المجاورة، من وزراء ورؤساء القطاعات العسكرية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من الأماكن المهمة، بل قد يصل خبث هؤلاء الشيعة إلى إنشاء بعض العلاقات التجارية مع بعض أبناء الأسر الحاكمة، والذين قد يغرر بهم وهم لا يعلمون مخططات هؤلاء المنافقين الباطنيين، وقد تكون هذه الهدايا الثمينة ـ إخواني في الله ـ عبارة عن رشاوي وأموال تغدق على هؤلاء الأصدقاء لكي تشترى بها ذممهم ليخونوا بها دينهم وعقيدتهم وبلادهم عياذاً بالله تعالى، كما قد تكون هذه الهدايا الثمينة عبارة عن نساء مجندات فارسيات، يجدن اللغة العربية، ويتصفن بذكاء حاد وقوة للشخصية إضافة إلى جمال منتقى بمنتهى الخبث والدهاء، ليكون مصيدة لوقوع الفريسة المراد احتواؤها من الأصدقاء المغفلين عن طريق العلاقات السرية الداعرة والمشبوهة تحت ستار نكاح المتعة.

وتستمر الخطة السرية
فتقول:
وعليهم أن يرغبوا الشباب ـ يعني: شباب الشيعة ـ بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط في سلك الجندية.

أقــــــول:
قد بدؤوا بالفعل الدخول في الكليات العسكرية، بعد تغيير أسمائهم التي تدل على عقيدتهم، وتسموا ببعض أسماء أهل السنة، حتى لا يتعرف أحد على مخططاتهم، وعلى سبيل المثال فإن الشيعة قد انتشروا في صفوف القوات المسلحة في إحدى الدول الخليجية حتى بلغت نسبتهم حوالي 30% من تعداد الجيش، ويزيدون بنسب أعلى في صفوف الضباط، أما عن سلاح الطيران في هذه الدولة المقصودة فقد بلغت نسبتهم فيه حوالي 40% بحيث يستطيع العاملون في هذا الجهاز استخدام من يشاؤون من هذه المطارات من أبناء جلدتهم وأبناء عقيدتهم، وبدون علم المسؤولين وولاة الأمر في تلك البلاد، وكذلك بدأت آثار انتشارهم في قطاعات التعليم والصحة في الكثير من الدول المجاورة لدولتهم إيران، مما أخاف كثيراً من المخلصين والمراقبين، فقد دخلوا في مناصب مهمة وحساسة مثل سلك التدريس بجميع مستوياته الابتدائي والمتوسط والثانوي، وأصبحوا ذَوي تأثير على أبناء أهل السنة، كذلك تولى البعض منهم وظائف طبية حساسة في المختبرات وغرف العمليات، وأقسام الأشعة في مستشفيات أهل السنة.

وتستمر الخطة السرية الخبيثة
فتقول:
وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية، يجب بطريقة سرية غير مباشرة استثارة علماء السنة الوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك الديانات الدينية أو الشخصيات المذهبية، أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم، وسوف يدافع المتدينون ـ يعني المطاوعة ـ عن تلك المنشورات بشدة بالغة، وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد، وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً.

رابعا:
وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسخت صداقة عملائنا ـ يعني: الجواسيس الإيرانيين لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوة التنفيذية، وهم يعملون بكل هدوء ودأب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة، حيث تنشـأ خلافات وفرقة، كرد بين أهل الدين والحكام، فإنه يتوجب على مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد ـ يعني: مشايخ الشيعة ـ أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد، وخاصة في المواسم المذهبية، ويبرزوا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس عبر وسائل الإعلام فعليهم أن لا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام، ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل، وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة البنكية التي سوف نستحدثها، سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دول الجوار، ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سبيل الربح والأمن والثبات الاقتصادي، سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلادنا.

رابعاً: وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها، ليتمكنوا من السفر إلى أي أماكن آمنة، وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية، ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نشي بالمخلصين لدى الحاكم على أنهم خونة، وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو طردهم واستبدالهم بعناصرنا ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان:

الأولى:
أن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.

الثانية:
أن سخط أهل السنة على الحكام ـ أي: على حكام أهل السنة ـ سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جراء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكام، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.

وتستمر الخطة السرية الخبيثة
فتقول:
وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأً للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على الأمن والهدوء والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها، وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع وسنساعد الحكام ـ يعني صوريا ـ في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس، وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء، حتى الخدمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء، وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة، فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا الشيعة هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكننا نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سدة الحكم، فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود" انتهى نص الرسالة.

خامس عشر:
الاغتيالات والجرائم والمجازر التي قام بها الشيعة في حق أهل السنة والجماعة من العلماء والقضاة والملوك والأمراء والوزراء والعامة على مدار التاريخ:

أقـــــول:
إخواني في الله، فلقد ذهب ضحية إجرام الشيعة على اختلاف طوائفهم عدد كبير من العلماء والأمراء والقضاة والوعاظ والملوك والخلفاء والوزراء، حتى بلغ الأمر أنه إذا أظهر أي عالم أو فقيه أو واعظ مبادئ هؤلاء، وأخذ يبين زيف عقائدهم الباطلة وأفكارهم المنحرفة، قاموا بتصفيته جسدياً على أيدي رجال الجناح العسكري، ونذكر أمثلة على ذلك عبر التاريخ منها ما يأتي:

محاولة نبش وسرقة وحرق جسد الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما على أيدي شيعة الشام لعنهم الله. وذلك أنه جاء قوم من شيعة حلب، كما ذكر ذلك صاحب كتاب الدر الثمين، وأغروا أمير المدينة آنذاك بالأموال الجزيلة، لكي يمكنهم من نقل جثمان أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهم ليحرقوهم فأجابهم الأمير لذلك؛ لأن الشيعة في ذلك الوقت كان لهم نفوذ في الحجاز، فذهب الأمير إلى شيخ خدام المسجد النبوي الشريف واسمه شمس الدين صواب، وكان رجلاً صالحاً ومنفقاً وقال له ـ أي قال الأمير ـ: يا صواب يدق عليك الليلة أقوام باب المسجد فافتح لهم ومكنهم مما أرادوا، وكان شمس الدين صواب قد علم بما أرادوا فأصابه همّ وغمّ واشتد بكاؤه وكاد يختل عقله، وبعد أن خرج الناس من المسجد بعد صلاة العشاء، وأغلقت أبواب المسجد، وإذا بالباب يدق وهو باب السلام الذي كان يسمى بباب مروان فتح لهم الباب وإذا بهم أربعون رجلاً ومعهم المساحي والمعاول وآلام الهدم والحفر، واتجهوا إلى الحجرة النبوية الشريفة، وقبيل أن يصلوا إلى المنبر انفتحت لهم الأرض وابتلعتهم بما معهم وذلك أمام عين شيخ خدام المسجد النبوي الشريف شمس الدين صواب، فكاد يطير من الفرح وزال عنه الهم والغمّ، فلما استبطأهم الأمير جاء يسأل عنهم شيخ الخدام فقال: تعال أريكهم، فأخذه بيده وأدخله المسجد، وإذا بهم في حفرة من الأرض تنزل بهم وتنخسف شيئاً فشيئاً وهم يصيحون ويستغيثون، فارتاع الأمير وعاد وهدد شمس الدين بأنه إذا أعلم أي أحد بما وقع فسوف يقتله ويصلبه، فأصبحوا وقد توارت الأرض فوقهم.

ننتقل إلى قتل الإمام آية الله أبو الفضل البرقعي، فهو الإمام العالم المجاهد العلامة السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي، تلقى علومه في الحوزة العلمية في وقم بإيران، ونال درجة الاجتهاد في المذهب الجعفري الاثنا عشري، له مئات التصانيف والمؤلفات والبحوث والرسائل، هداه الله تعالى إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وألف عدة كتب يرد فيها على الشيعة الإمامية، ومنها كتابه القيم النفيس "كسر الصنم" وقد حاول رجال حرس الثورة الإيراني الشيعي اغتياله بالرصاص الحي في قعر داره، وهكذا أثناء صلاته أطلقت عليه أعيرة نارية فأصابت منه الخد الأيسر لتخرج من الخد الأيمن مسببة له بعض الأذى في سمعه، علماً بأن عمر الشيخ رحمه الله تعالى تجاوز الثمانين من عمره، وفي المستشفى حيث تم نقله للعلاج صدرت الأوامر للأطباء بعدم معالجته، فغادر المستشفى إلى منزله ليتداوى فيه، ولم يتراجع قيد أنملة وبعدها تم اعتقاله إلى السجن، ولكن هذه المرة إلى سجن أوين الذي يعتبر من أقسى السجون السياسية في إيران، من حيث طرق التعذيب فيه، حيث أمضى في غياهبه قرابة السنة ثُم تَم نفيه إلى مدينة يزد، ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى حيث جاءت الأخبار بوفاته رحمه الله تعالى في عام 1992 للميلاد. ولا يستبعد ـ إخواني في الله ـ أن يكون قد تم اغتياله في داخل السجن، كما أوصى رحمه الله تعالى أن لا يدفن في مقابر الشيعة وأسأل الله تعالى أن يغمسه في أنهار جنة الفردوس آمين.

ننتقل إلى قتل العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير، ففي عام 1407هـ، كان العلامة إحسان إلهي ظهير يحاضر في جمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت قريبة من مكان الندوة المنعقدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية عشر شخص في الحال وإصابة أكثر من مئة شخص إضافة إلى سقوط بعض العمارات والبيوت القريبة من مكان الحادث، وقد أصيب العلامة إحسان إلهي ظهير إصابات بالغة في العين اليسرى والرقبة، والصدر والذراعين، وعلى إثر ذلك طلب سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى بأن يعالج في مستشفيات الرياض، فأمر الملك من بنقله من باكستان إلى الرياض، ولكن وافته المنية قبل أن يكمل علاجه، فغسل هناك وصلى عليه جمع كثير من أهله وطلابه ومحبيه، وعلى رأسهم سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز حيث صلى عليه، فسمع البكاء والنشيج من الناس، حزناً على هذا المجاهد الكبير، ثم نقل جثمانه الطاهر بعد ذلك بالطائرة إلى المدينة المنورة حيث دفن في مقبرة البقيع مع الذين كان يذب عنهم ويدافع عنهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، وآل البيت رضي الله عنهم أجمعين، ورحم الله العلامة إحسان إلهي ظهير.

ننتقل إلى اغتيال علماء السنة في إيران بعد الثورة الخمينية ومنهم العلامة السيد بهمن شكوري الذي كان معلماً في زمن الشاه، ثم سجن خلال عهد الشاه كثيراً ومنع من التدريس قرابة عشر سنين، وقد كان رحمه الله تعالى يتنقل بين السجن وخارجه حتى قتل بعد الثورة الخمينية بسنتين تقريباً وهو صائم في سجن أُوين السياسي، والذي يعد من أشرس السجون السياسية في بلاد الشيعة، حيث كانت تهمته وجريمته رحمه الله أنه كان يحذر من تعظيم وتقديس المزارات والمشاهد لأئمة الشيعة.

ومن هؤلاء أيضاً العلامة المجاهد أحمد مفتي زاده والذي سجن قرابة العشر سنوات في سجون الآيات والأئمة، وبعد انتهاء المدة ولأنه لم يتب تركوه سنوات عديدة أخرى، فأصيب في السجن رحمه الله تعالى بأمراض مزمنة، ولم يعالجوه حتى اطمأنوا إلى أنه ميت لا محالة، فأخرجوه في آخر أيامه ليموت خارج السجن، وقد كان رحمه الله تعالى في آخر حياته ملقى في الفراش، له نفسية كنفسية الأسد في جسم ضعيف كالعجوز، مع أنه كان قبل ذلك قوي الجسم طويل القامة رحمة الله عليه.

كما قتلت الشيعة الإمامية في السجن الطبيب الجراح الدكتور علي مظفرياني رحمة الله عليه الذي كان شيعياً ثم أصبح من أهل السنة.

كذلك قتل الشيخ عبد الحق الذي تخرج من جامعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في باكستان بتهمة الوهابية.

كما قتل الكثير من المشايخ والعلماء من أهل السنة كالشيخ العلامة السلفي ناصر السبحاني رحمه الله تعالى الذي قبل حبل المشنقة قبل قتله مباشرة وقال: "إني أرى هناك ما لا ترونه أنتم" رحمة الله عليه.

كما تم إعدام العلامة الشيخ عبد الوهاب صديقي وسجن السيد عبد الباعث.

ننتقل إلى الحدث العظيم، وهو اغتيال الملك الصالح والإمام العادل، الملك عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله على يد الشيعة الإمامية، ففي سنة 1218هـ، وفي العشر الأواخر من رجب قتل ذلك الإمام الورع التقي عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف في الدرعية، وهو ساجد أثناء صلاة العصر، فوثب عليه القاتل من الصف الثالث والناس سجود فطعنه في خاصرته أسفل البطن بخنجر معه قد أخفاها وأعدها لذلك، فاضطرب أهل المسجد، وماج بعضهم في بعض، ولم يكن يدرون ما الأمر، فمنهم المنهزم ومنهم الواقف، ولما طعن المجرم الإمام عبد العزيز أهوى على أخيه عبد الله، وهو إلى جانبه وبرك عليه ليطعنه فنهض عليه وتصارعا، وجرح عبد العزيز جرحاً شديداً ثم إن عبد الله صرعه وضربه بالسيف، وتكاثروا عليه الناس وقتلوه، ثم بعد ذلك حمل الإمام إلى قصره، وقد غاب ذهنه، وقرب نزعه لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به إلى القصر رحمه الله، قال العلامة المؤرخ ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد" ما نصه: "وقيل إن هذا الدرويش الذي قتل عبد العزيز من أهل بلد الحسين رافضي خبيث" انتهى كلامه رحمه الله تعالى، وقال الأمير سعود بن هذلول في كتابه "تاريخ ملوك آل سعود" عن القاتل ما نصه: "قتله رجل رافضي اسمه عثمان من أهل النجف في العراق، جاء إلى الدرعية متنكراً، وغدر بهذا الإمام" انتهى كلامه رحمه الله.

تاريخ الاضافة: 10/11/2010
طباعة