موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حمدي السيد: جمال مبارك كان يخطط لانقلاب على والده
اسم الخبر : حمدي السيد: جمال مبارك كان يخطط لانقلاب على والده


أكد الدكتور حمدي السيد، نقيب أطباء مصر، ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب السابق، أن جمال مبارك، نجل الرئيس السابق حسني مبارك وأمين "السياسات" بالحزب "الوطني" كان "يدبر لانقلاب" على حكم والده، بمعاونة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال، ورأى أن حالة الفراغ الأمني التي شهدتها مصر في يوم 28 يناير الماضي المعروف بـ "جمعة الغضب" كانت في إطار هذا السيناريو الذي يهدف إلى إثارة أجواء من الفوضى العارمة بالبلاد.
وقال في مقابلة مع صحيفة "الشروق" المصرية نشرتها الأربعاء، "أعتقد أن حبيب العادلى كان يضع في "حجرة جهنم" في الحزب الوطني الذى احترق، كل هذه السيناريوهات المفزعة والمدمرة"، لكن هذا المخطط أجهض مع "تماسك شباب ميدان التحرير وسوء تقدير الأجهزة الأمنية مع التآمر على النظام من جانب العادلي الذي كان يجهز لانقلاب في الوطن لمصلحة مجموعة المنتفعين الموجودين، وكان يظن أنه قادر على ذلك".
وأضاف، إن هذا المخطط الانقلابي كان العادلي يسعى لتنفيذه لصالح جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، الذي تردد اسمه كثيرًا كأحد أبرز المرشحين لخلافة والده بالسلطة، في حال قرر والده الترشح للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في سبتمبر المقبل قبل الإطاحة به تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية.
واستطرد القيادي السابق بالحزب "الوطني"، قائلا: "... فأنا كنت أتوقع انقلابا مقبلا داخل الأسرة الرئاسية، وكنت على يقين بأن مبارك لو أقدم على ترشيح نفسه للرئاسة فإن ابنه جمال سيقوم بالانقلاب عليه، لأن الترتيبات كلها كانت تسير في هذا الاتجاه، وأعتقد أن مبارك كان معزولا تماما عما يحدث داخل مصر، ولدىَّ الدليل على ذلك".
ورأى السيد الذي شغل عضوية البرلمان لعدة دورات أن نقطة التحول لصالح المتظاهرين حدثت فيما عرف بموقعة الجمل يوم الأربعاء 2 فبراير حينما هاجم مجموعة ممن قيل إنهم من أنصار الرئيس السابق المحتجين الذين كانوا معتصمين ميدان التحرير بوسط القاهرة للضغط على مبارك من أجل التنحي.
وقال: "لا أستبعد أن يكون أحمد عز (أمين التنظيم السابق بالحزب "الوطني") هو المسئول عنها، وبعض أعضاء مجلس الشعب عن محافظة الجيزة، ممن أحضروا جمالا وخيولا، فضلا عن دور الداخلية الواضح في هذه الموقعة، من خلال بلطجيتها المدججين بالأسلحة البيضاء، والقناصة الذين احتلوا أسطح العمارات، ليصطادوا الناس بالرصاص الحي، وهؤلاء أجهضوا تعاطف الناس مع مبارك بعد خطابه الذى قال فيه "أريد أن أموت هنا"، وكان يمكن أن تسير الأمور في طريق نهاية معقولة للرجل".
ووصف "موقعة الجمل" التي سقط فيها العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين بأنها "كانت مفصلية لأن الحزب الوطني اعتبرها المعركة الأخيرة، كانوا يعتقدون أنهم بدفع البلطجية للميدان، فإن شباب 25 يناير سيفر من الخوف، وهنا لابد من أن نذكر أن من صمد فى ميدان التحرير هم الأولاد المدربون على مثل هذه المواقف، وأقصد بهم شباب الإخوان المسلمين، أما بقية الشباب فناس مثقفة وغير مدربة على الكاراتيه وحمل السنج والمولوتوف، الإخوان وحدهم يتدربون على مثل هذه الأشياء فى كتائبهم"، على حد قوله.
وكشف السيد أنه عرض في عام 1999 على الرئيس السابق الدخول في حوار مع "الإخوان المسلمين" أكبر جماعات المعارضة في مصر، لكن الرئيس قابل العرض بالرفض التام، وبحسب ما نقل عنه فإن قال له: إن "الإخوان متفقين مع الجماعات الإسلامية.. على أن الجماعات تمسك المدفع والبندقية والقنبلة، والإخوان يتكلموا، وفي وقت اللزوم سيضمون الصفوف مع بعض، والبلد سيتعرض لحكم ديني، ولذلك نرفض الحوار معهم، وقال لي "روح حاورهم أنت لو عايز".
يشار إلى أن مبارك الذي استمر بالحكم نحو 30 عامًا كان قد برر رفضه التنحي قبل أن يرضخ بالفعل للضغوط بأنه يخشى من وصول "الإخوان" إلى السلطة بعد رحيله، لكنها بدورها أعطت تطمينات بأنه لا نية لديها للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أو الحصول على الأغلبية داخل البرلمان.

تاريخ الاضافة: 24/02/2011
طباعة