ميلاد المسيح في القرآن الكريم
قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )) مريم 25
وهذه الآية العظيمة في حالة مخاض السيدة ( مريم ) عليها السلام لحظة ولادة ( المسيح ) عليه السلام وفيها تلميح يفهم منه أنَّ الولادة تمت في وقت وجود ( الرطب الجني ) أي غير اليابس الذي كمل نضجه على النخل.
والسؤال الآن
إلى كل العقلاء الذين يقرون بوقت هذا الميلاد المزعوم في أي وقت من السنة ينضج الرطب ؟ هل ينضح في أول يناير كما يزعمون ؟
والمعروف منذ أن خلق الله الخلق والحياة بأن الرطب لا ينضج إلا بين شهر (( يونيو ويوليو )) من السنة الميلادية فأنى تدعون ميلاده في الشتاء من شهر يناير .
والذي خلق الحب والنوى إنكم لتقولون على الله ما لا تعلمون وتشرعون ما لم يشرعه الله بسبب الضلال المبين والإفك العظيم .
ونعوذ بالله من الخذلان والحمد لله على نعمة الإسلام .
والحمد لله رب العالمين.
ميلاد المسيح في الأناجيل
لا يوجد تاريخاً يحدد ميلاد المسيح عليه السلام تحديداً دقيقاً ولكن تشير الروايات المسيحية إلى ظهور نجم لامع في سماء بيت المقدس (نجمة الميلاد كما هو مشهور) يتبعه مجوساً من المشرق يبحثون عن مكانه ليقدموا لعيسى وأمه الهدايا والعطايا وجاء القوم من بلاد الفرس (من المشرق) يتبعون النجم اللامع كما ورد في نبؤة نبي الله دانيال وكان ذلك زمن هيرودوس الكبير الذي أرغد وأرعد فقتل كل طفل ولد في بيت لحم قبل عامين فما دون. القصة باكملها في انجيل متى (23-2:1). وقد اجتهد الفلكي الشهير كيلر في تحديد نجمة الميلاد على انها القران بين المشتري وزحل حيث يلتقيان مرة كل عشرين سنة وان القران بين الكوكبين قد حدث سنة 747 رومانية وان المريخ لحق بهما سنة 748 رومانية اي سنة 5 و6 قبل الميلاد .
ثم تمر الدهور وتنقضي القرون ليفاجئنا الفلكي الاسترالي داف رينكي في مقاله الشهير أن نجمة الميلاد إنما هي القران الذي حدث بين الزهرة والمشتري وكان ساطعاً لامعاً للعيان في سماء الصيف الصافية في السابع عشر من شهر يونيو من السنة الثانية قبل الميلاد (وهو ما كنت اؤيده الى زمن قريب).
وأقوال أهل الكتاب لتحديد تاريخ مولد عيسى عليه السلام عديدة كثيرة يصعب حصرها وجمعها ولكن القوم ايقنوا ان تاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر في الشتاء القارس ليس بمولد المسيح وخاصة انه لا يتفق مع ما ورد في انجيل لوقا: (وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم) لوقا 2: 8 . وقد استنبط اهل الفهم والعلم ان الرعي ليلا لا يكون الا في الصيف حيث الهواء العليل اي ان مولده صيفاً لا شتاءا
وأما الاحتفال بمولده في فصل الشتاء فلقد ابتدع في العام 340 ميلادي.حيث اجتمع القوم في مجمع نيقية في عهد الامبراطور قسطنطين فجعلوا مولد المسيح يوافق ولادة إله الشمس "سول إنفكتوس"، المعروف بعيد "الساتورناليا" فأراد القوم الجمع بين الوثنية و المسيحية بروح جديدة ولتكن على حساب مولد المسيح الحقيقي كما ان اغلب عباد الشمس والأوثان يحتفلون في ذلك اليوم بإلهتهم.
لطيفة من التفسير:
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
فيه أربع مسائل
الأولى :
قوله تعالى : " وهزي " أمرها بهز الجذع اليابس لترى آية أخرى في إحياء موات الجذع . والباء في قوله : " بجذع " زائدة مؤكدة كما يقال : خذ بالزمام , وأعط بيدك قال الله تعالى : " فليمدد بسبب إلى السماء " الحج : 15 أي فليمدد سببا
وقيل : المعنى وهزي إليك رطبا على جذع النخلة . " وتساقط " أي تتساقط فأدغم التاء في السين . وقرأ حمزة " تساقط " مخففا فحذف التي أدغمها غيره . وقرأ عاصم في رواية حفص " تساقط " بضم التاء مخففا وكسر القاف . وقرئ " تتساقط " بإظهار التاءين و " يساقط " بالياء وإدغام التاء " وتسقط " و " يسقط " و " تسقط " و " يسقط " بالتاء للنخلة وبالياء للجذع ; فهذه تسع قراءات ذكرها الزمخشري رحمه الله تعالى عليه . " رطبا " نصب بالهز ; أي إذا هززت الجذع هززت بهزه " رطبا جنيا " وعلى الجملة ف " رطبا " يختلف نصبه بحسب معاني القراءات ; فمرة يستند الفعل إلى الجذع , ومرة إلى الهز , ومرة إلى النخلة . " وجنيا " معناه قد طابت وصلحت للاجتناء , وهي من جنيت الثمرة . ويروى عن ابن مسعود - ولا يصح - أنه قرأ " تساقط عليك رطبا جنيا برنيا " . وقال مجاهد : " رطبا جنيا " قال : كانت عجوة . وقال عباس بن الفضل : سألت أبا عمرو بن العلاء عن قوله : " رطبا جنيا " فقال : لم يذو . قال وتفسيره : لم يجف ولم ييبس ولم يبعد عن يدي مجتنيه ; وهذا هو الصحيح . قال الفراء : الجني والمجني واحد يذهب إلى أنهما بمنزلة القتيل والمقتول والجريح والمجروح . وقال غير الفراء : الجني المقطوع من نخلة واحدة , والمأخوذ من مكان نشأته ; وأنشدوا : وطيب ثمار في رياض أريضة وأغصان أشجار جناها على قرب يريد بالجنى ما يجنى منها أي يقطع ويؤخذ . قال ابن عباس : كان جذعا نخرا فلما هزت نظرت إلى أعلى الجذع فإذا السعف قد طلع , ثم نظرت إلى الطلع قد خرج من بين السعف , ثم اخضر فصار بلحا ثم احمر فصار زهوا , ثم رطبا ; كل ذلك في طرفة عين , فجعل الرطب يقع بين يديها لا ينشدخ منه شيء .
الثانية