موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مباحثات جديدة لتشكيل الحكومة الألمانية المتعثرة منذ شهور
اسم الخبر : مباحثات جديدة لتشكيل الحكومة الألمانية المتعثرة منذ شهور


أطلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، جولة جديدة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي لإنهاء المأزق السياسي الذي تعاني منه البلاد.

ومازالت ألمانيا بدون حكومة جديدة حتى الآن بسبب تعثر المفاوضات السابقة لتشكيل ائتلاف حكومي، رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات البرلمانية الماضية.

وستجري المباحثات على مدار خمسة أيام، وسيشارك فيها حزب ميركل الديمقراطي المسيحي (CDU)، وشقيقه الآخر الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، وكذلك الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD).

ويرى مراقبون أن هذه المباحثات تمثل فرصة أخيرة أمام ميركل لتشكيل ائتلاف حكومي جديد.

لماذا لا يزال الطريق مسدودا؟

شارك الحزب الديمقراطي الاشتراكي، يسار الوسط، مع حزب ميركل، يمين الوسط، في ائتلاف حكومي طوال السنوات الاثنتي عشرة الماضية. لكن بعد نتائجه الضعيفة تاريخيا في انتخابات سبتمبر/ أيلول الماضي تعهد رئيس الحزب، مارتن شولتز، بأن يتحول إلى المعارضة.

وتزايدت الضغوط على الحزب، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد إخفاق المستشارة ميركل في تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الديمقراطي الحر ومع حزب الخضر، وسط اليسار.

ويجب على ميركل حاليا إقناع زعماء الديمقراطي الاشتراكي بالدخول معها في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية في مارس/أذار أو أبريل/ نيسان، والتأكيد على وجود أهداف مشتركة بينهما للعمل على تحقيقها.

وبما أنها وصلت للمفاوضات، أعربت ميركل عن تفاؤلها من إمكانية الوصول لاتفاق. من ناحية أخرى قال شولتز، إنه لن يضع أية خطوط حمر و"الوقت الحالي يتطلب سياسات جديدة".

ويأمل الحلفاء الأوروبيون مثل فرنسا، نجاح ميركل في مهمتها وتشكيل الحكومة للحفاظ على استقرار ألمانيا وبالتالي استقرار الاتحاد الأوروبي.

لكن استطلاع رأي حديثا كشف، الأحد الماضي، أن واحدا من بين ثلاثة ناخبين ألمان يتوقع فشل مباحثات، اليوم الأحد، رغم أن 54 في المائة قالوا إن إحياء "ائتلاف حكومي كبير" من الأحزاب الكبيرة قد يكون أمرا إيجابيا للبلاد.

ما هي النقاط الشائكة؟

هناك بعض النقاط التي قد تثير خلافا بين الأحزاب، منها الهجرة والوضع في أوروبا والضرائب والرعاية الصحية.

بالنسبة للحزب الديمقراطي الاشتراكي، هناك مخاوف من أن إعادة الانضمام إلى تحالف كبير قد يكلفه المزيد من الدعم.

وانخفض ترتيب الحزب في الاستطلاعات الأخيرة، وانتقد بعض المنتمين ليسار الوسط الحزب الديمقراطي الاشتراكي بحجة تقديم تنازلات والتخلي عن مبادئه الأساسية من أجل أنجيلا ميركل.

وفي المقابل تواجه المستشارة الألمانية انتقادات مشابهة من المحافظين، الذين يقولون إنها تخلت عن قيمها التقليدية ودفعت الناخبين للتصويت إلى حزب اليمين المتطرف البديل من أجل ألمانيا AFD، وفاز بتمثيل في البرلمان الاتحادي لأول مرة في تاريخه.

حكومة عيد الفصح

يرى داميان ماكغينيس، مراسل بي بي سي في برلين، أن ألمانيا عاشت أطول فترة معروفة في تشكيل ائتلاف حكومي، منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات قبل ثلاثة أشهر.

ويشير إلى عدم وجود أزمة مع إدارة حكومة انتقالية لشؤون البلاد، لكن هناك قرارات هامة معلقة تخص كلا من ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

لذلك هناك ضغوط تمارس حاليا لتشكيل الائتلاف، وإذا ما سارت المباحثات بشكل جيد فيمكن الإعلان عن الحكومة بحلول عيد الفصح.

هل ستنجح المباحثات؟

التقى زعماء ثلاثة تحالفات محتملة في 3 يناير/ كانون الثاني، لمناقشة القضايا الأولية، وظهر تفاؤل منذ ذلك الحين، إذ صدر بيان مشترك يقول إن :"الثقة تعززت وساد التفاؤل في هذه المفاوضات

وقال شولتز، رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، إن "المناقشة كانت هادفة للغاية ومفيدة"، أما هورست سيهوفر، من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، فأكد أنه أحس وكأن الأحزاب قد تتفق على أن تحكم معا، "أعتقد أننا سنتدبر الأمر".

لكن الاتفاق الواضح حاليا بين هذه الأحزاب هو حول تعتيمها الإعلامي حول المفاوضات التي ستنتهي يوم الخميس.

وإذا نجحت المباحثات الأولية وصوت أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي على الاستمرار، فستستمر المفاوضات على تفاصيل الائتلاف المقبل.

ماذا سيحدث إذا أخفق الجميع؟

إذا ما فشلت المباحثات، فستشكل ميركل حكومة أقلية غير مستقرة، مع حزب الخضر.

لكنها كانت قد قالت من قبل إنها تفضل إجراء انتخابات جديدة للحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة.

تاريخ الاضافة: 10/01/2018
طباعة