موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || من قتل الحسين يا شيعة الحسين ؟؟!
اسم المقالة : من قتل الحسين يا شيعة الحسين ؟؟!
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

  

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولي مرشدا
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
صلِ الله عليه وسلم وعلى آل بيته الأطهار
وصحابتة الأخيار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .


أما بعــــــــــــــــــد
اليس من العجب أن تجد من قتل القتيل يمشي في جنازته ويبكي وينوح على قتله
أليس من العجب أن تقام المآتم وتشق الجيوب وتلطم الخدود ويدعى بدعاوي الجاهلية
وقد نهى خير البرية عن هذا ثم ندعي بأننا نحبه ونحب آل بيته الكرام
أليس من العجب أن نشرك بالله في القول والعمل والاعتقاد ثم نقول بأننا موحدون وغيرنا مشركون وضالون

والجــــــــواب
بأن هذا كله ليس بعجب في فرقة بنت إعتقادها على هذه الضلالات والخرافات وقصص نسجت لها، لتفرق الأمة وتشق عصاها وتنازعها في أصول دينها وتشككها في قرآنها وسنة  نبيها وبالقدح في صاحبة رسولها

من قتل الحسين ياشيعة الحسين ؟؟؟
هذا السؤال نطرحه على تلك الطائفة التي رأينا منها العجب العجاب في الاعتقاد والعبادات في شهر الله المحرم وخاصة يوم عاشوراء من نياح وضرب بالسياط والسيوف واللطم على الخدود بحجة النعي على (الحسين بن على ) رضي الله عنهم وعلى آل البيت جميعا .
وكما هو المعهود عنهم يحرفون الكلم عن مواضعه فلن يجيبوا على هذا السؤال إلا بالتحريف والتزوير
ولكن فلندع التاريخ هو الذي يجاوب عن هذا السؤال

القصة الصحيحة لمقتل الحسين
عندما بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وكان ذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد وقد قيل بأن هذه الكتب بلغت إلى أكثر من خمسمائة كتاب.
فأرسل الحسين ابن عمه ( مسلم بن عقيل ) ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد وإلي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة .
فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته :
ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني).

قتل سبط النبي صلى الله عليه وسلم:
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. . فقالوا: لا، إلا على حكم ( عبيد الله بن زياد ).
فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه .
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل (أصحاب الحسين رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم
.
 
الذين قتلوا مع الحسين في كربلاء:
من أولاد علي بن أبي طالب : أبو بكر – محمد – عثمان – جعفر – العباس.
من أولاد الحسين : أبو بكر – عمر – عثمان – علي الأكبر – عبد الله.
من أولاد الحسن : أبو بكر – عمر – عبد الله – القاسم.
من أولاد عقيل : جعفر – عبد الله – عبد الرحمن – عبد الله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبد الله بن جعفر : عون – محمد

 
حزن أهل السنة على مقتل الحسين رضي الله عنه:
مما لا شك فيه بأن أهل السنة يترضون على الحسين ويترحمون عليه ويتقربون إلى الله بحبهم إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لايغضبون الله في ذلك بل يفعلون كما فعل نبيهم صلى الله عليه وسلم تبعا له في الأحزان فالقلب ليحزن على مقتل الحسين والعين تدمع واللسان لا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل .ويحتسبونه عند الله الشهيد سيد شباب أهل الجنه ويسألون الله أن يتقابلوا معه في الجنان مع الحبيب العدنان صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن كثير :
فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله التي هي أفضل بناته، وقد كان عابداً وسخياً، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنع ورياء، وقد كان أبوه أفضل منه فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً، ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ يوم موتهم مأتماً، ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة، مثل كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك
 
إذا من الذي قتل الحسين رضي الله عنه؟؟
هل أهل السنة والجماعة ؟ أم معاوية ويزيد ابنه أم من ؟
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.
وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.
ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .

هذه هي كتب الروافض والشيعة الطافحة لنا والتي تقر بأن من قتل الحسين هم شيعة الحسين فلما العويل ولطم الخدود وشق الجيوب وإقامة المآتم وجعل الشرك شريعة وعباده في يوم عاشوراء وأنتم قتلتوا هذا السبط الشهيد السعيد الذي دمه في أعناقكم إلى يوم الدين.
والله المستعان ونسأل الله
أن يحشرنا مع هذا الشهيد ومع جده سيد الانبياء والمرسلين
صل الله عليه وسلم في جنات النعيم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
تاريخ الاضافة: 01/10/2017
طباعة