موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تجربة كوريا الشمالية النووية: ترامب يدرس قطع العلاقات الاقتصادية مع أي دولة تتعامل تجاريا مع بيونغيانغ
اسم الخبر : تجربة كوريا الشمالية النووية: ترامب يدرس قطع العلاقات الاقتصادية مع أي دولة تتعامل تجاريا مع بيونغيانغ


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن تدرس قطع العلاقات التجارية مع أي دولة تتعامل تجاريا مع كوريا الشمالية معتبرا أن بيونغيانع تمثل خطرا كبيرا على بلاده.

وقالت بيونغيانغ في وقت سابق الأحد إنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ بعيد المدى مما أدى موجة كبيرة من الإدانات والاستنكار من قبل القوى الكبرى والصين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية.

وعند سؤاله عن إمكانية أن تهاجم الولايات المتحدة كوريا الشمالية، قال ترامب "سنرى".

وكان ترامب قد غرد في وقت سابق على تويتر قائلا: "أجرت كوريا الشمالية اختبارا نوويا كبيرا. إن كلماتهم وأفعالهم تستمر في كونها عدوانية وخطرة جدا على الولايات المتحدة".

وأضاف " لقد اكتشفت كوريا الجنوبية، كما أخبرتهم، أن محادثاتها للتراضي مع كوريا الشمالية لن تنجح. لقد فهموا شيئا واحدا فقط!"

وأكمل "إن كوريا الشمالية دولة مارقة أصبحت خطرا كبيرا ومشكلة للصين التي تحاول المساعدة لكن بنسبة نجاح ضئيلة".

وأشار البيت الأبيض الى أن الرئيس ترامب سيجتمع مع مستشاري الأمن القومي الأحد لمناقشة التجربة النووية الكورية الشمالية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن "فريق الأمن القومي يراقب عن كثب، وسيجتمع الرئيس مع فريق الأمن القومي لمزيد من المناقشات في وقت لاحق اليوم. وسنرسل تحديثات عن ذلك حسبما تقتضي الضرورة".

وقال مسؤول في الاستخبارات الأمريكية إن الولايات المتحدة ليس لديها سبب للشك في أن كوريا الشمالية أجرت تجربة إطلاق جهاز نووي متقدم.

وقال المسؤول الاستخباراتي، الذي رفض الكشف عن هويته،: "ليس لدينا ما يجعلنا نشك في أن هذا كان اختبار جهاز نووي متقدم."

لكن المسؤول الاستخباراتي أوضح أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لإجراء تحليل شامل لحجم التفجير ونوع الجهاز الذي جرى تفجيره.

وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية في سبتمبر/أيلول 2016، متحدية العقوبات الأممية والضغط الدولي عليها، ومواصلة تطوير أسلحة نووية وتجارب لصواريخ باليستية قد يصل مداها إلى الأراضي الأمريكية.

وقد أبدى كل من كوريا الجنوبية والصين وروسيا انتقادات شديدة للخطوة الكورية الشمالية.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي-ان يجب أنه يجب أن تواجه التجربة النووية الكورية الشمالية السادسة "بأقوى رد ممكن"، وبما يشمل فرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن الدولي "لعزل كوريا الشمالية تماما".

وأضاف " لا أملك سوى أن أشعر بخيبة الأمل والغضب. لقد ارتكبت كوريا الشمالية خطأ تكتيكيا غير معقول بقيامها بسلسلة من الأعمال الاستفزازية، من أمثال اطلاق صواريخ بعيدة المدى وإجراء اختبار نووي، صعّد من حدة التوتر في شبه الجزيرة 'الكورية' وهدد السلام العالمي. وهذا ما سيؤدي إلى عزلها أكثر".

وقالت الصين، حليف كوريا الشمالية الرئيسي، "تجاهلت كوريا الشمالية معارضة المجتمع الدولي الواسعة وأجرت ثانية اختبارا نوويا".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان "تعبر الحكومة الصينية عن معارضتها الحازمة وادانتها الشديدة لهذا الأمر".

وفي اليابان، وصف وزير الخارجية تارو كونو، تجربة بيونغيانغ النووية بأنها عمل لا يغتفر.

كما قال وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، إن العقوبات ضد كوريا الشمالية يجب أن تشمل فرض قيود على تجارة المنتجات النفطية.

في غضون ذلك، قالت روسيا إن الاختبار يتحدى القانون الدولي وحضت كل الأطراف المعنية على عقد محادثات، قائلة إنها السبيل الوحيد لحل مشكلات شبه الجزيرة الكورية.

ووصف رئيس وكالة الطاقة النووية الدولية، يوكيا أمانو، الاختبار بأنه "عمل مؤسف للغاية".

واضاف أمانو "إن الاختبار الجديد الذي أعقب اختبارين سابقين العام الماضي، وكان السادس منذ عام 2006، هو تجاهل تام لمطالب المجتمع الدولي المتكررة".

ما الذي يمكن استخلاصه من هذه التجربة النووية؟

زعمت كوريا الشمالية أن "تجربتها النووية السادسة تمت بنجاح تام"، وذلك بعد ساعات من رصد خبراء الزلازل هزة أرضية في المنطقة.

وكانت بيونغيانغ أجرت آخر تجربة نووية في سبتمبر/أيلول 2016، وقد أثارت حينها غضبا دوليا دفع الى تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها.

بيد أنها تحدت العقوبات الأممية والضغط الدولي عليها، وواصلت تطوير أسلحة نووية وتجارب إطلاق صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى.

وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن التجربة الأخيرة أجريت في مقاطعة كيلجو، حيث حدد موقع اختبار بيونغي ري النووي.

وكانت "الهزة الأرضية الاصطناعية" أكثر قوة بـ 9.8 مرة من الهزة التي تسببت بها التجربة النووية الخامسة، بحسب وكالة الأنواء الجوية الحكومية.

وسبق أن أجرت كوريا الشمالية 5 تجارب نووية كان آخرها وأقواها في سبتمبر / أيلول الماضي.

ويقول خبراء دوليون إن كوريا الشمالية حققت تقدما في برنامجها النووي، دون التأكيد أنها تمكنت من تطوير سلاح نووي صغير يمكن حمله على صاورخ باليستي.

كانت كوريا الشمالية قالت في وقت سابق إنها تمكنت من تصغير حجم سلاح نووي، غير أن الخبراء يشككون في ذلك، كما يشككون أيضا في مزاعم كوريا الشمالية بشأن إنتاج قنبلة هيدروجينية، وهي ذات قوة تدميرية أكبر من نظيرتها النووية.

وقالت خبيرة الشؤون الدفاعية، مليسا هانهام، من معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، إنه لا يمكن التحقق من مزاعم كوريا الشمالية من الصور وحدها.

وأضافت "لكن بالاستناد إلى الأثر الزلزالي، كان حجم هذا الاختبار أكبر من نتائج الاختبارات السابقة".

وأوضحت أن "المعلومات الحالية لا تشير بالتأكيد إلى اختبار سلاح حراري نووي، ولكن يبدو أن ثمة ترجيح لمثل هذا الاحتمال الآن ".

وتعتمد القنابل الهيدروجينية على الاندماج (اندماج الذرات) لإطلاق كمية طاقة هائلة، بينما تستخدم القنبلة النووية الانشطار النووي، أو انشطار الذرات.

حدود الرد الدولي

جونثان ماركوس، مراسل الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في بي بي سي

ترسل تجربة كوريا الشمالية السادسة، التي من المحتمل أنها أكبر تجربة اجرتها حتى الآن، إحدى الإشارات السياسية الواضحة.

وعلى الرغم من تهديد ووعيد إدارة ترامب والادانة شبه الشاملة من أنحاء العالم، لم توقف كوريا الشمالية أو تحد من نشاطاتها النووية.

والأمر المقلق، إن هذه التجربة تشير إلى أن هذا البرنامج في تقدم على كل الجبهات بوتيرة أسرع مما يعتقد العديدون.

وقد فشلت حتى الآن كل الجهود المبذولة للضغط على كوريا الشمالية -العقوبات، العزل، والتهديدات العسكرية- في ثني بيونغيانغ عن عزمها.

هل يمكن فعل ما هو أكثر من ذلك؟ بالتأكيد، إلا أن الضغط الاقتصادي القاسي قد يشل النظام ويدفعه باتجاه ارتكاب كارثة، وهو ما لا ترغب الصين بتأييده.

وستتقدم سياسة الاحتواء والردع إلى الواجهة، في وقت يعدل العالم سياسته من السعي إلى انهاء برنامج بيونغيانغ للأسلحة النووية إلى التعايش مع كوريا شمالية مسلحة نوويا.

تاريخ الاضافة: 04/09/2017
طباعة