موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فقة التعامل بين الزوجين ( 2 )
اسم المقالة : فقة التعامل بين الزوجين ( 2 )
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر


فقة التعامل بين الزوجين
( 2 )

ضرب رسول الله أروع الأمثلة على حسن الخُلُق بسيرته وأفعاله، فإنه حَثّ عليه حثًّا شديدًا بأقواله، وبَيَّنَ مكانته من الدِّين، وما رُتِّبَ عليه من عظيم الثواب والجزاء، وما لصاحبِه من كمال المدْح والثناء، ورفعة المنزلة عند الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سُئِل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : (تقوى الله، وحسن الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم، والفَرْج) [48].
فقَرَن بين حقِّ الخالق، وهو التقوى، وحقِّ المخلوق، وهو معاملته بالحُسنى، وبَيَّنَ أنَّ حُسن الخُلُق من أعظم أسباب دخول الجنة، وأقرب الطرق الموصِّلة إليها.
بل ضمِن لمن حسن خُلُقه أن يكونَ في أعلى درجات الجنان، حيث قال: (أَنَا زَعِيمٌ[49] بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ[50] لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ[51]، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ في أعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)[52].
وتَرْكُ المِرَاء والكذب من جُمْلة الأخلاق الحَسَنَة، وكل واحد منهما سبب لدخُول الجنة، ومن حسنتْ أخلاقه كلها، كان في الدرجات العلى منَ الجنة.
وفي الحديثِ حثٌّ ظاهر على ترك الكذب ولو في حال المزاح، وترك الإكثار من الجدال ولو كان صاحبه صادقًا محقًّا، وأن مَن تَرَكَهُ وهو محق، مراعاةً لأخيه المسلم، حتى لا يكسر قلبه ويحرجه، ولا يظهر فضله عليه وتميزه عنه، فهو مَحْمُود مأجور، وبخاصَّة في الأمور الدّنيويَّة التي لا ضرر في السكوت عليها، والإعراض عنها.
قال أبو حامد الغزالي: "حدُّ المراء: الاعتراضُ على كلام الغير بإظهار خلل فيه، إما في اللفظ، وإمَّا في المعنى، وإما في قصد المتكلم، وترْك المراء: بتَرْك الإنكار والاعتراض، فكلُّ كلام سمعته، فإن كان حقًّا فصدِّق به، وإن كان باطلاً أو كذِبًا ولم يكن متعلِّقًا بأمور الدِّين فاسكتْ عنه"[53].
ومعلومٌ أنَّ مَن تَرَكَ الكذب في حال المزاح، والمراء وهو محق، فهو لا شك أتْرَكُ لهما فيما هو أسوأُ مِن ذلك، وأكثر مَفْسدة، وهو الكَذِب في حال الجِدِّ، والمراء بالباطل.
وعن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال ذات يوم في خُطْبَته: (وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لاَ زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً، وَالخَائِنُ الَّذِي لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إلاَّ خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ البُخْلَ أَوِ الكَذِبَ، وَالشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ)[54].
فأهل الجنة ثلاثة، وكلهم استحقوا هذا النعيم بحسن أخلاقهم، ورحمتهم للناس، وإحسانهم إليهم:
فأولهم: هو السُّلطان العادل في رعيته، باذل المعروف لهم، الموفق في التعامل معهم.
والثاني: من كان قلبه رحيمًا رقيقًا لكلِّ ذي رحم، وكل مسلم، ومن كان كذلك كان قوامًا بحقوقهم، كافًّا للأذى والظلم عنهم.
ويؤكِّد ذلك أيضًا قولُه عليه الصَّلاة والسلام : (حَرُم على النار كل هين لينٍ سهل قريب من الناس)، وفي رواية: (أَلاَ أُخبركم بمَن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهلٍ)[55].
والثَّالث: الفقير ذو العيال، المتعفِّف عن التكفُّف والسؤال، وإيذاء الناس بالشحاذة وطلب المال.
وأمَّا أهل النار، فهم خمسة، وكلهم استحقُّوا النَّار بسوء أخلاقهم، وتعديهم على مصالح العباد، وتقصيرهم في حقوقهم.
فأوَّلُهم: الضَّعيف الذي لا زبْرَ له - بفتْحِ الزَّاي، وإسكان الباء - أي: لا عقل له يزبُره، ويمنعه ممَّا ينبغي، وقيل: هو الذي لا مال له[56]، فهو سفيه فاسق، أو عائل فاجر، ليس له أهل ولا مال، ولا يتورَّع عن فعل القبائح، وانتهاك حرمات الناس،
 سئل مطرف بن عبدالله بن الشخير -: "أفَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ، واللَّهِ لَقَدْ أدْرَكْتُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الحَيِّ مَا بِهِ إلاَّ وَلِيدَتُهُمْ يَطَؤُهَا"[57].
والثاني: "الخائن الذي لا يَخفى له طمعٌ، وإن دَقَّ إلا خانه، وهو الَّذي لا يلوح له طمع وإن قلَّ، إلا خان صاحبَه، وأخذه منه بغير حَقٍّ.
قال النَّوويُّ: "معنى لا يخفى : لا يظهر، قال أهلُ اللُّغة: يقال: خفِيتُ الشيء: إذا أظهرته، وأخفيته إذا سترته وكتمته، هذا هو المشهور، وقيل: هما لُغتان فيهما جميعًا"[58].
والثالث: رجل لا يصبح ولا يُمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، فهو مفسد في الأرض، هتَّاك للعرض والمال، مهلك للحرث والنسل.
والرابع: البخيل أو الكذَّاب[59]: وكلاهما ذو خُلُق سيِّئ، فالبخيل يمنعه بخلُه عنِ الإحسان إلى الناس وأداء حقوقهم، والكذَّاب مضارٌّ لهم، وماكرٌ بهم.
والخامس: الشِّنْظِير الفَحَّاشُ: والشنظير هو الفحاش، فيكون الثاني تفسيرًا للأول، ومعناه سيئ الخُلُق[60]، الذي يفعل ما تستفحشه العقول والفطر المستقيمة من الأعمال والأخلاق القبيحة المستنكَرة.
فتَبَيَّنَ من خلال هذا الحديث أنَّ حسن الخلق من أكبر أسباب الفوْز بالجنَّة، وسوء الخلق من أعظم الطُّرق الموصلة إلى النار، وبئس القرار.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال: (إنَّ في الجنَّة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطُنها من ظاهرها
 قال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال : (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائمًا والناس نيام)[61].
وتأمل كيف قدم الإحسان إلى الناس بالقول والفعل على صلاة الليل، مع عِظم شأن الصلاة عمومًا، وصلاة الليل خُصُوصًا؛ ليُبين فضل حُسن الخُلُق، وعظم جزاء صاحبه عند الله.
ولم يكنْ يفتأ يدعو الناسَ إلى حسن الخُلُق، والإحسان إلى الخَلْق، ونفعهم وإدخال السرور عليهم، فذلك هو هجِّيراه ودَيْدَنُه في مناسبات كثيرة،
واستمع إلى عبدالله بن سلام رضي الله عنه وهو يقول: لما قدم النبي المدينة انجفل النَّاس قِبَلَه، وقيل: قد قَدِمَ رسولُ الله قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، ثلاثًا، فجئت في الناس لأنظر، فلمَّا تبيَّنت وجهه عرفتُ أنَّ وجْهَه ليس بوجه كذَّاب، فكان أوَّل شيء سمعته تكلَّم به أن قال: (يا أيُّها الناس، أفشوا السَّلام، وأطعِموا الطَّعام، وصِلُوا الأرْحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام) [62].
فمن أوَّل يوم قدم فيه المدينة وهو يدعو الناس إلى إفشاء السلام، وإطعام الطعام، وصلة الأرحام، وكلها داخلة في حسن الخُلُق، وقد أمر بها قبل الأمر بصلاة الليل؛ ليبينَ أن حسن الخُلُق أهمّ، وأن أجر صاحبه أوفى وأتمّ؛ لأن نفعه متعدٍّ إلى غيره، وفيه من المصالح الدينية والدنيوية ما يفوق الحصر، وأمَّا الصَّلاة فإنَّها - على عظم شأنها - مقصور نفعها على صاحبها.
ولهذا لما سئل النبي : أي الإسلام خير؟ قال : (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرفت، ومن لم تعرف) [63].
وفي السؤال حذف تقديره : أي خصال الإسلام خير؟ أو أيُّ أهل الإسلام خير ؟[64]،
فماذا كان الجواب ؟ إنَّه لم يقل: خيرهم أكثَرُهم صلاةً، أو صيامًا، أو قراءة قرآن، على أهمية ذلك كله، وعظم مكانته، وإنَّما بَيَّنَ أنَّ أفضلهم هو أحسنهم خُلُقًا، وأنفعهم لعباد الله قولاً وفعلاً، وعَبَّرَ عن الفعل بإطْعام الطَّعام، وعن القول بإفشاء السلام لكلِّ أحد، من عرفنا منهم، ومن لم نعرف.
ومما يؤكِّد لك ما سبق، ويدلُّك على عِظَم مكانة حُسْنِ الخلق: قولُه : (إنَّ المؤمن ليدرك بِحُسن خلقِه درجة الصَّائم القائم)، وفي رواية لأحمد : (درجة الصوَّام القوَّام)[65].
فالخلق الحسن، يبلغ بصاحبه من الأجر ورفعة المنزلة درجة الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر، فيا له من فضل كبير، وعطاء وفير، ينال بعمل يسير، والموفَّق مَن وَفَّقَه الله، والمحروم من حَرَمَه الله.
وبَيَّن أنَّ أثقل ما يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق؛
 فعن أبي الدَّرداء رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ قال: (ما من شيء أثقل في ميزان العَبْد المؤمن يوم القيامة من خُلُق حَسَن، وإنَّ الله يبغض الفاحش البذيء)[66].
وممَّا يدلُّ على فضل حسن الخُلُق : أنَّ الله تعالى كريم يحب الكرماء، جواد يحب الجَوَدة، رحيم يحب الرُّحماء، عفو يحب أهل العفو، بَرٌّ يحب أهل البر، عدل يحب أهل العدل، محسن يحب المحسنين، طيب يحب الطيبين، جميل يحب الجمال، وهو سبحانه صاحب الجلال والكمال، وله الأسماءُ الحسنى، والصفات العلا، ولهذا فلا غرو أن يحبَّ أهل الصفات العالية، والأخلاق السامية.
فعن سهل بن سعد السَّاعديِّ رضِي الله عنْه أنَّه سمِع النَّبيَّ يقول: (إنَّ الله كريم يحبُّ الكرم، ويحب معاليَ الأخلاق، ويكره سفْسافَها) [67].
ومَن وُفِّقَ لحُسْن الخُلُق، فقد رُزق خيرًا عظيمًا، وأُكْرِم بنعمة لا تعدلها كنوز الدنيا بأسرها؛
فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال: (أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليْكَ ما فاتَك منَ الدنيا: حفظ أمانة، وصِدق حديث، وحسن خليقة، وعفَّة في طُهر)[68].
فيا لله للعجب ! كيف يزهد كثيرٌ من الناس في هذه الفضائل ؟! ويحرمون تلك الخيرات ، ويفوِّتون على أنفسهم هذه العطايا الجزيلات، والمنازل الرفيعات ؟!
وإنْ كان قد هالَكَ ما سبق، ودهشت من عِظم مكانة حسن الخلق، فماذا ستقول إذا علمت أنَّ أكمل المؤمنين إيمانًا، وأحسنهم إسلامًا، وأرفعهم مقامًا، وأتقاهم لله تعالى، وأحبهم إليه وإلى رسوله وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة - أحاسنهم أخلاقًا؟
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله قال في مجلس: (ألا أُخْبِركم بأحبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟)، ثلاث مرات يقولها،
 قلنا: بلى يا رسول الله، قال : (أحسنكم أخلاقًا)[69].
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وأن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدِّقون، والمتفيْهِقون
 قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) [70].
والثرثار: هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق : الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم،
والمتفيهق : أَصْله من الفَهْق، وهو الامْتِلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه، ويأتي بالغرائب، تكبُّرًا وارتفاعًا، وإظهارًا لفضله على غيره[71].
فأحبُّ الخَلق إلى رسول الله وأحظاهم بالقرب منه يوم القيامة، أحسنهم خُلُقًا، كما أنَّ أبغضهم إليه، وأبعدهم منه مجلسًا يوم القيامة ذوو الخلق السيئ، ووالله لو لم يكن في الدلالة على حسن الخُلُق وفضله، وشؤم سوء الخُلُق وذمه إلا هذا الحديث، لكان كافيًا.
وإذا كان أحب الخَلْق إلى رسول الله أحسنهم خلقًا، فإنه - قبل ذلك وفَوْقه - أحب إلى الله تعالى، وعمله هذا أحب الأعمال إليه.
فعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي كأنما على رؤوسنا الطير، ما يَتَكَلَّم منَّا متكلِّم، إذ جاءه ناس من الأعراب، فقالوا : من أحبُّ عباد الله إلى الله ؟ فقال : (أحسنهم خُلُقًا) ، وفي رواية عنه: ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال: (خلق حسن) [72].
وعن ابن عمر رضي الله عنْهما قال: قال رسول الله : (أحبُّ النَّاس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعْمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم؛
تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا،
 ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا (في مسجد المدينة
 ومن كفَّ غضبه سَتَر اللهُ عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله عز وجل قلبه رضًا يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له، ثَبَّتَ الله عز وجل قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخُلُق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل)[73].
فأحبُّ النَّاس إلى الله أنفعُهم لعباده، إمَّا بعِلْمه، أو جاهِه، أو ماله، أو بدنه وخدمته، أو نُصْرته ومواساته، أو دعائه ومشاعره، أو نصحه وإخلاصه، أو عطفه ورحمته، وأحبُّ الأعمال إلى الله إدخال السرور على المسلم، أو كشف كربته، أو قضاء دينه، أو إشباع جوعته.
وسعيُك في قضاء حاجة أخيك - سواءٌ قُضِيَت على يديْك أم لا - أفضلُ من الاعتِكاف شهرًا في المسجد النبوي، الذي تشدُّ إليْه الرحال، وتضاعف فيه الحَسَنات، وإذا قَضَيْت حاجته وأثبتها له، ثبت الله قدمك ويوم تزل الأقدام.
وإذا كففت غضبك سَتَرَ الله عورتك، وإذا كظمت غيظك مع قدرتك على إمضائه، ملأ الله قلبك رضًا يوم القيامة.
فيا سبحان الله ! كل هذه الفضائل في حسن الخلق، ومع ذلك يحرمه كثير من الخلق، إما جهلاً بفضله، وإما تهاونًا بشأنه، واشتغالاً بالذي هو أدنى عن الذي هو خير، وإنه والله لا يحرم هذا الخير إلاَّ محروم، ولا يتهاون به إلا خاسِر مغبون.
وعن جابر بن سمرة، قال : كنتُ في مجلس فيه النبي وأبِي سمرة جالسٌ أمامي، فقال رُسُول الله : (إنَّ الفحش والتفحُّش ليسا من الإسلام في شيء، وإنَّ أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خُلُقًا)[74].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  : (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)[75].
فأحبُّ الناس إلى الله، وأكمل المؤمنين إيمانًا، وأحسنهم إسلامًا، ليس أكثرهم صلاة وصيامًا وحجًّا وذكْرًا، بل هو أحسنهم خلقًا، وأكثرهم إحسانًا وبرًّا.
وهذا ليس غضًّا من شأن نوافل العبادات من صلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وذكر، ولكن هذه الأعمال الصالحة إذا كانت بالمحل الذي لا يخفى من الدين، وهي من أحب الأعمال إلى ربِّ العالمين، فإنَّ حُسْنَ الخلق إذا صاحبَتْه النِّيَّة الصَّالحة، أعظم منها أجرًا، وأزكى عملاً، وأحب إلى الله.
ثمَّ إنَّ من حسن الخلق ما هو واجب محتم يأثم تاركه، وذلك كالعدل، وكف الأذى، وأداء الحقوق الواجبة، وهذه النوافل مستحبَّة مرغب فيها، والفرض أهم منَ النفل، وأعظم في الأجر، ولأهميته وعظيم أثره جعله الله فرضًا، ثمَّ بيَّن أنَّ خير النَّاس وأفضلهم، هو خيرهم لأهلِه.
وفي حديث آخر، عَنْ عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : (خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي)[76].
وهذه شهادة مَن لا ينطق عن الهوى ووسام فخر يعلق على من كانت هذه صفته، وتاج كرامة يوضع على رأسه، وهو علامة بينة يعرف من خلالها مقدار خيرية الإنسان، ومكانته عند ربه.

وقد خصَّ الأهل بالذِّكْر هنا؛ لأنَّ حقهم على الإنسان أكبر وأعظم، وملابسته لهم أكثر وأدوم، وحاجته إلى معاملتهم بالحسنى أوْكد وألزم، وليس هذا خاصًّا بهم، بل هو عام لكل أحد، فخير الناس وأفضلهم هو أحسنهم خلقًا،
 فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : (لم يكنْ رسول الله فاحشًا ولا متفحِّشًا، وإنَّه كان يقول: إن خيارَكم أحاسنكم أخلاقًا)[77].
قال العلاَّمة الشوكاني[78]: قوله: (وخياركم خياركم لنسائهم)، وكذلك قوله في الحديث الآخر: (خيرُكم خيركم لأهله) ،
في ذلك تنبيهٌ على أن أعلى الناس رتبة في الخير، وأحقهم بالاتصاف به هو مَن كان خير الناس لأهله، فإنَّ الأهل هم الأحقَّاء بالبِشْر وحسن الخلق والإحسان وجلْب النفع ودفع الضر، فإذا كان الرَّجل كذلك فهو خير الناس، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر.
وكثيرًا ما يقع الناس في هذه الورطة، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقًا، وأشحَّهم نفسًا، وأقلهم خيرًا، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته، وانبسطت أخلاقه، وجادت نفسه، وكثر خيره، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق، زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة.
وبالإضافة لما سبق، فإنَّ حسن الخلق سبب لمحبَّة الخلق، وبسط الرزق، وزيادة العمر، والبركة في الأوقات، والذكر الحسن في الحياة وبعد الممات.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (صلة الرَّحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمِّران الديار، ويزيدان في الأعمار)[79]،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي يقول: (مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)[80].
وأما أثره في كسب محبة الناس واحترامهم، واستدرار مودتهم وتقديرهم، والوقاية من ظلمهم وعدوانهم، بل وتحويل العدو الكاشح منهم إلى صديق حميم، فأمر لا يختلف عليه اثنان، ولا يخفى على ذي عينين، ويكفي في الدلالة على ذلك قول الحق تبارك وتعالى : {وَلا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[81].
فإذا كان هذا هو أثر حسن الخلق مع العدو المبغض، فكيف إذًا سيكون أثره في الصديق المحب ؟!
فمَن كان ذا خُلق كريم، مع نيَّة صالحة، وقصدٍ حسن، فقد وُفِّق لخيرَيِ الدنيا والآخرةِ، وفاز بمحبة الله تعالى ومحبة عباده، وكان هذا دليلاً على سداده وكمال عقله، ورفعة منزلته وسمو نفسه، وكان له قصب السبق، ولسان الصدق، وكان أهلاً للمدح والثناء، والمثوبة وحسن الجزاء.
ولأجل هذا كله؛ كان النبي وهو الذي شهد له ربُّه بحُسن الخلق - يدعو ربَّه بأن يوفقه للمزيد من هذا الخير ويعينه عليه، ولولا أنه مما يحبه الله تعالى ويقرِّب إليه، لما دعا بالمزيد منه.
ومن ذلك قوله : (اللهم كما حسَّنت خَلْقي فحسِّن خُلُقي) [82]، وقوله: (اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرفْ عني سيئَ الأخلاق والأعمال، لا يصرف عني سيِّئها إلا أنت) [83].
وكان - أيضًا - يدعو ربه بأن يعيذه من سيئ الأخلاق، ومنكرات الأعمال، فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأعمال والأخلاق، والأهواء والأدواء) [84].
وإذا كان يفعل هذا وهو أحسنُ النَّاس خُلقًا، فغيرُه إلى هذا الدُّعاء أحوج، والإكْثار منه في حقِّهم أوكد.
وهذا الدُّعاء منه يدلُّ على أنَّ حسن الخلق، وإن كان أصله فطريًّا غريزيًّا، وجبلَّة يطبع اللهُ عليْها مَن يشاء مِن عباده، إلاَّ أنَّه يمكن اكتسابُه وتحصيله، بإدراك أهمِّيته والحرص عليه، وممارسته وترْويض النَّفس عليه، والإلحاح على الله تعالى بطلبه والظفر به.
ويؤكِّد على أنَّ حسن الخلق منه ما هو طبعٌ جبلي، ومنه ما هو تطبُّع كسبي - قولُ النبي لأشجِّ عبدالقيس[85]: (إنَّ فِيكَ خلَّتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ والأَنَاةُ) [86]، قال: يا رسول الله أنا أتَخَلَّقُ بهما أمِ اللهُ جَبَلَنِي عليهما؟ قال : (بل اللهُ جَبَلَكَ عليهما)، قال: الحمد الله الذي جَبَلَنِي على خلَّتين يُحِبُّهُمَا اللهُ ورسوله.
وفي رواية: قال: يا رسولَ الله، قديمًا كانا فيَّ أو حديثًا؟ قال: (قديمًا)، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما[87].
فدلَّ الحديث على أن حُسن الخلق منه ما هو غريزي، وطبع كامن في النفس، وهو أحسنه وأكمله، وأيسره على صاحبه، ومنه ما هو كسبي يحصل بالترويض والمجاهدة، والإلحاح بالدعاء، وحسن الاقتداء.
قال ابن حجر: "فترديدُه السؤال، وتقريرُه عليه، يُشعِر بأنَّ في الخلق ما هو جبلي، وما هو مكتسَب"[88].
وقال النَّووي : "وحكى الطبري خلافًا للسلف في حسن الخلق: هل هو غريزة أم مكتسب؟ قال القاضي: والصَّحيح أن منه ما هو غريزة، ومنه ما يكتسب بالتخلُّق والاقتداء بغيره"[89].
ونقل ابنُ حجرٍ عنِ القُرْطبي قولَه: "الخلق جبلَّة في نوع الإنسان، وهم في ذلك متفاوتون، فمَن غلب عليه شيءٌ منها، إن كان محمودًا، وإلا فهو مأمور بالمجاهدة فيه، حتى يصير محمودًا، وكذا إن كان ضعيفًا، فيرتاض صاحبه حتَّى يقوى"[90].
ويدلُّ كذلك على أنَّ حسن الخلق يمكن اكتسابُه،
قولُ النبي : (إنما بُعثتُ لأتمِّمَ صالح الأخلاق)، وفي رواية: (مكارم الأخلاق)[91].
فلو كان حسن الخلق غريزيًّا فقط، لما كان لسعيه لإتمام صالح الأخلاق معنًى، كيف وقد بعث في قومٍ كانت لهم أخلاق فاسدة، وعادات جاهلية منكرة، من شرب الخمر، ومقارفة الزنا، والإسراف في القتل، ونكاح زوجة الأب، والجمع بين الأختين، ونكاح الاستبضاع، وحرمان الإناث من الميراث، وإعانة القرابة على الظلم والعدوان بدافع العصبية وحَميَّة الجاهلية، وغير ذلك من الأخلاق والعادات الفاسدة، فما زال يرقِّيهم في مصاعد الكمال، ويربِّيهم على محاسن الأخلاق والأعمال، وكريم الشمائل والخصال، حتى بلغوا الغاية في ذلك، وصاروا مثالاً يحتذى في الاستقامة وحسن الخلق.
وكان يقول: (إنَّما العِلْم بالتعلُّم، وإنَّما الحِلْم بالتحلُّم، ومَن يتحرَّ الخير يُعطَه، ومن يتَّقِ الشَّرَّ يوقَه)[92].
فكما أنَّ العلم يَحتاج في تحصيله إلى صبرٍ ومُجاهدة، فكذلك الأخلاق الحسنة يحتاج في كسبها إلى لجم النفس عن أهوائها، وحملها على ما يَجمُل بها ويزينها، من أنواع الأخلاق الفاضلة، والصفات الكريمة العالية، ولكل مجتهد نصيب، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ}[93].

ـــــــــــــــــــ
[48] رواه الترمذي (2004)، وابن ماجه (4246)، وأحمد (9085)، وابن حبان (476)، والحاكم (7919)، وقال: صحيح الإسناد، وصححه الترمذي.
[49] الزعيم: الضامن.
[50] قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" قال في "النهاية": هو بفتح الباء ما حولها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن، وتحت القلاع. انتهى، وقال القاري في "المرقاة": أي: نواحيها وجوانبها من داخلها ولا من خارجها، وأمَّا قول الشارح: هو ما حولها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي حول المدن وتحت القلاع، فهو صريح اللغة؛ لكنَّه غير صحيح المعنى، فإنه خلاف المنقول، ويؤدِّي إلى المنزلة بين المنزلتين حسًّا كما قاله المعتزلة معنى.
[51] المراء: الجدال.
[52] رواه أبو داود (4800)، والترمذي (1993)، والنسائي (3133)، وابن ماجه (51)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20965)، والطبراني في "المعجم الصغير" (805)، و"الأوسط" (882)، و"الكبير" (7488)، وصححه ابن حبان: (4619)، وحسنه التِّرمذي.
[53] "إحياء علوم الدين" 3/114.
[54] رواه مسلم (2865).
[55] رواه التِّرمذي (2488)، وأحمد (3938)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20595)، وأبو يعلى (1853)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10652)، وابن حبان (469، 470)، والحاكم (435)، وصححه، وحسنه الترمذي.
[56] شرح النووي على صحيح مسلم 17/199.
[57] رواه مسلم (2865).
[58] المصدر السابق: 17/199.
[59] قال النَّووي في "شرح صحيح مسلم" 17/199: "هي في أكثر النسخ: (أو الكذب) بـ(أو)، وفى بعضها والكذب بـ (الواو)، والأول هو المشهور في نسخ بلادنا، وقال القاضي: روايتنا عن جميع شيوخنا بـ (الواو)، إلاَّ ابن أبى جعفر عن الطبري فبـ (أو)، وقال بعض الشيوخ: ولعلَّه الصواب، وبه تكون المذكورات خمسة.
[60] المصدر السابق: 17/200.
[61] رواه أحمد (6615)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8262)، والحاكم (270، 1200)، وقال: هذا حديث صحيح، قلتُ: وللحديث شاهدٌ من حديث أبي مالك الأشعري، رواه أحمد (22956)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3466، 3467)، وابن حبان (509)، وشاهد آخر من حديث علي، رواه الترمذي (2527، 1984)، وأحمد (1337)، وأبو يعلى (428، 438)، وحَسَّنَه الألباني في صحيح "سنن الترمذي" (2051).
[62] رواه الترمذي (2485)، وابن ماجه (1334، 3251)، وأحمد (23835)، والدارمي (1460، 2632)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4422)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4510)، والحاكم (4283)، وصححه. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح "سنن الترمذي" (2019).
[63] رواه البخاري (12)، ومسلم (39).
[64] قال ابن حجر في "الفتح" 1/55: "والتقدير الثاني أوْلى، ويؤيِّده رواية مسلم: أي المسلمين أفضل؟".
[65] رواه أبو داود (4798)، ومالك (1607)، وأحمد (24400، 24639، 7052)، (6648، 25057، 25578)، وأبو يعلى (4166)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7709)، وابن حبان (480)، والحاكم (199، 200)، وصححه.
[66] رواه أبو داود (4799)، والترمذي (2002)، وأحمد (27536، 27557)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20587)، والطبراني في "المعجم الكبير" (653)، و"الصغير" (550)، وابن حبان (5693، 5965)، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[67] رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (5928)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20570)، والحاكم (151، 152)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناديْن جميعًا، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1797)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (1378، 1627)، وذكر له شواهد عديدة، منها حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ: ((إن الله كريم يحب الكرماء، جواد يحب الجَوَدة، يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها)).
[68] رواه أحمد (6652)، والحاكم (7876)، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/365، رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة.
[69] رواه أحمد (7035)، وابن حبان (485).
[70] رواه الترمذي (2015)، وحسنه، وللحديث شواهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، وأبي هريرة، وعبدالله بن عمرو، - رضي الله عنهم.
[71] انظر: "سنن الترمذي" 4/370، و"رياض الصالحين" ص264، وتعليقات ابن القيم على "تهذيب السنن".
[72] رواه أحمد 4/278، والطبراني في "الأوسط" (6380)، وابن حبان (486)، والحاكم (8214)، وصححه، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/24: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (177)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (432).
[73] رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (13646)، و"المعجم الأوسط" (6036)، و"المعجم الصغير" (861)، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" ص80، وحَسَّنَه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (174)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (903).
[74] رواه أحمد (20863)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2072)، وأبو يعلى (7486)، وابن أبي شيبة (25316)، وقال ابن حجر في "الفتح" (10/458): "رواه أحمد بسند رجاله ثقات، وكذا قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/275).
[75] رواه أبو داود (4682)، والترمذي (1162)، وأحمد (7396، 10110، 10829)، والدرامي (2792)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20572)، وابن حبان (479، 4176)، والحاكم (1، 2)، وصححه، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[76] رواه الترمذي (3895)، وابن ماجه (1977)، والدارمي (2260)، وابن حبان (4177)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[77] رواه البخاري (5688)، ومسلم (4285).
[78] نيل الأوطار 7/406.
[79] رواه أحمد (24098)، وقال ابن حجر في الفتح 10/415، ورجاله ثقات، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (3661)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (518).
[80] رواه البخاري (1961)، ومسلم (2557).
[81] سورة فصلت؛ الآيتان: 34 - 35.
[82] رواه أحمد (3823، 24437، 25262)، وأبو يعلى (5075، 5181)، والطيالسي (374)، وابن حبان (959)، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/275: رواه أحمد، ورواته ثقات، وحسنه السيوطي في "الجامع الصغير" (1485)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1318).
[83] رواه مسلم (771).
[84] رواه الترمذي (3591)، وابن أبي شيبة (29594)، وابن حبان (960)، والحاكم (1949)، وقال: صحيح الإسناد، وحسنه الترمذي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1309).
[85] قال النووي في "شرحه على صحيح مسلم" 1/189: "أما الأشج، فاسمه المنذر بن عائذ - بالذال المعجمة - العَصَري - بفتح العين والصاد المهملتين - هذا هو الصحيح المشهور الذي قاله ابن عبدالبر والأكثرون".
[86] الحلم: العقل، وأما الأناة، فهي التثبت وترك العجلة؛ قاله النووي في "شرح صحيح مسلم" 1/189.
[87] رواه مسلم (17)، وأبو داود (5225)، والترمذي (2011)، وابن ماجه (4188)، وأحمد (17862).
[88] "فتح الباري" 10/459.
[89] "شرح النووي على صحيح مسلم" 15/27.
[90] "فتح الباري" 10/459، وانظر نحوه في "غذاء الألباب" 1/368.
[91] رواه مالك (1609)، وأحمد (8939)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (20571، 10572)، والحاكم (4221)، وقال: هذا حديث صحيح، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (2345)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (45).
[92] رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2663)، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (2324)، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (342).
[93] سورة المطففين، الآية: 26.
تاريخ الاضافة: 04/11/2010
طباعة