هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم بالرد على قرارهولندا منع دخول وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إلى أراضيها بمنع السياسيين والدبلوماسيين الهولنديين من دخول تركيا، وذلك بعدما سحبت هولندا ترخيص هبوط طائرة أوغلو الذي كان يعتزم المشاركة في تجمع بمدينة روتردام دعما للاستفتاء الدستوري في تركيا.

ووصف أردوغان في خطاب له في إسطنبول هولندا بأنها من بقايا النازية والفاشية

غرد النص عبر تويتر

وبأنها تدعم المنظمات الإرهابية على حد قوله، وذلك بعدما سحبت الحكومة الهولندية التصريح بهبوط طائرة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.

إفشال الاستفتاء
وقال أردوغان إن "الشعب التركي سيفسد مساعي إفشال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي وصفه بالتاريخي" وتعتزم سلطات أنقرة تنظيم استفتاء يوم 177 أبريل/نيسان المقبل على التعديلات التي تنقل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي.

ومن جانبه، وصف محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء قرار منع هبوط طائرة أوغلو بالفاشي البحت، مضيفا أنه يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.

وكان وزير خارجية تركيا قد أكد أنه سيبقي على زيارته المقررة لهولندا رغم معارضة أمستردام ومنعها  تجمعا مؤيدا للرئيس أردوغان كان مقررا أن يشارك فيه أوغلو. وحذر الوزير من أن بلاده سترد بعقوبات اقتصادية وسياسية وصفها بالقاسية إذا منعته هولندا من السفر إلى روتردام.

احتجاج رسمي
وقال مراسل الجزيرة بأنقرة المعتز بالله حسن إن السلطات التركية تؤكد أن منع هولندا هبوط طائرة أوغلو لن يمر دون عقاب، وأضاف أن الخارجية استدعت القائم بأعمال السفارة الهولندية وسيعقد اجتماع في مقرها بهذا الشأن لإبلاغه باحتجاج السلطات على منع طائرة الوزير.

 

وأضاف المراسل أن حادثا مشابها وقعت في ألمانيا، إذ منعت سلطات برلين عقد تجمع للأتراك كان سيشارك فيه وزير الخارجية التركي.

وقال أيضا إن وزيرة العائلة والسياسة الاجتماعية التركية فاطمة بتول سايان كايا ستذهب إلى هولندا برا عن طريق ألمانيا للتحدث إلى الجالية التركية بهولندا بشأن الاستفتاء، بينما ذكرت مصادر في الخارجية التركية للجزيرة أن أوغلو كان يعتزم الحديث داخل القنصلية في روتردام.

ويقول المسؤولون الأتراك إن بعض الدول الغربية مثل ألمانيا وهولندا تدعم المعسكر الرافض للتعديلات الدستورية في الاستفتاء المقبل.

دواعي المنع
وكانت وكالة الأنباء الهولندية قد أفادت في وقت سابق أن أمستردام رفضت السماح بهبوط طائرة أوغلو. وأوضح بيان للحكومة أنها سحبت حقوق هبوط الطائرة لـ "دواعي الأمن والنظام العام" وسبق لمسؤولين أن صرحوا بأن بلادهم لا تسمح لحكوميين أجانب بالقيام بدعاية انتخابية على أراضيها.

وقال مراسل الجزيرة بمدينة روتردام محمد البقالي إن العلاقات وصلت إلى حد غير مسبوق من التوتر بين أمستردام وأنقرة، وذكر بيان الحكومة الهولندية أن سحب الترخيص جاء بعد التهديدات التي أطلقها أوغلو بفرض عقوبات على هولندا إذا منعت زيارته.

وأضاف البيان الهولندي أنه في ظل هذه التهديدات لم يعد هناك مجال للبحث عن حل عقلاني للأزمة، وأشارت الحكومة إلى أنها حاولت التوصل لمخرج مع السلطات التركية بشأن مشاركة وزير خارجيتها في تجمع لدعم الاستفتاء الدستوري عن طريق نقل التجمع الكبير إلى مكان مغلق مثل القنصلية التركية في روتردام، وهو ما رفضته أنقرة.

وغرد زعيم حزب الحريات اليميني المتطرف في هولندا خيرت فيلدز في تويتر مشيدا بقرار أمستردام سحب ترخيص هبوط طائرة أوغلو، وقال إنه قرار صائب. وأضاف أن حكومة بلاده استجابت للضغوط التي مارسها حزبه عليها.