وصل أكثر من ثلاثمئة جندي من قوات المارينز الأميركية اليوم الاثنين إلى النرويج لتصبح أول قوة أجنبية تتمركز في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، ويأتي ذلك بعد نزول قوات أميركية مماثلة في بولندا.

 

ونزل 330 جنديا من المارينز اليوم الاثنين قادمين من ولاية نورث كاليفورنيا في مطار فارنس القريب من مدينة تروندهايم التي تعد ثالث أكبر مدينة فيالنرويج، وتبعد نحو 1500 كلم عن الحدود الروسية.

 

وفقا للمتحدث باسم الجيش النرويجي، فإن القوات الأميركية ستبقى لمدة عام، وستشارك في مناورات عسكرية شتوية شمالي البلاد، وكذلك في مناورات أخرى أثناء الربيع بمشاركة جنود بريطانيين، كما ستتولى تدريب الجنود النرويجيين لمدة ستة أشهر.

 

وتعد هذه المرة الأولى التي تسمح فيها النرويج بنشر جنود أجانب على أراضيها، وذلك منذ انضمامها لعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 19499.

 

ونفت مصادر من وزارة الدفاع النرويجية لوكالة رويترز أي علاقة بين العملية وحالة التوتر بين روسيا وحلف الناتو، لكن وصول القوات الأميركية يتزامن مع إرسال واشنطن الأسبوع الماضي نحو 27000 جندي  إلى بولندا.

 

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو لا تفهم قرار  النرويج رغم عدم وجود أي مشكلة بين البلدين ورغم تصريحات لمسؤولين نرويجيين أنه لا يوجد اي تهديد من قبل روسيا، على حد قولها.

 

وانتقد الكرملين الأسبوع الماضي تعزيز الحلف قواته في بولندا، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف  "نعتبر هذا تهديدا لنا، نتحدث هنا عن دولة ثالثة تعزز وجودها العسكري في أوروبا قرب حدودنا".

واستقبلت بولندا الخميس الماضي نحو 2700 من الجنود الأميركيين بالإضافة إلى دبابات ومعدات ثقيلة في إطار عملية مقررة لحلف الناتو لزيادة قواته في الدول الأعضاء بشرق أوروبا.
 
وتعد هذه أكبر تعزيزات عسكرية أميركية في أوروبا منذ عقود، وتأتي في إطار عملية تهدف إلى أن تظهر واشنطن لموسكو التزامها تجاه حلفائها، وفق الكولونيل بالجيش الأميركي كريستوفر آر نوري، وهو قائد مجموعة القتال بالفرقة الثالثة المدرعة.

وطلبت بولندا والجمهوريات السوفياتية السابقة بمنطقة البلطيق نشر قوات أميركية وقوات من حلف الناتو بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 خشية أن يقوم الرئيس فلاديمير بوتين بمزيد من العمليات العسكرية في المنطقة، وفق تقديراتها.