موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ( مهمة الــداعيــة في الأحـــداث الجـاريــة )
اسم المقالة : ( مهمة الــداعيــة في الأحـــداث الجـاريــة )
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ومن الفتن ما ظهر منها ومابطن
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آل بيته وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعـــــــــــد
إن على الداعية الفقيه وطالب العلم الذي تأصل بتأصيل الشرع وتربى على منهج النبوى عليه أن يعلم بأنه في المحن والشدائد الناس إليه أحوج حتى يقوم المعوج ويعلم العالم ويفهم الجاهل لياخذ بأيدهم من الهلاك إلى الأمان لأنهم هم صمام الأمان والأمانة لهذه الأمة .
قال تعالى: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) آل عمران/18 .
وقال تعالى: ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ) فاطر/28 .
وقال تعالى: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) الزمر/9 .
وقال تعالى: ( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم ) الحج/54 .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه أخرجه البخاري/69 .
والأمة تحتاج إلى العلماء في كل زمان ومكان وأمة بلا علم ولا علماء تعيش في الأوهام وتتخبط في الظلمات .
الداعية والأحداث الجارية
إن ما جرى في ( تونس الخضراء ) وما يجري في ( مصرالكنانة ) من أحداث وما سوف يجري من محن أو أزمات يلزم طالب العلم والداعية أن يكون مواكبا لما يجري حوله حاملا هموم أمته مبينا لهم وناصحا ومرشدا حكيما من أجل أن تمر تلك الأزمات بسلام دون إضرار أو إفساد مبينا الحكم الشرعي والحل الديني في هذه المحن لتجنب الفتن والهلاك .
فعلى الداعية أن يتواجد حين يقر الشرع بمكان تواجده وأن يتكلم بما يلزمه الشرع أنه يبينه وأن يكون قوله موافق عمله . فأنا للداعي إلى الله وهو يعلم بأن المظاهرات مظهر من مظاهر الخروج على الحكام وأولياء الأمور ثم يتواجد بين المتظاهرين ليساند تلك المظاهرات
أو ليظهر في الفضائيات دون أن يبين للناس حكم هذه الأفعال أو أن يكون ناصحا لهم ومبينا حكم التجمهر وما فيه من مفاسد وأنه ليس من منهج أهل السنة بل هو من فعل الخوارج حتى لو كانوا أولياء الأمور ظلمه وجائرين أو حتى على كفر مبين ، وأن أهل السنة أجمعوا على أن أنكار المنكر على (أولياء الأمور والحكام ) يكون بالقول أو بالقلب ولا يجوز أن يكون باليد وهذا ما سوف أبينه بالتفصيل في موضوع خاص (ضوابط وشبهات الخروج على الأحكام ) . ولكن الذي يهمنا جميعا هو إنقاذ الأمة من الضياع والمهلكات وحماية الناس من المنكر والأنزلاق في المخالفات ( والغاية لا تبرر الوسيلة ) .
إقرارالإسلام لحقوق الأنسان
إن الشرع الحنيف يقر بالحقوق (حاكم ومحكوم ) صغير أو كبير رجل أو امرأة مسلم أو غير مسلم ولكن في إطار الأدب الشرعي وبالمظهر الحضاري وبالوسيلة الراقية دون فساد أو إفساد والأصل في الشرع بأن ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) .
فلا أحد عاقل حاذق عادل ينكر مطالب الأمم والشعوب في أن تعيش في أمن وسعاده ورخاء واستقرار ولكن المعول عليه الطريقة التي يطالب بها المحكومين من الحاكم بإيصال الحقوق فلا يصح أن تكون طريقة مخالفة للشرع أو ناتج عنها ضررأو فساد أو تأدي إلى منكر أكبر
أوتكون منهاضة للعرف الصحيح أوالعقل السليم أوالمنطق القويم .
هذا. والله أعلم
ونسأل الله أن يلهم هذه الأمة رشادها ورشدها
وأن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأن يردها إلى الإسلام ردا جميلا حكام ومحكومين .
أنه ولي ذلك والقادر عليه
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تاريخ الاضافة: 02/02/2011
طباعة