موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || هل يُصبح ترامب رئيس أمريكا القادم؟!
اسم المقالة : هل يُصبح ترامب رئيس أمريكا القادم؟!
كاتب المقالة : صحيفة: جارديان guardian


بقلم: بن جاكوبس Ben Jacobs

ترجمة: أحمد سامي

 

مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية يعتقد الكثير من المتابعين للسباق الانتخابي أن موقف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب صار هشّاً للغاية, وما دفع لهذا الاعتقاد هو أن الرجُل قام خلال الأسابيع القليلة الماضية بتغيير مساعديه في الحملة الانتخابية فضلاً عن التخبُط في تصريحاته حول قضية الهجرة إلى أمريكا, ويقول مراقبون أن ترامب يقبع خلف مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون فيما يخص جمع التبرعات لحملته الرئاسية وكذا في استطلاعات الرأي.

وعلى الرغم من ذلك فإن ترامب يملك ممراً ضيقاً يمكنه النفاذ منه ليفوز في الانتخابات القادمة, لكن نجاح ترامب في المرور من ذلك الممر يعتمد على العثرات التي من الممكن أن تتعرض لها منافسته اللدود هيلاري كلينتون بنفس القدر الذي يعتمد على أداء ترامب ذاته خلال الفترة المقبلة ومدى قُدرة الرجُل على فرض نفسه كمنافس شرِس لمرشحة الحزب الديمقراطي.

ويقول مراقبون أن التغيُر الأبرز فيما يخُص حملة دونالد ترامب تمثّل في قيامه باستبدال مدير حملته الانتخابية "بول مانافورت" "Paul Manafort" باثنين آخرين هما السيدة "بولستر كيليان كونواي" pollster Kellyanne Conway"" والسيد "ستيف بانون" "Steve Bannon", والحقيقة أن ترامب قام بتنحية "مانافورت" من رئاسة الحملة الانتخابية بسبب تقارير تحدثت عن وجود صلات بين "مانافورت" وعناصر محسوبة على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

ويعتبر "بول مانافورت" من أبرز رؤساء الحملات الانتخابية بالحزب الجمهوري منذ العام 1976 وحتى الآن, كما أن الرجل يمتلك الكثير من الكاريزما التي مكنته من الإطاحة بالرئيس السابق لحملة ترامب "كوري ليفاندوفسكي" Corey Lewandowski"", والغريب حقاً أن مانافورت لا يصحب ترامب في جولاته الخارجية عكس سابقه "ليفاندوفسكي", ومما لا شك فيه أن التغييرات المستمرة في أعضاء حملة ترامب وكذا الصراعات السياسية داخل الحملة أضرّت كثيراً بالمرشح الجمهوري.

والحقيقة أن انضمام السيدة "بولستر كيليان كونواي" لحملة المرشح الجمهوري انعكس بالإيجاب على أداء الرجُل, فقد استعان من يومها بمُلقِن لمعاونته أثناء إلقاء الخُطب كما أن ترامب تخّلى أخيراً عن سياسة الارتجال التي أوقعته بمشكلات عديدة.

وخلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت نبرة ترامب التحريضية ضد سياسة استقبال المهاجرين, وتجلّت تلك النبرة بشِدة خلال إحدى خُطب ترامب حين قام بذكر أسماء ضحايا من الشعب الأمريكي قُتِلوا على يد أشخاص كانوا قد دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية, ودائماً ما يقوم ترامب بالهجوم على سياسة فتح باب الهجرة ليس لأسباب إنسانية أو اقتصادية كما يقول وإنما من أجل حماية الشعب الأمريكي.

وعلى صعيد السباق الانتخابي قد أوضحت أخر استطلاعات الرأي أن 19% فقط من ذوي البشرة البيضاء يؤيدون ترامب رئيساً للولايات المتحدة على الرغم من أن مرشح الحزب الجمهوري "جورج بوش الإبن" فاز بتأييد 44% من أصوات ذوي البشرة البيضاء خلال استطلاع للرأي جرى في العام 2004, كما أن الغالبية من السود لا يؤيدون دونالد ترامب, وقد بات على الرجُل جذب المزيد من أصوات الناخبين من ذوي البشرة البيضاء من أجل إحداث توازُن ما في الفترة المقبلة, وما يجعل المرشح الجمهوري مطمئناً إلى حد ما هو فوزه بتأييد المواطنين من أصل لاتيني في غالبية استطلاعات الرأي التي أُجريت حتى الآن.

وكما قلنا سلفاً فإن تعثُر مرشحة الحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية سيكون أحد أهم أسباب انطلاق ترامب نحو الفوز بالرئاسة, وليس أدّل على ذلك من قيام الكونجرس الأمريكي بمنع هيلاري كلينتون من الاطلاع على معلومات سرية يحق لمُرشحي الرئاسة الأمريكية الاطلاع عليها, وقد جاء قرار الكونجرس عقب تقارير تفيد بقيام كلينتون باستخدام بريدها الشخصي لعمل مخاطبات سرية حين كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية.

والأهم أن أحدث استطلاعات الرأي أكّدت أن 68% من الشعب الأمريكي لا يثقون بمرشحة الحزب الديمقراطي خاصة بعد فضيحة "البريد الإلكتروني", وعلى االرغم من أن حملة ترامب لا تتمتع بالتنظيم والإدارة الجيدة التي تتمتع بها منافسته هيلاري كلينتون إلا أن باستطاعة ترامب قلب الطاولة والفوز بالانتخابات القادمة ليصبح أول مُرشح مغمور يفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

 

رابط المقال:

https://www.theguardian.com/us-news/2016/sep/05/donald-trump-final-stretch-labor-day


تاريخ الاضافة: 22/09/2016
طباعة