موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نظرة تاريخية في الأحداث التركية ( 1 )
اسم المقالة : نظرة تاريخية في الأحداث التركية ( 1 )
كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر

إنً الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنً لا إله إلا الله وحده لاشرك له ، وأنً محمد عبده ورسوله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gifوعلى آله وسلم تسليماً.

وأشهد بأن دين الإسلام هو المهيمن على باقي الشرائع وكتاب القرآن ناسخ لباقي الكتب والصحائف شهادة أقابل بها ربي يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.

http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif

أما بعـــــــد

إنً ما سطره الشعب التركي الآبي من دحر الانقلاب العسكري العلماني ، يجعلنا أن نحترم ونفتخر بهذا الصنيع ويرجع بنا إلى ذكريات العزة والكرامة ودولة القائد محمد الفاتح والسلطان عبد الحميد رحمهما الله. وإن التاريخ سوف يَذكر لهم هذه الملحمة البطولية من أجل الحفاظ على الحرية والعدالة الاجتماعية وعدم العودة إلى حكم العسكر العلماني احفاد الكافر كمال أتترك عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وحتى نعلم الفرق بين ماضي العزة والكرامة في زمن (محمد الفاتح والسلطان عبد الحميد) ، وماضي الكفر والخذلان في زمن ( كمال أتترك ) ، ونترجم ملحمة الشعب التركي في صده للانقلاب بهذا الشموخ والبطولة. علينا أن نستعرض في عجالة من ذاكرة التاريخ ماضي الشعب التركي الآبي.

http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif

القائد محمد الفاتح

السلطان محمد الثاني الفاتح (بالتركية العثمانية : فاتح سلطان محمد خان ثانى؛ والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم "Mahomet I"، وهو ذات اللفظ الذي كان الأوربيون يلفظون به اسم نبينا  هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب، إلى جانب "الفاتح، بأبي الفتوح وأبو الخيرات "، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه.] حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للدولة العثمانية.يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة،وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك").تابع السلطان محمد فتوحاته في آسيا، فوحّد ممالك الأناضول، وتوغّل في أوروباحتى بلغراد. من أبرز أعماله الإدارية دمجه للإدارات البيزنطية القديمة في جسم الدولة العثمانية المتوسعة آنذاك. يُلاحظ أن محمد الثاني لم يكن أول حاكم تركي للقسطنطينية، فقد كان أحد الأباطرة الروم السابقين، والمدعو "ليون الرابع"  من أصول خزرية، وهؤلاء قوم من الترك شبه رحّل كانوا يقطنون سهول شمال القوقاز. كان محمد الثاني عالي الثقافة ومحبًا للعلم والعلماء، وقد تكلّم عدداً من اللغات إلى جانب اللغة التركية، وهي: الفرنسية، اللاتينية، اليونانية، الصربية، الفارسية، العربية، والعبرية.

http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif

السلطان عبد الحميد الثاني

السلطان عبد الحميد هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية, تولى عرش الدولة وهو في الرابعة والثلاثين من عمره, وقد نشأ يتيم الأم, وتولت رعايته زوجة أبيه وكانت امرأة صالحة ذات دين وعفاف فأثرت على نفسية وشخصية عبد الحميد, فنشأ في بيئة صالحة وتربى على أن يكون من القادة والزعماء الكبار, فتعلم الفروسية والعلوم الشرعية والعلمية, وقد ظهرت بجانبه منذ الصغر خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة ومتابعة الأحوال الخارجية.

استفاد عبد الحميد كثيرًا من عمه السلطان عبد العزيز الذي كان المثل والقدوة لعبد الحميد, ولقد قتل عبد العزيز على يد بعض المتآمرين والحاقدين على الخلافة العثمانية قبل تولي عبد الحميد لمقاليد الأمور, وكانت رحلة عبد الحميد إلى أوروبا برفقة عمه السلطان عبد العزيز ذات أثر بالغ في تكوين الرؤية الواقعية لمستقبل الحكم العثماني في عهد عبد الحميد.

استلم السلطان عبد الحميد الحكم في 11 شعبان 1293هـ / 31 أغسطس 1876م في وقت عصيب وحاسم من حياة الأمة الإسلامية عامة والدولة العثمانية خاصة فقد أحدقت بها الأخطار من الداخل والخارج، واجتمعت عليها عوامل الهدم وكانت الدولة العثمانية أشبه ما يكون بسفينة قديمة بالية تبحر في عرض بحر هائج متلاطم الأمواج تعبث بها العواصف من هنا وهناك, ولكن عبد الحميد كان رجل الساعة وفارس الميدان جابه الجميع بكل شجاعة

 سقوط الخلافة وبداية العلمانيين

يعد عام 1908 م / 1326 هـ عامًا حزينًا في ضمير كل مسلم غيور ؛لأنه عام تهدمت فيه حقيقة الخلافة الإسلامية المتمثلة بالخلافة العثمانية،

آخر،وقد كانت الصهيونية وراء هذا الهدم وذلك لأن السلطان (عبدالحميد)رفض أن يحقق أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلافة،وكان هؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية ومنهم (مدحت باشا)الصدر الأعظم وهو ابن حاخام مجري !! كما كان منهم جمهرة الصحفيين الذين كانوا يغطون تطور الأحداث بقلم مزيف الوقائع،ويظهر للناس أن عبدالحميد مستبد ظالم زيرنساء،وقد تابعهم للأسف كثير من المؤرخين المسلمين.

http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif

من أسباب سقط الخلافة

1ـ الجمعيات والأحزاب السّرية : ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلاد العثمانية بعد الاضطهاد في الأندلس ونظموا أنفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد بإعلانهم الإسلام ظاهرياً ، فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الأخلاق والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف إلى قلب نظام الحكم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والابتعاد بالدولة شيئاً عن جادة الإسلام الصحيح . قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد،تحت أسماء مختلفة أهمها حركة تركيا الفتاة،وحركت حزب الاتحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب العسكري في استابول،وعرفت باسم جمعية الاتحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية السرية كثيرًا من الأنصار،وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة،واتخذوا من جنيف مركزًا لقيادة الجمعية،وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان.
وهذا الحزب : حزب الاتحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلاد في حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على الانخراط في الحرب العالمية الأولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم الانحراف ، وتبنوا الأفكار التي فرقت بين أبناء الدولة المسلمين وكانت الماسونية بالطبع من وراء تلك الجمعيات السّرية تحيك الدسائس والمؤامرات وتقيل عثراتها وتدعم قادتها .
.كما لا يخفى أخيراً الأزمة الاقتصادية الأوروبية ودورها في القرنين العاشر والحادي عشر والتي نجمت عن تزايد السكان الكبير الحاصل آنذاك .
ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة،وخاصة في سالونيك ،باسم الوطن والحرية ، تتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي، لمعارضة الحكومة العثمانية، وتمكنت هذه الجمعيات أخيرًا من الثورة سنة 1326 هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد 1327 هـ ( وكانت البداية لهذا الاقتراح من مصطفى كمال، فقد بدأ بتهديد ووعيد وبهدم الخلافة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لأول مرة في تاريخ الإسلام فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م:نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)
ـ وما أشبه الليلة بالبارحة ، وما أكثر ذيول أتاتورك في بني جلدتنا.وسرت في العالم الإسلامي الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة الإسلام بالحياة وأصبحنا نلتقي ونسمع يوميًا بكثير من المثقفين المسلمين يُقرِّون هذا الفعل أو يشككون في بعض معطيات الإسلام،أو يعتقدون أن بعضها لا يناسب مدينة القرن العشرين.

2ـ الجمعيات الماسونية: للماسونية دور كبير في الترتيب لهدم الخلافة،تقول دائرة المعارف الماسونية(إن الانقلاب التركي الذي قام به الأخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد الأمة فقد أبطل السلطنة وألغى الخلافة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة الإسلام.أليس هذا الإصلاح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمة ناهضة فمن يماثل أتاتورك من رجالات الماسون سابقا ولا حقا؟

وبسقوط الخلافة بدأت تركيا تنقل بقوة على يد أتاتورك إلى الأنسلاخ من العالم الاسلامي بإعلان علمانية الدولة ،وتغير كل الرموز الاسلامية ،مثل إلغاء الشريعة الاسلامية وإحلال القنون السويسري محلها ،وإعلان سفور المرأة بدلاًعن الحجاب ،وإلغاءالأوقاف الاسلامية،وكتابة اللغة التركية بالحروف اللاتنية بدلاًمن الحروف العربية ،وبالتالي فقد تم مسخ الروح الإسلامية في تركيا ،ويسعى أتاتورك إلي الحاق بذيل الحضارة الغربية.
ولقد أثر سقوط الخلاقة الإسلامية في مارس 1924م،ومنقبلة فصل الخلافة عن السلطة العام 1922م جدلاً واسعاً في الأوساط الفكرية،مابين مؤدي لسقوط الخلافة ،ومعارض لها،فالتوجه العلماني يرى ان سبيل التقدم يتحقق في سقوط الخلافة ،في حين ان التيار الإصلاحي يرى النهضة الامة الإسلامية لا يمكن أن يتحقق في سقوط الخلافة.

وللحديث بقية



تاريخ الاضافة: 23/07/2016
طباعة