موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فشل لقاء بين مجلس مسلمي ألمانيا ويمينها
اسم الخبر : فشل لقاء بين مجلس مسلمي ألمانيا ويمينها


فرضت المواقف المعادية للإسلام لحزب "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف أجواء محتقنة على اجتماع شاركت فيه رئيسة هذا الحزب فراوكا بيتري مع ممثلين للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ظهر الاثنين بأحد فنادق العاصمة الألمانية برلين، وقطعت بيتري هذا الاجتماع بعد ساعة من بدئه وغادرته برفقة قياديين من حزبها.

وبدأ الاجتماع -الذي بادر المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا بالدعوة إليه- بتحية متبادلة أمام عدسات أعداد كبيرة من الصحفيين بين رئيس المجلس أيمن مزايك واثنين من مرافقيه، ورئيسة "بديل لألمانيا" ونائبها ألبريشت غلاسير ورئيس الحزب بولاية سكسونيا باول هامبيل.

وبدا من تصريحات ممثلي المجلس والحزب اليميني أن مناقشاتهما التي تركزت حول مضامين العقيدة الإسلامية فشلت بسبب عدم اتفاقهما بشأن وضع الإسلام بألمانيا.

وقال

ت فراوكا بيتري إنه لم يكن هناك أساس لمواصلة الاجتماع بعد مطالبة المجلس الأعلى للمسلمين حزبها بشطب فقرات معادية للإسلام من برنامجه السياسي، وأشارت إلى أن الفقرات التي طالب المجلس بحذفها جرى إقرارها بشكل ديمقراطي.

وعبرت بيتري عن رفضها وضع رئيس المجلس الأعلى للمسلمين أيمن مزايك حزبها قريبا من الرايخ الألماني الثالث (النظام النازي الذي حكم ألمانيا بين 1933 و1945).

وكررت رئيسة "بديل لألمانيا" -الذي تأسس عام 2013 بوصفه حزبا معاديا للوحدة الأوروبية وعملتها الموحدة (يورو)، قبل أن يتحول بعد عامين للعداء للهجرة واللاجئين والإسلام- مواقف حزبها المعادية للإسلام.

وبينما ذكر نائب رئيس "بديل لألمانيا" أن المجلس الأعلى للمسلمين يمثل مسلمي ألمانيا الذين يعدّون أنفسهم جزءا من أمة وكل هذا مرفوض"، وأرجع باول هامبيل رئيس الحزب بولاية سكسونيا (شرقي البلاد) إنهاء حزبه الاجتماع إلى اتهام المجلس الأعلى له بالانطلاق من مواقف مناهضة للدستور الألماني.

وضّمن "بديل لألمانيا" برنامجه السياسي -الذي أصدره في مؤتمره العام مطلع مايو/أيار الجاري- اعتبار الإسلام لا ينتمي لألمانيا، ومطالبة بحظر بناء المآذن والأذان والنقاب والختان.


وأوضح مزايك في تصريحات للصحفيين أن حزبه دعا للاجتماع مع "بديل لألمانيا" للحديث مع قياداته حول أسباب رفضه للإسلام.ودفعت هذه المواقف رئيس المجلس الأعلى للمسلمين أيمن مزايك للإعلان أنه لأول مرة منذ نهاية الحكم الديكتاتوري النازي يكرر حزب سياسي تشويه سمعة جماعة دينية بالكامل ويهدد وجودها، كما دشن هذا الحزب اليميني المتطرف قبل أيام حملة معارضة لبناء مسجد بولاية تورينغن (شرقي ألمانيا) حيث معقله الرئيسي.


ورأى مزايك أن امتناع الحزب اليميني المتطرف عن شطب مواد متعارضة مع الدستور وموجهة ضد المسلمين من برنامجه السياسي يدلل على أنه يمثل خطرا شديدا على ألمانيا، ويهدد السلم المجتمعي فيها من خلال إصداره حكما عاما على جماعة دينية بأكملها.

وشدد على أن مجلسه لن يقبل تشهير الحزب بمسلمي البلاد ودعوته لتقييد حرياتها وحقوقها، مؤكدا عزم المجلس -الذي تأسس عام 1995 ويضم 33 منظمة وجمعية إسلامية وثلاثمئة مسجد-  إطلاق مبادرة لتكريس السلام بين الأديان في ألمانيا.

تاريخ الاضافة: 24/05/2016
طباعة