كشفت الباحثة فى الشأن الإيراني دكتورة فاطمة الصمادي، عن حجم المشتريات الإيرانية الضخم من السلاح الروسي فى الـ15 عاما الأخيرة والتى تتعارض مع حالة الفقر التى يعيشها الشعب الإيراني جراء العقوبات الدولية التى فرضت على بلاده قبل توقيع الاتفاق النووي فى يوليو الماضي.

وأوضحت الباحثة فى مقالها "إيران وروسيا: شراكة أم تحالف استراتيجي؟"، المنشور فى مركز الجزيرة للدراسات أن حجم المشتريات الإيرانية من السلاح الروسي في الفترة (1991-2015) وصل إلى 304 مليارات دولار، وأن روسيا تنوي بناء علاقات عسكرية طويلة المدى مع إيران، مستغلة تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية لدى طهران بعد توقيعها الاتفاق النووي مع مجموعة ( 5+1).

وأضافت أن ملامح الشراكة العسكرية بين موسكو وطهران بدأت بالظهور ولعل أبرزها تسليم روسيا إيرانَ المنظومة الدفاعية (إس 300) التي كانت تُحجِم عن تسليمها بفعل العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وسيكون ذلك فاتحة للكثير من صفقات السلاح بمجرد رفع العقوبات خاصة مع حاجة إيران الكبيرة لأسلحة حديثة كما أن المرحلة الثانية من بناء مفاعل بوشهر من قِبَل الروس ستبدأ قريبًا بكلفة تصل إلى 10 مليارات دولار.

جدير بالذكر أن إحصائيات منظمة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية، ومركز الإحصاء، ووزارة العمل والرفاه الإيرانية تشير إلى أن نسبة 8% من الشعب الإيراني يعيش بأقل من 60 دولارا شهرياً أي أقل من دولارين يومياً، ونسبة الإيرانيين الذين يقبعون تحت خط الفقر المدقع نسبة 40% حسب التقديرات الحكومية.

لكن الخبراء الإيرانيين ومنهم الدكتور راغفر أستاذ جامعة طهران يقدرون هذه النسبة بأكثر من نسبة 60%، وذكر أن نسبة 25% من الإيرانيين يسكنون في بيوت من الصفيح بسبب عدم استطاعتهم تأمين المال الكافي لدفع الإيجار الذي يفوق مبلغه مستوى معدل الرواتب الشهرية في إيران، أي 10 ملايين ريال إيراني ما يعادل 300 دولار، وأفاد أنه حسب تقرير مركز الإحصاء الإيراني تكلفة العيش لعائلة من أربعة أشخاص في المدن الكبرى والمدن الأصغر والقرى هي 800 و600 و300 دولار على التوالي، لكن معدل الرواتب في المدن للإيراني لا يتجاوز 350 دولار شهرياً، وهذا يعني أن الأسر تواجه أكثر من 50% عجز في ميزانيتها لتغطية تكلفة الحياة اليومية.