موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || بريطانيا تتجه لإدانة "بوتين" بجرائم حرب فى سوريا
اسم الخبر : بريطانيا تتجه لإدانة "بوتين" بجرائم حرب فى سوريا


كشفت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن قيام المخابرات والشرطة البريطانية بالتحقيق في مزاعم بشأن القصف الروسي للمدنيين؛ بهدف مقاضاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن محققي سكوتلانديارد (الشرطة البريطانية) قد سافروا للبنان من أجل مراقبة القصف الجوي الروسي لسوريا، وسط ادعاءات باستهداف الطيران الروسي للمدارس والمستشفيات، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.
وقد تؤدي التحقيقات التي تقوم بها الجهات البريطانية بخصوص بعض الاعتداءات المحددة إلى رفع دعاوى على الرئيس الروسي أمام محاكم دولية، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ويأتي هذا بعد التحذير الذي وجهه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لموسكو، الشهر الماضي، والذي أكد فيه أن الهجوم على المستشفيات يماثل جرائم الحرب، كما أكدت مصادر في وزارة الخارجية أن المملكة المتحدة "تراقب الوضع السوري عن كثب".
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن روسيا تقوم باستهداف المستشفيات الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية؛ بهدف ترويع السكان ودفعهم لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ومنذ نهاية سبتمبر من العام الماضي حين انضمت القوات الروسية للصراع، تم قصف حوالي 8 مستشفيات في القسم الشمالي من حلب، حيث يحظى الجيش السوري الحر بتواجد ملحوظ.
وفي 15 فبراير، قُتل 25 شخصا في معرة النعمان جراء قصف مستشفيين، وكان الأطباء قد قاموا بنقل المصابين من المستشفى الأولى، لكن لم تمر ساعة حتى قُصِفَت المستشفى الثانية التي نُقل المصابون إليها.
وينص القانون الدولي على وجوب تمتع كل المرافق الطبية الواقعة في مناطق الحروب بالحماية، ونفت روسيا قيام طائراتها باستهداف أي مستشفيات، مُؤكدة أن سلاحها الجوي يقصف ما تصفه بــ"الأهداف الإرهابية" فقط. لكن وزير الخارجية البريطاني السابق اللورد أوين رفض الادعاءات الروسية قائلا: "إن ادعاء روسيا باستهدافها لجماعات محددة مثل الدولة الإسلامية هي ادعاءات كاذبة، وحان الوقت لكشف هذا النفاق، كما يجب على بريطانيا أن تقوم بهذا الدور"، حسب قوله.
وكانت إحدى اللجان المؤثرة في الكونجرس الأمريكي قد قامت بالتصويت لصالح إنشاء محكمة لجرائم الحرب في سوريا. ومن المتوقع أن يتحرك بعض الدبلوماسيين الأمريكيين للحصول على دعم الأمم المتحدة بشأن هذه الخطوة، بالإضافة إلى تقديم الأدلة التي جمعها البريطانيون أمام هذه المحكمة، إلا أن الشرطة البريطانية رفضت التعليق على هذا الأمر.
وقال الدكتور عبد العزيز، وهو أحد الجراحين السوريين الباقين في حلب لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: إن الغارات الروسية تستهدف زملاءه ومرضاه حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وقال د. عبد العزيز: "إن المستشفى في حلب قد تم قصفها الساعة 11:30 ليلة الجمعة، أي قبل نصف ساعة فقط من دخول الهدنة حيز التنفيذ، ثم توقفت يوم السبت، إلا أنه بحلول الأحد عاد كل شيء كما كان، وعادت القنابل تمطر حلب مرة أخرى، وفي الوقت الذي اقترب فيه مقاتلو الدولة الإسلامية من حلب، إلا أنني لم أرَ أي فعل عسكري من قِبل النظام السوري أو الروسي، لا بد من وجود تواطؤ".
وأضاف أن "الأمر هنا بمثابة كابوس، الأطفال يأتون بلا أطراف، وأنا أحاول التشبث ببقايا الأمل"، ويذكر مثالا لأحد المواقف التي تبث بداخله الأمل، قائلا: "هناك طفل اضطررت لبتر قدميه فوق الركبة العام الماضي، إلا أنه بعث لي بصورته بعد مرور عام، مبتسما ومستخدما أطرافا صناعية جديدة، وأخبرني ألا أقلق عليه بعد الآن".
وكان عبد العزيز "50 عاما" قد نجا من إحدى الهجمات الروسية التي استهدفت مشفاه في أعزاز بشمال سوريا في عيد الميلاد الماضي، لكن 5 مرضى و3 أطباء لقوا حتفهم في ذلك الهجوم، ولم ينج هو منه سوى لأنه كان يعمل في الطابق السفلي من المستشفى.
وفي المقابلة الأولى التي أُجريت مع د. عبد العزيز بعد الهجوم، قال: "لقد كان أمرا مريعا، الجميع يبكي ويصرخ، وامتلأت المستشفى بالدخان لدرجة منعتنا من الرؤية، اكتشفنا القتلى واحدا تلو الآخر، لقد فقدنا في ذلك اليوم ممرضة وسائق إسعاف وحارس المستشفى، بالإضافة إلى 5 مرضى، لقد تجمعنا تحت الأرض ندعو الله أن ترحل الطائرة، وحين انتهى الأمر بكيت رغم نجاتي؛ لأن العديد من المرضى والزملاء كانوا قد رحلوا".
وكشف د. عبد العزيز عن أن الأطباء اضطروا للقيام بإجراءات قاسية، مثل إزالة علامات سيارات الإسعاف، والعلامات التي تشير لمكان المستشفى لحماية أنفسهم من الهجمات منذ دخول روسيا حلبة الصراع السوري.
وأضاف "لقد تعرضت كل المستشفيات التي عملت بها للقصف، وأنا مقتنع أن هذه الهجمات يقوم بها الروس، فطائرات نظام الأسد كانت تطير حيث يمكننا رؤيتها، مما يعطينا بعض الوقت للاحتماء قبل الهجوم، بينما الطائرات الروسية تبقى على ارتفاع كبير لا يسمح لنا باكتشاف وجودها إلا متأخرا. وأردف قائلا: "على المجتمع الدولي أن يشعر بالعار لتركه بوتين يقوم بذلك لأشهر عديدة".
من جانبه، قال الجراح البريطاني ديفيد نوت، الذي عمل مع د.عبد العزيز في حلب العام الماضي: "نحن أصدقاء.. لقد قام د. عبد العزيز بإنقاذ العديد من الأرواح، ورغم شجاعته إلا أن عدم قدرته على مغادرة سوريا هو أمرٌ مأساوي للغاية".
تاريخ الاضافة: 07/03/2016
طباعة