اعترف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الاثنين بعدم تقييم فرنسا للأمور "كما ينبغي" خلال مظاهرات الشعب التونسي ضد نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي بمناسبة تولي فرنسا رئاستي مجموعتي (جي20) والدول الصناعية الكبرى (جي8) إن "الكثير على علم بما سيحدث وكان من الأفضل أن يقدموا لنا بعض الأفكار لكي نتجنب المواقف التقليدية".
وأوضح بأن فرنسا تتحفظ في إبداء الرأي في الأحداث التي تحصل في الدول التي كانت مستعمرات فرنسية سابقا حتى لا يعد ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لتك الدول مؤكدا تضامن الشعب الفرنسي مع الشعب التونسي في مسيرته نحو الحرية والديمقراطية.
مساعدات فرنسية لتونس:
وقال إنه طلب من الحكومة الفرنسية القيام بعدد من التدابير لتقديم المساعدة لتونس نظرا للأوضاع التي تمر فيها وخاصة الأوضاع الاقتصادية معربا عن امله بأن تسمح الحكومة التونسية الجديدة بالقيام بتلك التدابير.
وقال ساركوزي: "طلبت من (رئيس الوزراء) فرانسوا فيون إعداد إجراءات ستقدم لتونس لمساعدة حكومة الوحدة الوطنية (التونسية) خاصة على الجانب الاقتصادي".
وأضاف: "أتمنى أن توضع هذه الإجراءات موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن"
وأعلن أن فرنسا ستتدخل لدى شركائها الأوروبيين لكي تحصل تونس على وضع الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي.
وربط الرئيس الفرنسي جزءا من مستقبل تونس في الاتحاد المتوسطي قائلا "لكي تجد تونس نفسها في هذا الاتحاد يجب أن يكون الاخير منتدى للتعاون وليس للخلافات".
وناشد الشعوب الأوروبية والمتوسطية لدعم الاتحاد المتوسطي الذي اعتبره "يضمن المستقبل للجميع" معلنا عن اتخاذ فرنسا مبادرات لإعادة إطلاق هذا المشروع.
تحذير من الإسلاميين!
وردا على سؤال حول إمكانية نمو "التطرف الإسلامي" في تونس أكد ضرورة وضع الثقة في الشباب التونسي، معتبرًا أن "خطر التطرف الاسلامي حقيقة ولكن هذا الخطر لايمكن ان يبرر الفساد أو أن يكون عقبة في وجه الانفتاح الديمقراطي".
وكانت فرنسا التي تعرضت حكومتها لانتقادات واسعة إثر مظاهرات الشعب التونسي قد أعربت عن دعمها لرغبة الشعب التونسي بإقامة الديمقراطية ودعت إلى تنظيم انتخابات حرة إثر فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى خارج البلاد.