موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || و.س.جورنال: أمريكا تنسحب من المنطقة وتسلمها لإيران وروسيا
اسم الخبر : و.س.جورنال: أمريكا تنسحب من المنطقة وتسلمها لإيران وروسيا


قالت صحيفة " وول ستريت جورنال " إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وحلفاءه الأوروبيين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الدولتين اللتين اعتبرتهما واشنطن تاريخياً مصدرا لزعزعة الاستقرار وهما إيران وروسيا، وذلك أثناء سعي الولايات المتحدة وأوروبا لجهود جديدة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن سعي الولايات المتحدة أوروبا للحديث مع موسكو وطهران يجسد تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، في وقت أظهر فيه أوباما نيته تقليص التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، وفقا لمسؤولين عرب وأميركيين.

في هذا الصدد يرى إيميل حكيم محلل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن الغرب يجازف بإشراك الروس والإيرانيين في المساعي الدبلوماسية، وهي وجهة نظر يتقاسمها كثير من المسؤولين العرب.

ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا وإيران لا تتشارك نفس المصالح طويلة الأمد مع العواصم الأوروبية وواشنطن، ففي حالات كثيرة، لا تزال الدولتان تعارضان بفاعلية تلك المصالح، بالإضافة إلى ذلك، فإن هيكل التحالف الأمني الذي بنته الولايات المتحدة على مدار العقود الخمسة الماضية في الشرق الأوسط يتعرض لخطر التفكك مع تطلع الدول العربية لمشورة النظام الروسي بنفس قدر تعاطيها مع البيت الأبيض.

يقول إيميل حكيم: «ما حدث في سوريا سيكون عاملا رئيسيا في تشكيل نظام شرق أوسطي جديد. ربما الفائدة الحالية تبرر إشراك روسيا وإيران. لكن مع مرور الوقت، ستجد الولايات المتحدة نفسها صعوبة في حشد شركائها وإيصال رؤاها بشأن قضايا أمنية إقليمية أخرى. إن التكاليف طويلة المدى لهذه المشاركات التكتيكية مع موسكو طهران ستكون باهظة».

وأشارت الصحيفة إلى أن كيري عاد الأحد الماضي من زيارة خارجية في فينا النمساوية التقى خلالها نظراءه من روسيا والسعودية وتركيا لمناقشة الشأن السوري، واتفقوا على عقد لقاء دولي أوسع نطاقا، يشمل دولا أوروبية وعربية، وربما إيران.

وفي إشارة على التحول الدبلوماسي الجاري، أعلن الأردن، أحد أقوى حلفاء أميركا في العالم العربي، أنها ستقيم مكتبا في عمان لتنسيق مشترك للعمليات العسكرية مع روسيا في العراق وسوريا، كما أن الأردن أحد أعضاء التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة في تلك الدولتين. وصعدت روسيا والحرس الثوري الإيراني من عملياتهم في سوريا في الأشهر الأخيرة، فقد أطلقت الدولتان عمليات عسكرية مشتركة في سوريا الشهر الماضي لدعم نظام بشار الأسد، كما تنسق الدولتان بشكل متزايد مع الحكومة العراقية لدعم قتالها ضد تنظيم الدولة، الذي يهيمن على مساحات شاسعة في شمال وغربي العراق.

ولفتت ستريت جورنال إلى أن الولايات المتحدة ومعظم حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا دعوا علانية بشار الأسد للتنحي عن السلطة كخطوة لازمة لإنهاء الحرب الأهلية الممتدة لأكثر من أربع سنوات.

لكن كيري والمسؤولين الأوروبيين أقروا في الأيام الأخيرة أن جهودهم لإرساء الاستقرار في سوريا وكذلك العراق واليمن ستكون على الأرجح عبثية دون التوافق مع روسيا وإيران.

ومنعت إيران من المشاركة في المؤتمرات الأخيرة بشأن سوريا نظراً لمعارضتها إرشادات الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.

وتعارض إيران بشكل خاص الشرط الذي يطالب بتنحي الأسد في إطار مرحلة انتقالية سياسية في المستقبل، ورغم ذلك، تحشد بعض الدول الأوروبية من أجل إشراك إيران في اللقاء المقبل حول سوريا رغم مواقفها من الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران أجرت اختبارا لصاروخ باليستي الشهر الجاري وأدانت صحافياً أميركاً بتهمة التجسس، كما أن العمليات العسكرية الروسية-الإيرانية في سوريا خطط لها دون علم الولايات المتحدة وأوروبا، حتى أثناء التفاوض على الملف النووي الإيراني.

وفيما يروج كيري لإمكانية التعاون بين بلاده وبين روسيا وإيران، فإنه أقر في الوقت ذاته بأن العمليات العسكرية للبلدين في سوريا حتى الآن تبدو مركزة على استهداف خصوم الأسد، والذي يتلقى بعضهم دعما أميركيا، وليس استهدف تنظيم الدولة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم: إن التصور بإذعان الولايات المتحدة لروسيا وإيران من المرجح أن يخلق مزيدا من التحوط بين بعض دول الشرق الأوسط، ومقاومة بين دول أخرى، فقليل من الدول العربية سترغب بمعارضة مباشرة لروسيا، إذا ما شعرت بأن تخلي الولايات المتحدة عن دورها كلاعب هام في الشرق الأوسط

تاريخ الاضافة: 28/10/2015
طباعة