موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مجلس المفتين بلبنان يحذر من تجاهل الأكثرية السنية والنيابية
اسم الخبر : مجلس المفتين بلبنان يحذر من تجاهل الأكثرية السنية والنيابية


حذر مجلس المفتين السنة في لبنان من تجاهل الأكثرية السنية والأكثرية النيابية، رافضًا اللجوء إلى وسائل الاستقواء لفرض حكومة تخلف حكومة سعد الحريري.
جاء ذلك في بيان أصدره مجلس المفتين السنة في لبنان عقب جلسة استثنائية عقدها المجلس بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، للتداول في المستجدات التي تشهدها الساحة اللبنانية.
وذكَّر البيان بأن حكومة الرئيس سعد الحريري، تشكلت نتيجة حصوله على الأكثرية في الانتخابات النيابية بوصفه زعيم الأكثرية النيابية، والأكثرية الساحقة تحديدا، وهذا الواقع يحميه الدستور اللبناني، وتصونه الأعراف الوطنية السائدة داخل النظام البرلماني اللبناني منذ الاستقلال.
وأشار كذلك إلى أن حكومة الحريري تشكلت بعد اتفاق الدوحة الذي تعهدت فيه القوى السياسية المشارِكة بعدم تعطيل عمل الحكومة وعدم الاستقالة منها، غير أن ما حدث كان أسوأ وأشد خطرًا وأدى إلى خرق الاتفاقات والعهود والأعراف، حيث انتهكت الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين الطوائف اللبنانية داخل النظام، الأمر الذي يعرض أسس العيش المشترك للخطر.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن 11 وزيرًا من تحالف "حزب الله" استقالتهم من حكومة سعد الحريري؛ الأمر الذي أدى إلى إسقاط الحكومة ودخول البلاد في حالة أزمة متصاعدة يُخشى أن تتطور إلى مواجهات مسلحة.
وأكد مجلس المفتين السنة أنه جرى إسقاط الحكومة باستقالة فريق منها على خلفية الصراع على العدالة والمحكمة، في محاولة ظالمة لتجاوزهما أو إلغائهما، علما بأن جرائم الاغتيال التي حدثت خلال السنوات الماضية، قد استهدفت فريقا سياسيا واحدا، كما أن إسقاط الحكومة على الخلفية ذاتها ينال من فريق وطني كبير، ومن طائفة مؤسِّسة في الكيان اللبناني، وكلا الأمرين لا معنى لهما غير الاستهداف المتعمد، والإمعان في الغلبة والاستيلاء والقهر، وهو ما لا يمكن قبوله أو السكوت عليه.
وتابع المجلس يقول: "ويحدث هذا كله على الرغم من أن رئيس الحكومة وأهالي الشهداء وكل الشرفاء في هذا الوطن، أكدوا دائما على إرادة الحوار والتوافق، وتجنب الفتنة، وضرورة الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها، وبذل الجهد لإزالة مخاوف كل الفرقاء، صيانة للوحدة الوطنية والعيش المشترك ونبذ الفتنة والحفاظ على استقرار البلاد وأمن العباد".
تحذير من فرض حكومة بوسائل الاستقواء:

وشدد مجلس المفتين في لبنان على تمسكه بالعيش المشترك والوحدة الوطنية والسلم الأهلي وبعهود الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لتحقيقها، محذرا من تجاهل الأكثرية السنية والأكثرية النيابية ومن تجاوز الأسس الدستورية والمعادلات الوطنية الميثاقية التي تتعلق بالحقوق الدستورية لرغبة هذه الأكثرية النيابية.
كما حذر المجلس من مغبة الانزلاق إلى مخاطر اللجوء إلى حكومة مفروضة بوسائل الاستقواء والضغط والإرغام.
ورفض مجلس المفتين شتى الأساليب والوسائل الخارجة عن أدبياتنا السياسية والوطنية التي تجاوزت حدود القيم الأساسية للإنسان.
وأعرب عن قلقه الشديد من محاولات فرض الهيمنة والسيطرة والقهر والكيدية والخروج على الميثاق الوطني والدستور، متوجها بالنداء إلى فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور ووحدة الوطن والثوابت التي قام عليها لبنان، أن لا يسمح للثأريين دعاة الإلغاء بالمضي في مخططهم، والتصدي لمحاولاتهم اليائسة والوقوف في وجه مثيري التوترات العبثية بين الطوائف اللبنانية، حفاظا على الاستقرار والأمن في لبنان.
وأكد المجلس أنه، في هذه الظروف التاريخية التي يمر بها لبنان، فإن كل من يراهن أو يحاول إشعال الفتنة هو خاسر وخائن لوطنه لبنان الذي قام منذ تأسيسه على المحبة والتعاون بين مختلف الطوائف والأطراف مهما اختلف الرأي بينها، داعيا اللبنانيين إلى عدم الانجرار إلى فتنة يعمل لها من لا يريدون للبنان أمنا ولا سلاما ولا استقرارا.

تاريخ الاضافة: 23/01/2011
طباعة