موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || شبوة ...آخر معاقل المليشيات في جنوب اليمن تنتظر الحسم
اسم الخبر : شبوة ...آخر معاقل المليشيات في جنوب اليمن تنتظر الحسم


تقترب معركة تحرير محافظة شبوة، آخر معاقل مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في جنوب اليمن من الحسم، بعد تقدم "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية في اتجاهات عدة، فضلاً عن إعلان السلطات الشرعية منذ يوم الإثنين الماضي عن تحرير محافظة أبين المجاورة، بما في ذلك الخط الساحلي الذي يربط جميع المحافظات الجنوبية ببعضها البعض.

وعلى الرغم من أن محافظة شبوة شهدت هدوءاً في مختلف الجبهات منذ وفاة محافظها السابق أحمد باحاج، في مايو/أيار الماضي الذي كان يقود المعارك ضد الحوثيين، إلا أنه بتحرير عدن والضالع ولحج وأبين تكون معركة الحسم في شبوة قد حانت، بما يتيح أن تعود السيطرة فيها إلى الشرعية اليمنية.

وفي السياق، قالت مصادر محلية في شبوة لـ"العربي الجديد" إن قبائل لقموش، تقدمت أول من أمس، نحو مدينة عتق مركز المحافظة، وسيطرت على منطقتي الضلعة وقرن السوداء التي تبعد قرابة 30 كيلومتراً من عتق.
وأوضحت المصادر أن أنباء تداولها السكان عن تفخيخ الحوثيين للطريق المؤدي إلى عتق أجبرت قبائل لقموش على وقف تقدمها.
من جهته، أفاد مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد" أنّ القوة الشرعية المكلفة بتحرير شبوة، التي تتمركز في معسكر العبر بحضرموت، تم تقسيمها إلى ثلاث كتائب، إحداها تقدمت مسافات قصيرة أما الكتيبتان المتبقيتان فتنتظران الضوء الأخضر لبدء المعركة.
وكشف مصدر خاص لـ"العربي الجديد" عن اجتماع زعماء قبائل شبوة، أمس الأربعاء، في 
مدينة شرورة في السعودية وذلك بعد أن تم تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً أول من أمس. وأشار المصدر إلى تصدر معركة تحرير شبوة بنود الاجتماع، بما في ذلك إسناد قوات التحالف العربي بقوة من أبناء القبائل لحسم المعركة في أقل فترة زمنية.

وتزامناً مع التطورات المتسارعة وتقدم القوات الشرعية في أكثر من اتجاه، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" هروب محافظ شبوة المعين من قبل الحوثيين العميد علي طمبالة، إلى جانب قائد محور عتق اللواء عوض بن فريد، وعدد من قيادات الحوثيين من المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين درّبوا المئات من أبناء الأسر الهاشمية في المحافظة لإسناد مهام الأمن إليهم حال انسحاب المليشيات من المحافظة. وقد شارك بعض هؤلاء في القتال ضد أبناء المحافظة خلال الأشهر الماضية.

وتبين الخارطة العسكرية لمحافظة شبوة أن قوات الشرعية قد تسلك واحداً من أربعة محاور أو أكثر من محور لتحرير المحافظة. أول هذه المحاور عن طريق العبر من جهة حضرموت شمال شرق المحافظة. وهذا المحور يعدّ أقل كلفة بالنسبة للحكومة اليمنية كون المناطق الحدودية بين المحافظتين لا تزال خارج سيطرة الحوثيين. أما المحور الثاني فعبر مديرية حبان، ويمكن تعزيز التقدم بقوات برية وسلاح التحالف العربي من جهة منطقة مودية في محافظة أبين (غرباً) والتي تم تحريرها بالكامل.
ثالث المحاور من جهة الساحل، إذ يمكن أن تقدم قوات التحالف العربي على إنزال بري في ميناء بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز، ومن هناك يتم التقدم نحو مدينة عتق مركز المحافظة. وهذه الخطة متوقعة كون المنطقة مسيطر عليها من قبل قبائل لقموش المؤيدة للشرعية. أما المحور الرابع فهو عن طريق "بيحان" شمال المحافظة. ويعدّ هذه الاحتمال ضعيفاً كون المنطقة تقطنها مجموعة من الأسر الهاشمية التي سهّلت دخول الحوثيين للمحافظة، لكنه يبقى وارداً إذا ما تم تحرير محافظة البيضاء قبل شبوة.
وتمثل شبوة أهمية استراتيجية نظراً لوجود عدد من الشركات المنقبة عن النفط فيها، فضلاً عن وجود ميناء بلحاف لتصدير الغاز. كما تشكل المحافظة حلقة وصل بين مدينة عدن والمحافظات الشرقية كحضرموت والمهرة.
وبتحرير محافظة شبوة تكون مختلف محافظات الجنوب قد استعادتها "المقاومة الشعبية" والجيش الموالي للشرعية، وتشكّل أرضية صلبة للحكومة الشرعية لممارسة عملها بكل سهولة. وهو ما سيشكل ضغطاً إضافياً على المحافظات الشمالية التي يستمر تواجد المليشيات فيها.


تاريخ الاضافة: 13/08/2015
طباعة