طالب الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية، العاملين فى الفتوى بالسير على أسس قواعد الإفتاء المعاصر الذي لا يعتمد على فرد المفتي فحسب، وإنما يشمل العلماء من جميع التخصصات المتعلقة بموضوع الفتوى، بحيث تكون الفتوى عارضة لجميع الجوانب.
وطالب جمعة من ناحية أخرى الناس بألا يأخذوا الفتوى إلا من المفتي المواكب للعصر، والذى تتحقق فيه الشروط المقررة، ومنها العلم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ويعلم مواطن الإجماع والخلاف، ويعرف المذاهب وأصول الفقه ومبادئه ومقاصد الشريعة، إضافة للعلوم المساعدة مثل النحو والصرف والبلاغة والمنطق.
وأوضح جمعة، فى محاضرة ألقاها خلال زيارته الحالية إلى الخرطوم تحت عنوان "منهج الإفتاء المعاصر الواقع والمأمول"، أن من الشروط اللازم توافرها فى العاملين فى مجال الفتوى أيضاً، أن يكون المفتي ملماً بالواقع المعيش وأحوال الناس، وقادراً على الجمع بينهما، وأن يرجع للمتخصصين فى المسائل الطبية والاقتصادية والفنية ونحوها، إضافة إلى أن يكون متأنياً فى الجواب، وملزماً لنفسه بما يفتى به، وأميناً على أسرار الناس".
نار الفتنة:
وتطرق مفتي مصر إلى إحدى أبرز قضايا العصر وهي قضية الإرهاب، وشن هجوماً عنيفاً عليه وعلى معتقديه، مؤكداً أن التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين فى الإسكندرية جريمة إرهابية شنيعة استهدفت إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، موضحاً أن "الإرهاب والتطرف لم ولن ينتصر أمام الإرادة الوطنية الصلبة للشعوب؛ فهو يمشى فى طريق مسدود، ولن يؤتى ثماره أبدا ما دامت الأمة على تماسكها ووحدتها".
