وعلى الرغم نجاح قوات "حزب الله" في تحقيق تقدم ميداني، في الجرود الجبلية الواقعة شمالي بلدة عسال الورد السورية، القريبة من الحدود، إلا أن قوات المعارضة تمكنت في المعارك الأخيرة، من استنزاف قوات الحزب وقوات "الدفاع الوطني" (الشبيحة) التي تقاتل إلى جانبها. وفتحت المعارضة بالتالي الباب أمام حرب عصابات طويلة الأمد، ستؤدي إلى استنزاف قوات "حزب الله" وقوات النظام في مناطق جبلية وعرة يُصعب الدفاع عنها.
وأعلنت قوات "جيش الفتح في القلمون"، أمس الإثنين، أنها تمكنت من قتل 18 عنصراً من "حزب الله" اللبناني وقوات النظام السوري التي تقاتل إلى جانبه، ليأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان قوات المعارضة عن تمكنها من قتل 60 عنصراً من "حزب الله" وقوات النظام، بعد يومين من تقدّم قوات "حزب الله" في جرود عسال الورد، وانتقال الاشتباكات إلى منطقة جرود الجبة.
وتُتيح وعورة منطقة القلمون الغربي، لكونها مجموعات من السلاسل الجبلية المتصلة ببعضها، إمكانية كبيرة لقوات المعارضة في المناورة والتحرك. وتتميّز قوات المعارضة في المنطقة، عن قوات النظام، بتسليحها الخفيف، الذي يُمكنها من الحركة والمناورة بسرعة وبسهولة أكبر من قوات النظام السوري، التي تستخدم المدرّعات والمدفعية الثقيلة. ويجعل هذا التسليح مناطق سيطرة قوات النظام السوري و"حزب الله" أهدافاً ثابتة أمام قوات المعارضة، التي يُمكن أن تتحرك بشكل دائم لتنوّع هجماتها.
ويزيد ذلك من احتمال طول أمد المواجهة في القلمون الغربي، لتتحوّل إلى حرب عصابات طويلة الأمد، تُمكن قوات المعارضة من خلالها استنزاف قوات النظام السوري وقوات "حزب الله" بشكل كبير، من دون أن تتمكن هذه القوات من حسم المعركة لصالحها ضد قوات المعارضة السورية.
ويتألف "جيش الفتح في القلمون" الذي تم تشكيله منذ أقل من أسبوعين، بهدف تنسيق جهود قوات المعارضة في قتال قوات "حزب الله"، من "جبهة النصرة"، و"جيش القلمون" التابع لـ"الجيش الحر"، وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"تجمّع واعتصموا"، الذي يضم "لواء الغرباء"، و"لواء نسور دمشق"، و"كتائب السيف العمري"، و"كتيبة رجال القلمون".