موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || سقى كلبا فغفر الله له !!!
اسم القصة : سقى كلبا فغفر الله له !!!
كاتب القصة : كتاب شرح النووى على مسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب

ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش

فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني

فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم امسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له

قالوا: يارسول الله! وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟؟!

 فقال صلى الله عليه وسلم: في كــل كــبد رطـبــة أجر»

 رواه مسلم

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم : ( في كل كبد رطبة أجر ) معناه في الإحسان إلى كل حيوان حي بسقيه ونحوه أجر ، وسمي الحي ذا كبد رطبة ، لأن الميت يجف جسمه وكبده .

ففي الحديث الحث على الإحسان إلى الحيوان المحترم ، وهو ما لا يؤمر بقتله . فأما المأمور بقتله فيمتثل أمر الشرع في قتله ، والمأمور بقتله كالكافر الحربي والمرتد والكلب العقور ، والفواسق الخمس المذكورات في الحديث وما في معناهن . وأما المحترم فيحصل الثواب بسقيه والإحسان إليه أيضا بإطعامه وغيره سواء كان مملوكا أو مباحا ، وسواء كان مملوكا له أو لغيره . والله أعلم .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ) أما ( الثرى ) فالتراب الندي ، ويقال : لهث بفتح الهاء وكسرها ، يلهث بفتحها لا غير ، لهثا بإسكانها ، والاسم اللهث بفتحها ، واللهاث بضم اللام ، ورجل لهثان ، وامرأة لهثى كعطشان وعطشى ، وهو الذي أخر لسانه من شدة العطش والحر . 

قوله : ( حتى رقي فسقى الكلب )
يقال : رقي بكسر القاف على اللغة الفصيحة المشهورة ، وحكى فتحها ، وهي لغة طي في كل ما أشبه هذا
=========
شرح النووي على مسلم

 

تاريخ الاضافة: 20/01/2011
طباعة