موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ليبيا: قصف جوي مجهول المصدر في طرابلس لأول مرة
اسم الخبر : ليبيا: قصف جوي مجهول المصدر في طرابلس لأول مرة


شهدت الأزمة الليبية، اليوم الإثنين، تطوراً جديداً تمثل في تعرض بعض المواقع في داخل العاصمة طرابلس إلى قصف عنيف مجهول المصدر في ساعة مبكرة من فجر الإثنين، بعدما تجددت الاشتباكات في العاصمة.

وقال مصدر من قوات "فجر ليبيا"، لـ"العربي الجديد" رفض الكشف عن نفسه لأسباب أمنية، إن مواقع في قصر بن غشير وصلاح الدين ووادي الربيع وقاعدة الوطية غرب العاصمة طرابلس 160 كيلومتراً، تعرضت للقصف الجوي، مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة العشرات.

وبحسب المصدر نفسه، فإن قاعدة "الوطية" لا تزال تشهد طوقاً أمنياً كثيفاً تنفذه سيارات محملة بأسلحة متوسطة منذ أمس الأحد. وتبادلت أطراف عديدة أصابع الاتهام حول مصدر هذه الضربات الجوية، فيما أفادت مصادر خاصة بـ"العربي الجديد" أن طائرات لا يمتلكها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ولا أي طرف غيره، قامت بالقصف، بالتالي قد تكون غير ليبية. وبينما نفت حكومة تسيير الأعمال الليبية برئاسة عبد الله الثني صلتها بالقصف، قال المتحدث باسم "دروع الغربية" أحمد هدية لـ"العربي الجديد" إن "كتائب القعقاع والصواعق والمدني بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها بمواقعها في العاصمة طرابلس، تحاول رفع معنويات مقاتليها باستخدام الطيران الحربي وقصف مواقع عدة". وأضاف هدية أن "كتائب القعقاع والصواعق تحاول جر قوات فجر ليبيا إلى استعمال ما تملكه من طيران حربي وبالتالي تدمير العاصمة طرابلس، وخصوصاً أن ساحة معركة الطرفين في طرابلس قريبة جداً من الأحياء السكنية".

ووصف محللون عسكريون الضربات بـ"الدقيقة جداً"، إذ طالت مخازن الذخيرة الخاصة بالأسلحة الثقيلة واستهدفت مقرات لغرفة التحكم والسيطرة لقوات "فجر ليبيا"، لافتين إلى أن هذا الاستهداف يتطلب عملاً استخباراتياً متطوراً. وشرح المحللون أن القوة التدميرية محدودة، وهو ما يرجح لديهم أن الضربات كانت من طائرات ليبية قديمة تمت صيانتها وتطويرها في دولة بيلاروسيا، لكن من دون علم السفارة الليبية هناك، إذ إن المحلق العسكري في السفارة الليبية لديها من مدينة مصراتة التي تقود حرباً ضد كتائب القعقاع والصواعق في طرابلس. واستبعدت مصادر محلية أن تكون الطائرات جزائرية كون الجزائر مهتمة فقط بالحرب على تنظيم "القاعدة"، وغير معنية بالصراع الداخلي في ليبيا.

من جهته، قال مصدر مُطلع لـ"العربي الجديد" إن آمر القوات الجوية التابعة لحفتر، العميد في المنطقة الشرقية، صقر الجروشي، قال لأحد أصدقائه في بريطانيا إن الغارة تمت بطيران ليبي وصديق، في حين يؤكد قادة "فجر ليبيا" أن الضربة نفذتها طائرة واحدة، يرجح كونها ليبية فقط.

وأكد المصدر أن طرابلس أصبحت تحت رحمة هذه الطائرات وبالتالي يمكنها ضرب مواقع أبعد وأهم عسكرياً وسياسياً. وهذا ما يشكل خطراً كبيراً في المستقبل القريب إذا لم يتم التعامل مع قواعد هذه الطائرات.

في المقابل، قال محللون عسكريون وسياسيون إن هناك محاولة لإقناع الرأي العام الليبي وكذلك للضغط على قوات "فجر ليبيا" أن ثمة استجابة من المجتمع الدولي لدعوة مجلس النواب الليبي للأمم المتحدة بالتدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة، فضلاً عن إثارة لغط حول مشاركة مصرية أو جزائرية أو إيطالية لوقف تقدم قوات "فجر ليبيا" وقرب سيطرتها على جميع المرافق الحيوية والعسكرية في العاصمة.

وفي السياق، نفى سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبه جريما، ما تناولته المواقع الإخبارية، اليوم الإثنين، حول مشاركة طيران حربي إيطالي في قصف مواقع لمنصات صواريخ في عدة مناطق. وأضاف في تصريحات صحافية، أن "خبر مشاركة طيران حربي إيطالي في قصف مواقع لمنصات صواريخ في طرابلس عار تماماً عن الصحة"، مشيراً إلى أن السفارة الإيطالية لم تغلق أبوابها في ليبيا حتى الآن وذلك لتسهيل الإجراءات للمواطنين.

أما وزارة الداخلية التونسية، فقد نفت في بيان لها على موقعها الرسمي في شبكة الإنترنت أمس الأحد، تقارير صحافية تحدثت عن اكتشاف أنفاق تربط بين تونس، والجزائر وليبيا، مؤكدة أن "الخبر عارٍ تماماً عن الصحة ولا يمت إلى الحقيقة، والواقع بصلة، ولا يقبله العقل لطبيعة وجغرافيا المنطقة".

في هذه الأثناء، نفى المكتب الإعلامي لقوات "فجر ليبيا" تقهقر قواته في المواقع التي سيطرت عليها في طرابلس منها طريق المطار، ورئاسة الأركان العامة ومعسكر الـ 27 والأحياء السكنية التي كانت تتمترس فيها قوات "القعقاع" و"الصواعق".
سياسياً، حسم أعضاء من مجلس النواب الليبي قرارهم بعدم المشاركة في جلسات المجلس التي تنعقد في طبرق شرقي البلاد. وجاء قرار النواب بعد اجتماع لهم مع نواب آخرين من مصراتة وزليتن ومسلاته وطرابلس، وقدّر مصدر لـ"العربي الجديد" عدد الرافضين للمشاركة بأربعين نائباً.

ووفقاً للمصدر نفسه، فإن عدم مشاركتهم يعود إلى هيمنة تيار "تحالف القوى الوطنية" و"الفيدراليين" على مجريات أعمال المجلس والتسرع في إصدار قرارات غير مدروسة، منها قرار دعوة الأمم المتحدة للتدخل في ليبيا، وقرار حل كل التشكيلات المسلحة من دون التفريق بين من يتبع منها لرئاسة الأركان ومن لا يتبع.

وحصلت "العربي الجديد" على معلومات من داخل مجلس النواب الليبي، تشير إلى أن نحو خمسة وستين نائباً تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والأربعين والخامسة والستين، هم من يقودون دفة مجلس النواب ويوجهون قراراته، فيما باقي النواب تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعشرين والأربعين، ليست لهم دراية كافية بالعمل التشريعي والرقابي ويسلمون إدارة المجلس للفئة العمرية الأكبر.

إلى ذلك، أعلن مصرف ليبيا المركزي عن عودة نظام المقاصة الإلكترونية بين المصارف التجارية من الأربعاء المقبل، وأوقف المصرف المركزي العمل بها في الرابع من أغسطس/آب الحالي بسبب ظهور تعاملات بصكوك مزورة.
تاريخ الاضافة: 18/08/2014
طباعة