موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || أحدث فصول التوتّر بين المغرب والجزائر: العلاقات بأسوأ مراحلها
اسم الخبر : أحدث فصول التوتّر بين المغرب والجزائر: العلاقات بأسوأ مراحلها


عادت حرب التصريحات من جديد لتندلع بين المغرب والجزائر، بعدما اتهم وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الجزائر بكونها تنتهج "أساليب بائسة معروفة لعرقلة إيجاد حل عادل لنزاع الصحراء"، فردّ عليه نظيره الجزائري، رمضان لعمامرة، بأن تصريحات مزوار تشكل "انزلاقاً" في العلاقات بين البلدين.

هذه العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، تتوتر يوماً بعد يوم بسبب تبادل الاتهامات والتصريحات المستفزة، ما يطرح سؤالاً حول إذا ما كانت المرحلة الحالية تعدّ الأسوأ من نوعها في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الجارين منذ اندلاع مشكلة الصحراء الغربية في العام 1975.

وأدى سوء العلاقات بين المغرب والجزائر، التي عكسها توقف الزيارات الوزارية المتبادلة منذ أسابيع، إلى انحسار التخاطب بين سلطات البلدين في رسائل التهنئة الرسمية بين قادة الدولتين، وكانت آخرها تهنئة الملك المغربي للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، لمناسبة عيد الاستقلال في 5 يوليو/ تموز الحالي. كما حصلت لقاءات عابرة في مؤتمرات إقليمية تناقش مكافحة الهجرة والإرهاب، من قبيل مؤتمر "5 زائد 5" بين المغرب العربي وجنوب أوروبا.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، لـ"العربي الجديد"، إن الجزائر ما فتئت تروّج لخطاب سياسي بخصوص قضية الصحراء، بات الجميع يعرف حقيقته وخلفياته، حيث تؤكد أن لا دخل لها في هذا النزاع، بينما لها اليد الطولى في الملف، وفق تعبيره.

وأشار الوزير المغربي إلى ما سمّاه "تورّط" الجزائر في تبني منظمة الاتحاد الأفريقي لقرار تعيين مبعوث لها في الصحراء، معتبراً أنها "تسعى من وراء ذلك إلى سياسة إلهاء الرأي العام، وتصريف مشاكلها الداخلية عبر إثارة التوترات مع جارتها المغرب، خصوصاً في قضية الصحراء".

بدوره، أكد الخبير في العلاقات المغربية ـ الجزائرية، الدكتور خالد شيات، أنه "ليس هناك علاقات أكثر تعقيداً من العلاقات بين البلدين، كونها بقيت مرهونة لمنطق اللاحرب واللاسلم الذي يميّزها"، مشيراً الى أنه "من الصعب الحديث عن فترات جيدة وأخرى سيئة في علاقات الجارين".

وأوضح شيات، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن معظم المراحل كانت مراحل توتر، تتجلّى أحياناً في أفعال مباشرة، كإغلاق الحدود الوحيدة من نوعها في العالم، باعتبار أنه حتى الحدود بين الكوريتين مفتوحة بشكل معيّن، أو عبر أفعال خفيّة واستخباراتية، أو عمل دبلوماسي كثيف بين البلدين.

وقال شيات إن المأساة بدأت بسوء فهم كبير مع اختطاف الطائرة التي كانت تقل مسؤولي جبهة التحرير سنة 1956، وتعمّقت الهوّة بحرب الرمال سنة 1963، لافتاً الى أن "التحوّل الكبير جاء مع تشديد الجزائر الخناق على المغرب بدعم جبهة البوليساريو التي حاربت المغرب لحوالى عقدين من الزمن".

واعتبر شيات أن "صور تبادل الزيارات الوزارية مجرد بروتوكول لا يمكن أن يقدّم شيئاً في تقريب البلدين"، مؤكداً أن "الأزمة مرتبطة بحلول ومواقف جذرية، سواء بشجاعة من الجزائر للإقرار بمسار جديد متفاوض حوله، أو من المغرب باعتبار أن الحل لا بد أن يمر عبر الجزائر".-

تاريخ الاضافة: 14/07/2014
طباعة