موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مسلمو أفريقيا الوسطى يطلقون صرخات استغاثة لإنقاذهم من "أنتي بالاكا"
اسم الخبر : مسلمو أفريقيا الوسطى يطلقون صرخات استغاثة لإنقاذهم من "أنتي بالاكا"


أطلق المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى صرخات استغاثة لإنقاذهم من ميلشيات أنتي بالاكا "المسيحية" التي تستهدف المسلمين بالقتل والاغتصاب وحرق المساجد والمنازل.

وناشد المسلمون المجتمع الدولي تأمين الأحياء السكنية، والقبض على مسئولي الميلشيات "المسيحية"، وجبر الأضرار الناجمة عن عمليات العنف، بحسب وكالة الأناضول.

من جانبه، قال "عبد الرحمان دودو سعودي" - الناطق باسم الطائفة المسلمة في بانغي - والأسف بادٍ على محيَّاه: "نزع سلاح المسلمين والمسيحيين ليس الحل الذي سيجلب السلام لإفريقيا الوسطى"، مضيفا: "نحن عالقون هنا منذ أشهر، مسلمو الكيلومتر 5 يعيشون في الخوف والألم".

وتابع "سعودي" قائلًا: "إذا كانت السيدة الرئيسة (كاترين سامبا بانزا) تريد نزع سلاحنا بطريقة متزامنة (مع الأنتي بالاكا)، سنقبل بالأمر طبعًا لأننا نريد السلام، ولكن أن ينزع سلاحنا كي نكون لقمة سائغة للأنتي بالاكا، هذا أمر لن ندخل في نقاش حوله".

من جهته، قال "شامسو مامادو" - طالب في الجامعة، يمارس مهنة التبريد لتسديد مستحقات دراسته -: "الوضع لم يعد يحتمل، نزع السلاح قد يساعدنا، لكنه غير كاف. ما يتعين القيام به لإحلال السلام هو تأمين الأحياء، أن يتمكن الناس من التنقل دون خشية. مضت 6 أشهر الآن ونحن محتشدون في الكيلومتر 5، نحن آخر معاقل المقاومة، نريد السلام ولكن طالما لن نشعر بالأمن، سوف ندافع عن أنفسنا ضد الهجمات اليومية".

ويتفق الرجلان على أن الاعتراف بانتماء المسلمين إلى إفريقيا الوسطى، مثلهم مثل غيرهم من أبناء الديانات الأخرى، تشكل محطة محورية في مسار المصالحة.

يقول "مامادو": "يعامل المسلمون أحيانًا على أنهم أغراب. لا ينظرون إلينا كوننا أبناء هذا البلد، على الرغم من أن وجودنا هنا يمتد على عدة أجيال".

ويعقب "سعودي" على ذلك قائلًا: "نطالب بأن تعترف المجموعة الدولية بنا كأبناء إفريقيا الوسطى، وأن تكف حكومة بلادنا على إجبار المسلمين على تسديد مستحقات الخدمات الحكومية دون غيرهم. على غرار ما يحدث في البلدية، وفي المحكمة، يجبروننا على تسديد مقابل خدمات مجانية، لا يسددها المسيحيون".

غير ذلك، يؤكد "سعودي" على أن "إيقاف قادة الأنتي بالاكا، بالإضافة إلى جبر الأضرار المادية وتأمين الأحياء، هي إجراءات ينبغي أن تسبق أي مسار مفاوضات سلام دائم".

واعتبر أبوبكر يحيى - شاب مسلم من بانغي، خبير في مجال الألماس - أن "إعادة الثقة بين المسيحيين والمسلمين أمر ضروري ويأتي في مرتبة الأهمية قبل نزع السلاح . ينبغي أن تحضر الثقة لكي يتوفر الأمن. توعية الناس وتوفير الأمن هي من الأولويات، بعد ذلك، ستجري عملية نزع السلاح من تلقاء نفسها.. تأكدوا من شيء، طالما لم تتوفر الثقة، سيحافظ المسلمون والمسيحيون على أسلحتهم".

على ضوء هذه الشهادات، التي تعبر بشكل أو بآخر عن الجو العام الذي يسبق عملية نزع السلاح، لا يبدو أن إعلان الحكومة يوم 8 يونيو الجاري "يومًا وطنيًّا لنزع السلاح الطوعي" يرتقي إلى مرتبة الحل الناجع الذي يندرج في إطار مسار سلام شامل في إفريقيا الوسطى. ولعل الأحداث التي حصلت مؤخرًا مثلت خير دليل على ذلك. ففي الخميس الماضي، تعرضت امرأة اتهمتها الأنتي بالاكا بالتجسس إلى اغتصاب جماعي قبل أن يفصل رأسها عن جسدها، بحسب "سعودي".

وأشار شاهد عيان إلى أنه قد تعرض يوم الجمعة الماضي مسجد "لاكوانغا" الواقع في الدائرة الثانية لبانغي إلى الحرق، على الرغم من أنه كان مغلقًا منذ 6 أشهر، أي منذ مغادرة المسلمين للحي.

وخلص تقرير وكالة الأناضول إلى أن "اليوم الوطني لنزع السلاح الطوعي" المقرر في 8 يونيو/ حزيران من الشهر الجاري، والذي أعلن عنه الأحد الماضي رئيس حكومة إفريقيا الوسطى، "أندري نزاباييكي" - تنخفض حظوظ نجاحه في ضوء ارتفاع وتيرة أعمال العنف في الآونة الأخيرة.

تاريخ الاضافة: 05/06/2014
طباعة