موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تعليق البحث عن حطام الطائرة.. وملابسات اختفائها قد لا تعرف أبدا
اسم الخبر : تعليق البحث عن حطام الطائرة.. وملابسات اختفائها قد لا تعرف أبدا


تسبب سوء الأحوال الجوية أمس في تعليق البحث عن حطام الطائرة الماليزية التي سقطت في المحيط الهندي، معيقا الجهود المبذولة لمعرفة السبب خلف انحرافها عن مسارها وتوضيح مصيرها لعائلات الركاب التي تنتظر بقلق. ويبدو أن الغموض المحيط بمصير الطائرة قد لا يتبدد حتى وإن عثر على الصندوقين الأسودين، إذ يعتقد خبراء أن ذلك قد لا يحل ما بات يعتبر من أكبر ألغاز الطيران.
وأعلنت سلطات السلامة البحرية الأسترالية، المسؤولة عن تنسيق عمليات البحث في جنوب غربي مدينة بيرث الساحلية، أنه جرى تعليق عمليات البحث الجوية والبحرية عن الطائرة الماليزية بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة والأمواج العاتية. وأكد نائب رئيس الدفاع الأسترالي مارك بينسكين على صعوبة المهمة نظرا لاتساع حجم المنطقة التي يجري البحث فيها عن حطام الطائرة. وقال: «نحن لا نحاول العثور على إبرة في كومة قش، بل إننا نحاول أن نحدد مكان كومة القش». وذكرت سلطات سلامة الملاحة البحرية الأسترالية أنه يتوقع أن يتحسن الطقس (اليوم) الأربعاء ما سيسمح باستئناف عمليات البحث. وتشارك 12 طائرة في عملية البحث، كما ستعود سفينة بحرية أسترالية لمسح المنطقة التي شوهدت فيها من الجو قطع يحتمل أن تكون للطائرة.
وفقدت الطائرة في الثامن من مارس (آذار) وعلى متنها 239 راكبا، ثلثاهم من الصينيين، بينما كانت تقوم برحلة ليلية من كوالالمبور إلى بكين.
وفي بكين اشتبك أقارب ضحايا الطائرة الصينيين مع الحراس أمام السفارة الماليزية أمس وأطلقوا الشتائم على السفير وطالبوا بإجابات على مصير الطائرة الغامض. ويتهم أقارب الضحايا الصينيين السلطات الماليزية بالخداع. وخرج نحو 200 من أقارب الضحايا وقد شبكوا أذرعهم وبكى بعضهم وهتفوا بشعارات ضد السلطات الماليزية على تعاملها مع اختفاء الطائرة بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الماليزي أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينجُ منها أحد. واندلع عراك بالأيدي عندما حاول حراس أمنيون منع بعض الأقارب من الوصول إلى الصحافيين أمام السفارة الماليزية في بكين.
وهتف بعض أقارب الضحايا في وجه الحراس «أعيدوا لنا أبناءنا»، بينما ركز رجال شرطة وعناصر أمن بثياب مدنية على حماية بوابات السفارة، وصرخوا: «الحكومة الماليزية قتلة». وصرخت وين وانشينغ (63 عاما): «ابني، ابني، أعيدوا لي ابني»، بينما هتف آخرون وراءها بالشعارات ورفعوا أيديهم في الهواء، ووقف آخرون يبكون ورؤوسهم محنية.
ووصل سفير ماليزيا لدى الصين إسكندر سارودين في وقت لاحق إلى الفندق الذين يقيم فيه أقارب الضحايا ليواجه غضبا عارما، وصاح به بعضهم بينما أطلق آخرون وابلا من الإهانات بحقه ووصفه بـ«الكاذب». وبعد ذلك التقى مسؤولون من مجلس الدولة (الحكومة الصينية) مع عدد من أقارب الضحايا. وطلب نائب وزير الخارجية الصيني من ماليزيا تسليم بلاده صور الأقمار الاصطناعية التي جرى الاستناد إليها للإعلان عن تحطم الطائرة. وقال تشي هانغ شانغ للسفير الماليزي في بكين: «نطلب من الطرف الماليزي توضيح الأدلة التفصيلية التي قادت إلى هذه الخلاصة»، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية.
وكان رئيس الحكومة الماليزي أوضح أول من أمس أن الاستنتاج اعتمد على تحليلات جديدة للبيانات من مكتب التحقيق البريطاني في الحوادث الجوية وشركة «انمارسات» البريطانية للأقمار الاصطناعية، إلا أنه لم يجرِ تحديد المكان الذي سقطت فيه الطائرة.
ومن جهته دافع مدير شركة الخطوط الجوية الماليزية أحمد جوهري يحيى عن الشركة في وجه الانتقادات بأنه جرى إبلاغ أقارب الضحايا بالخبر السيئ من خلال رسالة نصية في وقت متأخر أول من أمس. وقال: «إن دافعنا الوحيد الليلة (قبل) الماضية كان أن تسمع عائلات الضحايا الأخبار المفجعة قبل باقي العالم، ولا توجد كلمات يمكن أن تخفف من المهم». وأوضح أن الشركة أرسلت أكثر من 700 شخص متخصص لدعم أقارب الضحايا، كما قدمت المساعدات المالية. ولم يكشف نجيب عن أية تفاصيل حول المكان الذي فقدت فيه الطائرة، إلا أن شركة «انمارسات» قالت إنها تمكنت من تحديد الاتجاه الذي حلقت فيه الطائرة من خلال قياس «النبضات» المرتدة من الطائرة إلى القمر الاصطناعي. وفي مؤتمر صحافي أمس، قدم وزير النقل هشام الدين حسين شرحا فنيا مفصلا عن الطريقة المبتكرة التي اتبعتها شركة «انمارسات» الذي يحسب سرعة الطائرة بالمقارنة مع القمر الاصطناعي، إلا أنه أقر بأن أقارب الضحايا يودون أن يروا دليلا ملموسا. وعززت مشاهدة أنقاض يشتبه بأنها من الطائرة سواء من خلال صور الأقمار الاصطناعية أو بالطائرات الاعتقاد بأن الطائرة تحطمت جنوب المحيط الهندي.

تاريخ الاضافة: 26/03/2014
طباعة