موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || انتشار مكثف للجيش اليمني في عمران.. وتبادل معتقلين بين الحراك والسلطات
اسم الخبر : انتشار مكثف للجيش اليمني في عمران.. وتبادل معتقلين بين الحراك والسلطات


لقي عدد من الجنود اليمنيين والمسلحين الحوثيين مصرعهم في اشتباكات في منطقة همدان غرب العاصمة صنعاء اندلعت عقب كمين نفذه مسلحون حوثيون لقافلة عسكرية، في وقت أفرج مسلحون في جنوب اليمن عن عدد من الجنود الذين كانوا محتجزين على خلفية النزاع بين الجيش ومسلحي الحراك الجنوبي.
وأكدت مصادر قبلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» مقتل ما لا يقل عن أربعة جنود وإصابة خمسة آخرين في الهجوم الذي شنه الحوثيون على قافلة عسكرية في منطقة همدان بغرب صنعاء، التي تشهد قتالا عنيفا منذ عدة أيام بين الحوثيين ومسلحي قبائل همدان الذين يرفضون سيطرة الحوثيين على مناطقهم، وحسب المصادر القبلية ذاتها فإن سعي الحوثيين للسيطرة على مناطقهم يجعل العاصمة صنعاء في مرمى نيران الحوثيين، لأن تلك المرتفعات تطل على صنعاء وعدد من معسكراتها الهامة. وأفاد شهود عيان بانتشار كثيف لوحدات من الجيش اليمني في شمال وغرب صنعاء، بعد تزايد الأحاديث عن نية الحوثيين اجتياح العاصمة بعد تطويقها من أكثر من جهة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية مطلعة في محافظة عمران بشمال صنعاء بأن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بقيادة المجلس المحلي (البلدي) لمحافظة عمران تطرق إلى دور القبائل في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وإلى الدور الذي ستلعبه القبائل في وقف زحف الحوثيين نحو العاصمة. وكانت المواجهات بين الحوثيين ورجال قبائل عمران توقفت بعد هدنة توصلت إليها لجنة رئاسية، كما توقفت مواجهاتهم مع قبائل محافظة الجوف في شرق البلاد في ضوء هدنة مماثلة، غير أن المواجهات مستمرة مع قبائل همدان في شمال غربي صنعاء حتى اللحظة. وكان اللواء علي بن علي الجائفي، رئيس اللجنة الرئاسية الخاصة بحل المواجهات بين الحوثيين وقبائل همدان أعلن انسحابه من اللجنة واتهم الحوثيين بالمماطلة وعدم الالتزام بالاتفاقات التي جرى التوصل إليها.
من ناحيتها، أعربت السفيرة البريطانية في صنعاء، جين ماريوت، عن قلقها البالغ حيال الجماعات المسلحة التي تهدد العاصمة صنعاء، في إشارة إلى جماعة الحوثي.
وحضر لقاء هادي وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، وقائد قوات الاحتياط العام اللواء علي الجائفي، وقد حث هادي «كل أبناء المحافظة على ضرورة مساندة جهود الدولة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة»، وأشاد «بحرصهم على تحقيق ذلك من خلال طي صفحة الماضي والابتعاد عن الصراعات والانطلاق صوب المستقبل برؤية جديدة وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالوطن الذين يضعون العراقيل ويفتعلون الأزمات».
وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن محافظة عمران شهدت، أمس، انتشارا مكثفا لقوات الجيش والأمن واللجان الشعبية تحسبا لهجوم محتمل للحوثيين على مدينة عمران التي تعد المدخل الشمالي الرئيس للعاصمة صنعاء.
ومن خلال الصراعات المسلحة التي يخوضها الحوثيون، يجد المراقب أنها تتركز في محافظة الجوف ضد القبائل وأعضاء حزب الإصلاح الإسلامي (السني)، وفي منطقة دماج بمحافظة صعدة ضد السلفيين الذين جرى تهجيرهم من تلك المنطقة إلى مناطق أخرى باليمن على أيدي الحوثيين، وأيضا في محافظة عمران ضد رجال القبائل وحاليا مع قبائل همدان في محافظة صنعاء، حيث يؤكد كل المراقبين على سعي حثيث للحوثيين لفرض أمر واقع بالقوة المسلحة في اليمن، بينما تنظر بعض الأطراف السياسية إلى ما يجري على أنه تنصل من جماعة الحوثي من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، خصوصا أنهم يرفضون تسليم الأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم إلى الدولة.
على صعيد آخر، أفرج «الحراك الجنوبي» في محافظة الضالع الجنوبية عن نحو 17 جنديا كانوا محتجزين لديه إثر المواجهات المسلحة التي اندلعت في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، وقالت مصادر محلية في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش في المقابل أطلق سراح 36 معتقلا لديه من عناصر الحراك، في الوقت الذي توصلت لجنة رئاسية إلى هدنة لوقف إطلاق النار في المحافظة المشتعلة منذ عدة سنوات، حيث يطالب الحراك بفصل جنوب البلاد عن شماله أو ما يسميه «استعادة الدولة»، وقد تحولت في الآونة الأخيرة التطورات السياسية بخصوص الوحدة في جنوب اليمن إلى أعمال عسكرية مسلحة.

تاريخ الاضافة: 14/03/2014
طباعة