أكد مراقبون دوليون وجود تجاوزات وخروقات شابت عمليات التصويت في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، والذي انتهى أمس السبت.
وأوضحت منظمة مواطني العالم، التابعة للبعثة الدولية لمراقبة استفتاء جنوب السودان، أن هذه التجاوزت التي صاحبت التصويت يمكن أن تؤثر على العملية برمتها.
وقالت المنظمة في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم بالخرطوم إن من بين هذه التجاوزات التهديد ضد الناخبين وتوجيه مسؤولي الاقتراع الناخب إلى الخيار الذي يريدونه.
وطبقا للمنظمة فإن سرية الاقتراع وتحديدا في بعض المراكز بجوبا كانت دون المعايير الدولية، وأكدت أنها لاحظت استمرار الحملة الدعائية للانفصال أثناء الاقتراع، مشيرا إلى أن مراقبيها منعوا من الاطلاع على كشوفات الناخبين في بعض المراكز.
وأكدت المنظمة فى تقريرها الذي وصفته "بملاحظات قبل إعداد التقرير النهائى الذى ستودعه المفوضية "، تدخل الموظفين فى المراكز بالتأثير على الناخبين للاقتراع لصالح الانفصال، واصفةً الأمر بـ"المسألة الخطيرة التى تمس بمصداقية العملية بأكملها".
وأشارت فى ملاحظاتها التى سجلها مراقبوها الذين انتشروا فى 21 مركزاً بكل من جوبا ، الخرطوم ، الخرطوم بحرى ، أمدرمان ، الرنك ، كوستى ، كنانة وربك، إلى أن موظف المفوضية كان يضع البصمة فى مكان شخص آخر حتى لا يجهد نفسه بالبحث عن الاسم والترتيب، وعدم فحص الحبر والتدقيق فى أصابع الناخبين.
وأجمع المراقبون على تعرضهم للمنع من دخول بعض المراكز فى الجنوب ، وعدم تعاون الموظفين معهم فى تسهيل مهمتهم.
وانتقدت البعثة استمرار الحملة الإعلامية والترويج لخيار الانفصال بالقرب من المراكز أثناء عملية الاقتراع، دون التقيد بالفترة الزمنية المحددة للترويج لأي من الخيارين والمنتهية فى السابع من يناير.
ومن جانب آخر، أشادت منظمة مواطني العالم بحرص حكومتي الشمال والجنوب على إنجاح الاستفتاء كآخر استحقاق من استحقاقات اتفاقية السلام الشامل.
وأعربت المنظمة عن ارتياحها لعدم تسجيل  عملية الاستفتاء لأية أحداث عنف باستثناء أحداث أبيى ، التى طالبت جميع الأطراف باللجوء للطرق السلمية لحل النزاع حولها.
ومنظمة مواطني العالم التى أُنشئت عام 1975 كمنظمة دولية غير ربحية، تنشط فى 50 دولة فى مجال السلم العالمي، وتتمتع بالصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادى والإجتماعي التابع للأمم المتحدة.