أكدت الأمم المتحدة أن متمردي جيش الرب للمقاومة بقيادة جوزيف كوني الملاحق دوليًّا قتلوا ما يزيد عن 100 ألف شخص بوسط أفريقيا في الـ25 عامًا الماضية.

ومن واقع تقرير عن وسط أفريقيا، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين أن متمردي جيش الرب المسلحين توجه إليهم - بالإضافة إلى تهم القتل – تهم باختطاف ما بين 60-70 ألف طفل، بجانب تسببهم في هجرة مليونين ونصف مليون شخص.

وجاءت هذه الحصيلة بناءً على دراسة أعدها مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، تكشف جرائم جيش الرب منذ عام 1987، سوف يتم نشرها قريبًا وفقًا للأمين العام للأمم المتحدة.

وأضاف أن هذه الدراسة قد توصلت إلى ضلوع هذه الميليشيات في قتل أكثر من 100 ألف شخص، وخطف ما بين 60-100 ألف طفل، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات رغم تراجع وتيرتها، إلا أنها ما زالت مستمرة بمناطق حدودية نائية في أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية.

وأفادت الأمم المتحدة أن هؤلاء المتمردين شنوا 212 هجومًا عام 2012 أسفرت عن 45 قتيلاً، وتخللها خطف 220 شخصًا يشكل الأطفال 25% منهم.

ويعتبر جيش الرب للمقاومة من أكثر المجموعات المتمردة وحشية في أفريقيا، وكان ناشطًا في شمال أوغندا منذ 1988، لكنَّ مقاتليه تمركزوا منذ 2005 في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وكذلك في أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

وارتكب هؤلاء أعمال نهب وتخريب واغتصاب وجرائم قتل، وأجبروا أطفالًا على التجنيد في صفوفهم. ومنذ 2008، يواصل الجيش الأوغندي بدعم من مائة جندي أميركي ينتمون إلى القوات الخاصة مطاردة جوزيف كوني الذي يختبئ في السودان.

وبصفة عامة، فإن جيش الرب هو حركة تمرد "مسيحية" في شمال أوغندا مسلحة، ترجع جذورها إلى امرأة تدعى أليس لاكوينا.

ففي ثمانينيات القرن العشرين، اعتقدت لاكوينا أن الروح المقدسة خاطبتها وأمرتها بالإطاحة بالحكومة الأوغندية لما تمارسه من ظلم وجور ضد شعب أشولي.

وتأسس جيش الرب كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي في الثمانينيات وبالتحديد عام 1986 على يد جوزيف كوني، وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا. واستندت في تحركها على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا. وبدأ نشاطه منذ عام 1988 في شمال أوغندا، إلا أن مقاتليها أخذوا في الانتشار بأطراف شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي أفريقيا الوسطى وفي جنوب السودان منذ عام 2005.

يسعى جيش الرب "المسيحي" إلى إقامة نظام ثيوقراطي (حكم ديني) يتأسس على الكتاب المقدس/ العهد الجديد والوصايا العشر.