قال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو، "من الملفت للانتباه أن التفجيرين اللذين شهدتهما تركيا اليوم، لم يحدثا من قبيل الصدفة، وكيف هذا، وأنهما تزامنا مع تسارع الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الرامية إلى ذلك، وبالتالى تحقيق إرادة الشعب السورى ورغباته التى ينشدها بشأن بلاده".

جاء ذلك فى تصريحات أدلى بها الوزير التركى حول التفجيرين اللذين وقعا اليوم جنوب تركيا، من العاصمة الألمانية برلين، التى يزورها حاليا بصفة رسمية، للمشاركة فى أعمال الاجتماع الأول لآلية الحوار الاستراتيجى المزمع إنشائها بين تركيا وألمانيا.

وأضاف داود أوغلو، أن وزير الداخلية التركى معمر غولر، أدلى بالتصريحات اللازمة حيال التفجيرين، مشيرا إلى أنهم يتابعون الأمر عن كثب، وأنهم سيقومون بتقصى حقيقته بكافة أبعاده.

وأوضح أن استقرار تركيا وسلامة مواطنيها، تأتى بالنسبة لهم قبل كل شىء، لافتا إلى أن هناك الكثير من الاستفزازات والتحريضات التى تشهدها التطورات فى سوريا فى هذه الفترة الحرجة، مناشدا الشعب التركى بعدم الانسياق وراء تلك الاستفزازات.

وأشار إلى أن تركيا دولة صاحبة بنية أمنية قوية، ولديها تجربة وخبرة كبيرة فى مثل هذه الأحداث، مؤكدا على أن من فعل هذه التفجيرات لنقل الفوضى إلى الداخل التركي، سيدفع ثمن فعلته، أيا كان وأيا كانت ذريعته.

وذكر أن تركيا منذ أربعة أشهر لم تفقد أيا من مواطنيها فى حوادث إرهابية اعتادتها منذ 35 عاما، مبينا أن الفضل فى ذلك يرجع لمفاوضات السلام التى تجرى فى البلاد، ومشيرا إلى احتمال وجود بعض الأطراف التى تريد أن تخرب على تركيا هذا الهدوء، من خلال استغلال بعض الموضوعات، وعلى رأسها الشأن السورى.

وتابع قائلا "ينبغى ألا يتجرأ أحد على اختبار قدرة تركيا وقوتها"، موضحا أن القوات الأمنية فى البلاد تقوم باتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، وأن مثل هذه الأحداث لن تؤثر بأى حال من الأحوال على استقرار البلاد، لأنهم لن يسمحوا بذلك مطلقا، بحسب قوله.

وأكد على أن تركيا دولة مسيطرة على نظامها العام، مستشهدا فى ذلك بالأحداث المختلفة التى شهدتها فى تركيا فى الآونة الأخيرة بدءًا من قصف بلدة (أقتشه قاله) من قبل القوات السورية، وبغيرها من الأحداث الأخرى التى استطاعت تركيا خلالها أن تحافظ على نظامها العام، على حد قوله.

وشدد داود أوغلو على أن بلاده ستستمر فى سياستها الخارجية بكل عزم وثبات، ولن تثنيها عنها أى تفجيرات مهما كانت، ومهما كانت خسائرها، مشيرا إلى أن تفجيرى اليوم، وقعا فى فترة تشهد حركة مكثفة من الاتصالات الدبلوماسية، والقرارات المهمة المتعلقة بالعملية الانتقالية فى سوريا.

وبيّن أنه قام بالعديد من الاتصالات والمباحثات المهمة فى الأيام الأخيرة، بدأت بزيارته للأردن، ثم زيارته الحالية لألمانيا التى سيذهب بعدها إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ثم سيتوجه بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، برفقة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الأسبوع المقبل.

يذكر أن تفجيرين بسيارتين مفخختين، وقعا اليوم فى مدينة "ريحانلى" بمحافظة هاطاى المتاخمة للحدود التركية السورية، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا، وإصابة 22 آخرين بجروح.