موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الجزائر: الأباضية يشعلون معارك دامية في غرداية الجزائرية
اسم الخبر : الجزائر: الأباضية يشعلون معارك دامية في غرداية الجزائرية


اندلعت معارك دامية بين سكان حيين ينتميان إلى مذهبين مختلفين في مدينة غرداية "650 كلم جنوبي الجزائر" بسبب صراع قديم يتعلق بمساحة أرض تضم مقبرة، كانت السلطات تعتزم إقامة ثانوية تعليمية عليها.

وذكر شهود عيان أن 37 شخصًا بينهم 16 عنصرًا من الشرطة أصيبوا بجروح في الاشتباكات التي تفجرت قبل يومين بين سكان حيين متجاورين، هما حي ثنية المخزن، وهم عرب ينتمون إلى المذهب المالكي، وسكان قصر مليكة وهم أمازيغ ينتمون إلى المذهب الإباضي.

وتفجر الصراع بمجرد سعي سكان الحي المالكي نحو هدم حائط للسيطرة على قطعة أرض بسبب أنها إرث لهم، تقع داخل مقبرة تضم موتى لهم، وتدخل ضمن أوقاف الحي الإباضي.

وجاء تدخل قوات الأمن الجزائرية بشكل سريع، واستعملت القنابل المسيلة للدموع للفصل بين الطرفين المتنازعين، ووقف المواجهات التي أسفرت عن تفجير سيارة بعد إشعال النار بها وتحطيم سيارات أخرى، وتخريب محلات تجارية وممتلكات خاصة.

وقرر والي ولاية غرداية عقد اجتماع طارئ مع عقلاء المدينة، وعلماء المذهب المالكي وبعض رموز الإباضية؛ لبحث الفتنة الجديدة واحتوائها.

ودعا عقلاء مدينة غرداية وعقلاء السلطات إلى وأد الفتنة، والبحث عن مخرج التدخل العاجل لإيجاد حل عاجل ونهائي لقضية "المقبرة" التي تزيد الفتنة بين الإباضيين والمالكيين بين الفترة والأخرى.

ويسود المذهب الإباضي الذي أسسه عبد الله بن أباض في مدن ولاية غرداية ومنطقة بني ميزاب، ويتكلم الأمازيغ لهجة محلية تسمى "الميزابية".

والإباضية هي إحدى فرق الخوارج الكبرى، ولها وجود في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وخاصة في سلطنة عُمان.

ومما يؤمن ويعتقد به الإباضيون ويخالف منهج أهل السنة والجماعة، قولهم بأن مرتكب الكبيرة كافر, ويفسرون بأن معناها كفر النعمة, هذا في الدنيا.. أما في الآخرة فيرونه مخلدًا في النار, وينكرون رؤية المؤمنين لربهم في الجنة بأبصارهم, ويقولون: إن صفات الله هي عين ذاته, وأن الاسم والصفة بمعنى واحد, كما أنهم يؤولون صفات الله الخبرية كالاستواء والنزول والمجيء وكاليد والوجه والعين والنفس.

ووقعت الإباضية في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, وطعنت في عدد من أجلاء الصحابة؛ كعثمان وعلي وعمرو بن العاص ومعاوية وطلحة والزبير وأصحاب الجمل رضي الله عنهم جميعًا.

وفارق الإباضية جماعة المسلمين كغيرهم من الخوارج, ورأوا أن الإمام إذا ارتكب كبيرة حل دمه, ولا يقرون لأئمة المسلمين - من غيرهم - بإمامة شرعية، عدا أبا بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.

وتعتبر مسائل مرتكب الكبيرة, والنظرة إلى الصحابة، والخروج على الأئمة، ومفارقة جماعة المسلمين من الفوارق الرئيسة بينهم وبين أهل السنة, ومن الأصول الكبرى التي أخرجتهم عن منهج السلف وجعلتهم في عداد الفرق وأهل الأهواء.

تاريخ الاضافة: 08/05/2013
طباعة