أبدى الخبير الإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري قناعته بأن التدخل الصهيوني في الأزمة السورية لم يبدأ بالغارات الأخيرة التي وقعت، وإنما سبق ذلك وتمثل في تصريحات ومواقف تبنتها تل أبيب، مشيرًا إلى أن تسارع الأحداث هو الذي تسبب في وقوع هذه الغارات.

وكشف الخبير المتقاعد أن الغارة "الإسرائيلية" الأخيرة شاركت في القيام بها 10 مقاتلات، وتم إطلاق حوالي 40 صاروخًا.

وأوضح أن من بين تلك الصواريخ المستخدمة صواريخ "كروز وتوماهوك" بعيدة المدى، حيث طالت موقع قرب جبل قاسيون الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة توجد فيه ألوية للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ومخازن أسلحة كبيرة.

وقال الدويري: إن "إسرائيل" كانت حريصة كل الحرص على منع وصول أسلحة معينة إلى قبضة "حزب الله"؛ لأنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى اختلال موازين القوى.

وأوضح أن هذه الأسلحة هي الصواريخ الباليستية والإستراتيجية التي يمكن أن تؤثر على ملاحة تل أبيب في البحر المتوسط ومنشآتها النفطية.

ولفت الخبير الإستراتيجي إلى أن الأقمار الاصطناعية "الإسرائيلية" والغربية تتابع بصورة مستمرة ودقيقة الساحة السورية طوال الوقت.

وقال: إن وجود طائرات مقاتلة بهذا التشكيل كان من الطبيعي أن ترصده رادارات النظام السوري ويتم إنذار الدفاع الجوي للقيام بالرد، وأشار مراقبون إلى أن عدم حدوث ذلك يضع علامات استفهام حول الموقف الحقيقي لنظام بشار من مثل هذه الغارات.

ولفت الدويري إلى أن تنفيذ هذه الغارات ربما يكون له هدف آخر متعلق بالجانب الأمريكي الذي أراد أن يعرف رد فعل النظام السوري إذا ما فكر الغرب القيام بتدخل عسكري في سوريا وسط مخاوف من وقوع خسائر.